منذ أول ظهور مشترك لزعماء الأحزاب السياسية الرئيسية في كيبيك على عتبة الانتخابات التي ستجري في المقاطعة مطلع شهر أكتوبر تشرين الأول المقبل، حتى قبل الانطلاقة الرسمية لها، فإن ما يمكن أن يتسبب بالضرر لحزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك الذي يحل أولا في استطلاعات الرأي هو موقف الحزب من الهجرة واللجوء.
هذا الموقف تم اعتماده منذ أن كان هذا الحزب يحل ثالثا في استطلاعات الرأي وحين كان بحاجة للبروز على الساحة المحلية.
كان ذلك في وقت كان من البعيد كل البعد التفكير بالوصول إلى السلطة في كيبيك ولكي يتوصل فيه زعيم الحزب لاحتلال صدر الصفحات لم يتردد زعيم الحزب فرنسوا لوغو باتهام منافسيه وهم كثر بأسوأ النيات.
فرنسوا لوغو يرد على أسئلة الصحافي في راديو كندا ماتيو ديون حول موقف حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك من الهجرة واللجوء/راديو كندا
وهكذا ومنذ خريف عام 2016 وخلال انتخابات فرعية، كان زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك يتهم منافسيه وعلى وجه التحديد الحزب الليبرالي بزعامة فيليب كويار والحزب الكيبيكي الاستقلالي النزعة بزعامة جان فرنسوا ليزيه بأنهما يؤيدان وجود معلمات يرتدين التشادور في مدارس كيبيك حتى ولو لم نر أية امرأة ترتدي مثل هذا الزي.
وفي هذه الأجواء رأى اقتراح حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك تخفيض مستوى الهجرة بنسبة 20% وفرض اختبار عن القيم الكيبيكية وعن اللغة الفرنسية على كل واصل جديد لكيبيك بعد ثلاث سنوات قبل منحه شهادة اختيار من كيبيك كشرط للحصول على الجنسية الكندية.
واستجدت المشكلة عندما طرح السؤال على ناطقين باسم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك عما سيحصل في حال فشل شخص ما في أحد الاختبارين وعندما بدأوا بالحديث عن طرد وترحيل (هذا الشخص) نحو بلده الأصلي.
وبعد أن كان فرنسوا لوغو هدفا للعديد من الهجمات بسبب موقفه من الهجرة حاول تلطيف موقفه عندما أشار إلى أنه لن يرحّل أي شخص لأن مثل هذا القرار أي الترحيل يعود لسلطة القانون الفدرالي.
من اليمين فرنسوا لوغو يليه فيليب كويار ومن اليمين تحت مانون ماسيه ومن ثم جان فرنسوا ليزيه/راديو كندا
فيوم الجمعة الماضي وفي لقاء بين زعماء الأحزاب السياسية الرئيسية في كيبيك وبدعوة من مؤسسة العالم الجديد INM مع مجموعة من الشبيبة لسماع موقف زعماء الأحزاب من الانتخابات التي ستجري مطلع شهر أكتوبر تشرين الأول المقبل قوبل رد فرنسوا لوغو عن الهجرة والاختبارات التي سيخضع لها الواصلون الجدد في حال فشل المهاجر باستهجان وصراخ عندما أجاب بالحرف: "إن سائحا يبقى هنا أكثر من ستة أشهر يكون في وضع غير شرعي"
وأضاف لوغو بارتياح يمكننا دائما أن نتفاوض مع الحكومة الفدرالية لأنها أي الحكومة الفدرالية وليس حكومة كيبيك التي ستتحمل وطأة ترحيله.
وكان رد زعماء الأحزاب الأخرى قاسيا بحق لوغو إذ اعتبرت مانون ماسيه ممثلة حزب التضامن الكيبيكي بأن كيبيك كانت وستبقى مفتوحة اليدين والذراعين لاستقبال المهاجرين بينما ندد زعيم الحزب الكيبيكي جان فرنسوا ليزيه بموقف لوغو معتبرا بأنه لا يمت بأي صلة للشعور الإنساني بالإضافة لموقف زعيم الحزب الليبرالي رئيس حكومة كيبيك الخارج فيليب كويار الذي اعتبر أنه لا يستغرب أن ينقل لوغو موقفه إلى الشبيبة الكيبيكية ولم يستغرب رد فعل هؤلاء عليه.
وفي الواقع، يستطيع هؤلاء البقاء هنا في منطقة مبهمة دون جنسية لكن دون أن يعتبروا مجرمين.
وكما نعلم فإن الشرطة تواجه العديد من المشاكل مع المجرمين الخطرين الذين يستخدمون العنف بالإضافة لمشاكل التزوير ومخالفات القانون الجنائي فإن ملاحقة من لا يملكون أوراقا ثبوتية لن تكون في ضمن أولويات السلطات الكندية.
ناشطون من حزب الخضر يتظاهرون لعدم دعوة حزبهم للقاء مع ممثلين عن الشبيبة/راديو كندا
وفي الوقائع فإن مقاطعة كيبيك ستكون في مواجهة مشكلة "غير شرعيين" وهي تعلم ذلك، هذه المشكلة التي تطاول عدة دول أوروبية من بينها فرنسا وبلجيكا وبكل تأكيد الولايات المتحدة.
استمعواراديو كندا/راديو كندا الدولي
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.