كندا والسعوديّة: ملفّ حقوق الإنسان عبر القنوات الدبلوماسيّة

ما زال الخلاف الدبلوماسي الكندي السعودي محطّ تحليل في العديد من الأوساط الكنديّة.

وفي هذا السياق، أفادت معلومات حصلت عليها سي بي سي هيئة الإذاعة الكنديّة أنّ الخلاف بدأ قبل التغريدة التي نشرتها الخارجيّة الكنديّة على موقع تويتر وانتقدت فيها اعتقال نشطاء سعوديّين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان  ودعت للإفراج عنهم فورا.

وتحدّثت المعلومات عن وثيقة سريّة أعدّها مسؤولون في الخارجيّة الكنديّة لوزير الخارجيّة آنذاك ستيفان ديون الذي كان يستعدّ لعقد اجتماع بنظيره السعودي عادل الجبير.

و الاجتماع ذو شقّين "لإقامة علاقة عمل مع نظيرك من شريك رئيسي في التجارة والأمن"  وللبحث في قضايا ثنائيّة أخرى من بينها حقوق الإنسان والتجارة والإرهاب والأمن الاقليمي كما ورد في المذكّرة السريّة الموجّهة إلى وزير الخارجيّة يومها ستيفان ديون.

وكان هذا اللقاء بين الوزيرين الكندي والسعودي أوّل اتّصال بين حكومة جوستان ترودو والسعوديّة بشأن قضيّة رائف بدوي وتلته اتّصالات أخرى، ما يعني حسبما نقلت سي بي سي عن وزير العدل الكندي السابق اروين كوتلر أنّ قنوات الاتّصال كانت قائمة ولم تستند إلى دبلوماسيّة تويتر كما يقول بعض منتقدي حكومة جوستان ترودو.

وكانت تغريدات  قد نشرتها الخارجيّة الكنديّة ووزيرة الخارجيّة كريستيا فريلاند قد فجّرت الخلاف الدبلوماسي بين كندا والسعوديّة.

"انا قلقة جدّا لمعرفة أنّ سمر بدوي شقيقة رائف بدوي قد أُدخلت السجن في السعوديّة. كندا تقف إلى جانب عائلة بدوي في هذا الوقت الصعب وسنستمرّ في الدعوة لإطلاق سراح كلّ من رائف وسمر بدوي": تغريدة لوزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند.

واتّخذت المملكة على أثر ذلك مجموعة من الإجراءات بحقّ كندا،و طردت السفير الكندي لديها دنيس هوراك واستدعت سفيرها لدى اوتاوا، وأعلنت عن سحب الطلاّب السعوديّين من المعاهد والجامعات الكنديّة، وسحب المرضى السعوديّين الذين يعالجون في المستشفيات الكنديّة.

وعمد المصرف المركزي السعودي إلى بيع الأصول الكنديّة التي يمتلكها، وأوقفت المملكة كلّ التعاملات التجاريّة والاستثمارات الجديدة مع كندا وسواها من الاجراءات في ردّ فعل مفاجئ وغير مسبوق.

وانتقد جون بيرد وزير الخارجيّة في حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر بشدّة أداء الحكومة الكنديّة الليبراليّة في ملفّ العلاقات مع السعوديّة.

ودعا بيرد الحكومة إلى التحدّث مباشرة إلى السعوديّين وليس من خلال تويتر كما قال، كما دعا  رئيس الحكومة جوستان ترودو إلى الاجتماع مع كبار المسؤولين السعوديّين لحلّ الخلاف المتفاقم بين اوتاوا والرياض.

"التعرّض بالتغريدات ومعاملة كندا لدولة صديقة بهذه الطريقة هو فعلا أمر غير مفيد ومخيّب للآمال": وزير الخارجيّة الكندي السابق جون بيرد

ويشار إلى أنّ حكومة المحافظين السابقة قد انتقدت موقف السعوديّة في قضيّة رائف بدوي، وعلّق  وزير الخارجيّة السابق جون بيرد  على قرار جلد رائف بدوي وقال إنّ "العقوبة بحقّ  بدوي هي انتهاك لكرامة الإنسانيّة وحريّة التعبير".

هذا وقد دافع رئيس الحكومة جوستان ترودو عن تعاطي حكومته مع المسألة مشيرا إلى أنّ كندا ستتحدّث دوما علنا وفي المجالس الخاصّة عن قضايا حقوق الإنسان.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/هيئة الإذاعة الكنديّة)

استمعوا