مركز الخدمات للعائلة والأطفال واحد من بين مراكز عديدة تُعنى بتقديم المساعدة للواصلين الجدد إلى كندا وتنوير دربهم ليتمكّنوا من تدبّر أمورهم في المجتمع الكندي الذي يختلف في عاداته وتقاليده وطرق العمل فيه عمّا ألفوه في الأوطان الأم.
وثمّة تحدّيات عديدة تواجه الواصل حديثا، وقد تزداد حدّة بالنسبة لبعض المهاجرين واللاجئين الذين يصلون من دول تعيش صراعات وحروبا دامية، مع ما تتركه من مضاعفات ماديّة ونفسيّة عليهم وعلى عائلاتهم.
مركز الخدمات للعائلة والأطفال في واترلو في مقاطعة اونتاريو يقدّم برنامجا نموذجيّا للواصلين حديثا بعدد من اللغات من بينها العربيّة، حول علاقات المحبّة بين أفراد العائلة، ويلقي الضوء على مسؤوليّات الأبوّة والأمومة، كما قالت لي السيّدة كيغاني مرديكيان المسؤولة عن خدمات الأبوّة والتبنّي في المركز في حديث أجريته معها.
ويهدف البرنامج لتأمين التوعية الأسريّة ومسؤوليّات الأب والأم في مجتمعهم الجديد، ما يضمن تعادل الفرص بينهم وبين الأسر الكنديّة كما تقول السيّدة كيغاني مرديكيان.
والبرنامج مبنيّ على دوائر الأمان لمعالجة الصدمات النفسيّة ويستوحي من برنامج "الأب الحنون" الذي يقدّمه المركز، والذي حاول تطبيقه بما يتناسب مع الثقافة والتقاليد العربيّة.

محمّد الرز تابع مع زوجتخ سمر المصري الشالاتي برنامج "الأب الحنون" في مركز الخدمات للعائلة والأطفال في واترلو/Melanie Ferrier/CBC/هيئة الإذاعة الكنديّة
وتصف كيغاني مردكيان استجابة اللاجئين والمهاجرين الجدد للبرنامج بأنّها رائعة، وقد شاركت فيه عائلات من أصول عراقيّة وسوريّة ومصريّة وأردنيّة تميّزت بدعمها لبعضها البعض والإفادة المتبادلة من تجاربها القيّمة.
وتضيف أنّ البرنامج لا يهدف لتعليم الأهل كيف يمارسون الأبوّة والأمومة، وتجاربهم غنيّة على هذا الصعيد، لكنّ القصد هو توعيتهم على ما هو متوقّع منهم في كندا.
وبحكم عملها كمستشارة اجتماعيّة، تقول كيغاني مرديكيان إنّ الكثير من الآباء من أصول عربيّة الذين التقتهم يسألون عن النظام الكندي المتعلّق بتربية الأطفال، ويتطلّعون للتعرّف إلى ما هو مطلوب منهم لا سيّما أنّ النظام قاس حيال المتورّطين في العنف الأسري كما تقول المسؤولة في مركز الخدمات للعائلة والأطفال في واترلو كيغاني مرديكيان.
وتقول السيّدة مارديكيان رّا على سؤالي إنّ بعض القادمين الجدد يتردّدون في الحديث عن مشاكل العنف الأسري التي يعاني بعضهم منها، ويؤخذون بالشائعات والأخبار الخاطئة التي يسمعونها لدى وصولهم إلى هنا.
وتشير إلى حالات محدودة جدّا تعرّض فيها الأطفال للعنف على يد أهلهم وتمّ سحبهم منهم ونقلهم إلى عائلات بالتبنّي لحمايتهم، وهو أمر يتخوّف منه الواصل حديثا عندما لا يعرف النظام على حقيقته كما تقول كيغاني مرديكيان.
وهذه الحالات نادرة جدّا، ويتمّ نقل الأولاد للإقامة في محيط قريب قدر الإمكان ، إلى العمّ أو الخال أو الجدّ والجدّة، في حال كانوا موجودين في كندا بالطبع.
وتأمل السيّدة مرديكيان في أن يستمرّ البرنامج النموذجي بفضل الدعم الذي يلقاه من العديد من المؤسّسات، وأن تستمرّ في دعمه على ضوء التقييم الجديد الذي يجريه المركز بشأنه.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.