ما هي مكانة الأقلية المنحدرة من أصول عربية و من شمال افريقيا في الانتخابات التشريعية لمقاطعة كيبيك عشية انطلاق الحملة الانتخابية ؟ للاجابة على هذا السؤال حاورنا فريديريك كاستيل وهو أستاذ بجامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) ومختص في الجغرافيا والتاريخ وعلم الأديان وله عدّة دراسات ومقالات حول الأقليات العربية و المغاربية في كيبيك.
ويُقدّر عدد أفراد هذه الجالية بحوالي 250 ألف شخص. والشائع أنّهم لا يُصوّتون عموما . لكنّ للأستاذ كاستيل رأي آخر.
"نعم إنّهم يصوّتون. في السابق كانوا معروفين بأنهم لا يذهبون لصناديق الاقتراع كثيرا و كان أغلبيتهم ينتخبون الحزب الليبرالي. ولكن منذ بضع سنوات أصبحوا يصوّتون أكثر فأكثر خاصة مع الجيل الثاني": فريديريك كاستيل، أستاذ بجامعة كيبيك في مونتريال
وكان الوضع على هذه الحال لفترة طويلة.
"المغاربة ككثير من الأقليات كانوا ينتخبون عادة الحزب الذي يعتلي سدة الحكم أي الحزب الليبرالي لأسباب متعددة وحتى هذا التصويت أصبح متعددا مع بلوغ الجيل الثاني سن الرُّشد": فريديريك كاستيل، أستاذ بجامعة كيبيك في مونتريال
ويعتبر الأستذ كاستيل أن هذا الأمر صالح للمغاربة أو للبنانيين الذين يمثّلون أغلبية الجالية العربية الآتية من الشرق الأوسط في مقاطعة كيبيك.
ويقول الأستاذ الجامعي أن الجيل الثاني ينحدر من أوساط متعلّمة وذات وعي سياسي لذا فقد لاحظ الاهتمام الشديد لدى هذا الجيل بالشّأن السياسي.
وهناك أساس ليبرالي عام و ولاء مغربي لهذا الحزب خاصة من طرف الناخبين الأكبر سنّا. أما الجزائريون فهم يميلون قليلا للحزب الكيبيكي (Parti Québécois) ذي النّزعة الاستقلالية. ويُلاحَظ تحمّس من طرف التونسيين لحزب التضامن الكيبكي (ٍٍََQuébec Solidaire) اليساري الاستقلالي.
وتبدي الجالية العربية الآتية من الشرق الأوسط ولاء قديما للحزب الليبرالي(Parti Libéral du Québec) خاصة عند الأولياء و الأجداد. و تظهر تعددية عند الشباب.

فريديريك كاستيل، أستاذ بجامعة كيبيك في مونتريال (UQAM) :"إذا أراد أي حزب سياسي أن يتمّ انتخاب مرشّح له من أيّ جالية فربّما آن الأوان له أن يرشّحه في دائرة فائزة" -(ارشيف)- Radio Canada
أما فيما يخص الجالية اللبنانية فقد لاحظ فريديريك كاستيل أنها تفضل بصفة أكبر حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ). ويقول الأستاذ أن ذلك راجع لقدم تواجد الجالية اللبنانية في كيبيك والتي تستقر في ضاحية المدينة في لافال حيث اهتمامات الناخبين تجد تجاوبا مع هذا الحزب.
وبصفة عامة يلقي حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (ِCoalition Avenir Québec) شعبية أكثر عند الناخبين من أصول مشرقية أكثر مما هو الحال عند الجالية المغاربية.
والمشكل الذي قد تواجهه الأحزاب عدا الليبرالي هو أنّ الجالية العربية متواجدة في دوائر أغلبها ليبرالية مما قد يُصعّب مهمة تغيير خيارها الانتخابي. فالحزب الليبرالي له قنوات للاتصال بهذه الجالية . أما الأحزاب الأخرى فعادة ما تنظم تجمعات لهذه الجالية مع قرب الانتخابات.
"يمكن للحزب أن ينظم لقاء مع الجالية للتعرف على الصعوبات التي تواجهها مثل الاعتراف بالشهادات": فريديريك كاستيل، أستاذ بجامعة كيبيك في مونتريال
لكن لاشيء يُضاهي العمل الميداني. إذ يجب على السياسيين أن ينزلوا إلى الميدان ويطرقون أبواب الناخبين في دائرتهم و في المراكز الاجتماعية أو حتى في أماكن العبادة.
أما بالنسبة للمترشّحين من أصول عربية فيلاحظ فريديريك كاستل أنّ عهد الترشيحات غير الرابحة قد ولىّ. إذ أنّه كان من المعتاد أن تعطى الدوائر التي لا أمل للحزب في الفوز بها لمترشحين منحدرين من الأقليات.
ويقول أن هذه الطريقية لم تعط نتائج و يقترح :
"إذا أراد أي حزب سياسي أن يتمّ انتخاب مرشّح له من أيّ جالية فربّما آن الأوان له أن يرشّحه في دائرة فائزة": فريديريك كاستيل، أستاذ بجامعة كيبيك في مونتريال
وهذا ماقام به مثلا الحزب الليبرالي الحاكم و الذي اختار مرشّحا من أصول مغربية في دائرة تعتبر قلعة ليبرالية.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.