"إنّ 50 ألف مهاجر سنويا يعادلون نصف مليون على مدى عشر سنوات. إذا لم يتعلم هؤلاء الأشخاص الفرنسية حيث لا يتحدث 59% منهم الفرنسية عند وصولهم...إنني أخشى ألّا يتحدّث أحفادي الفرنسية" : فرانسوا لوغو زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك "كاك" - Mathieu Potvin/Radio Canada

"إنّ 50 ألف مهاجر سنويا يعادلون نصف مليون على مدى عشر سنوات. إذا لم يتعلم هؤلاء الأشخاص الفرنسية حيث لا يتحدث 59% منهم الفرنسية عند وصولهم...إنني أخشى ألّا يتحدّث أحفادي الفرنسية" : فرانسوا لوغو زعيم حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك "كاك" - Mathieu Potvin/Radio Canada

الهوية تطرق أبواب الحملة الانتخابية في كيبيك

لمّا أعلن منذ يومين فرانسوا لوغو زعيم التحالف من أجل مستقبل كيبيك  CAQ والذي من المحتمل حسب آخر استطلاعات الرأي أن يشكل حزبه  الحكومة القادمة في كيبيك بعد انتخابات مطلع تشرين الأول أكتوبر المقبل عن نيته في خفض عدد المهاجرين المقبولين سنويا في المقاطعة من 50.000 إلى 40.000 كانت ردود أفعال الأحزاب المنافسة اقتصادية اجمالا.

وبرّر فرانسوا لوغو ذلك بفشل الحكومات السابقة في اختيار أحسن للمهاجرين مما يتوافق مع احتياجات كيبيك من اليد العاملة. إذ ذكّر أنّ "المقاطعة تخسر 13000 مهاجر جديد من مجموع 50000 الواصلين" يختارون الذهاب إلى المقاطعات الأخرى إضافة إلى البطالة التي تطال 15% منهم في السنوات الخمس الأولى من تواجدهم على أرض المقاطعة. وقال إننا"سنقوم باختيارهم بشكل أفضل بما يتناسب مع حاجات سوق العمل في كامل مناطق كيبيك دون استثناء"

وفي حديث مع مجموعة من الصحفيين أثناء تنقله للحملة الاتخابية أعطى لوغو مبرّرا آخرا لبرنامج خفض عدد المهاجرين و أوضح أنّ حجم المهاجرين الذين يدخلون كيبيك دون التحدث بالفرنسية يشكّل تهديدًا محتملاً للهوية الكيبيكية.

وقال لوغو "إنّ 50 ألف مهاجر سنويا يعادلون نصف مليون على مدى عشر سنوات. إذا لم يتعلم هؤلاء الأشخاص الفرنسية  حيث لا يتحدث 59% منهم الفرنسية عند وصولهم  ويستقرون جميعهم في مونتريال، فهناك خطرعلى الهوية. سوف تكون الفرنسية دائما عرضة للخطر. وتقع على عاتق رئيس الحكومة مسؤولية حماية اللغة الفرنسية."

وحين طلب منه الصحفيون أن يوضّح فكرته قال "إنني أخشى  ألّا يتحدّث أحفادي الفرنسية، لا أريد أن ألوم نفسي على ذلك. إن كيبيك محاط بمئات الملايين الناطقين بالانكليزية وستكون مكانته دائما في خطر " .

وطلب في نفس السياق من "الوطنيين" أن يختاروا حزبه في الانتخابات القادمة.

رشيدة أزدوز الأخصائية في علم النفس والعلاقات بين الثقافات:"الكلام عن الهوية ليس مشكلا في حد ذاته. المشكل يكمن في كيفية الحديث عنها" - Olivier Lalande/Radio Canada

رشيدة أزدوز الأخصائية في علم النفس والعلاقات بين الثقافات:"الكلام عن الهوية ليس مشكلا في حد ذاته. المشكل يكمن في كيفية الحديث عنها" - Olivier Lalande/Radio Canada

و في حديث سبق تصريحات فرانسوا لوغو تقول  رشيدة أزدوز الأخصائية في علم النفس والعلاقات بين الثقافات:

"إنّ الكلام عن الهوية ليس مشكلا في حد ذاته. المشكل يكمن في كيفية الحديث عن الهوية" وتضيف أنّ الحديث عن الهوية في مجتمع تعددي هو من أساسيات العيش معا.

جاء هذا التصريح الأسبوع الماضي في حفل إطلاق مؤلف جماعي شاركت في كتابته مع مجموعة من الباحثين والمثقفين من مقاطعة كيبيك ومن أنحاء العالم حول تحديات ادماج الاقليات. وعنوان الكتاب ?Dix ans plus tard : La Commission Bouchard-Taylor, succès ou échec يحمل اسم لجنة بوشار-تايلور التي وضعتها حكومة كيبيك في 2007 حيث احتدم النقاش حول الأقلية المسلمة في ما عُرف آنذاك بأزمة الترتيبات التيسيرية المعقولة Reasonable Accommodation. والترتيبات التيسيرية المعقولة تسمح في كيبيك وكندا بتكييف القانون في الحالات الفردية لأسباب دينية أو بسبب الإعاقة.

وأصدرت اللجنة التي ترأسها الفيلسوف تشارلز تايلور وعالم الاجتماع جيرار بوشار بعد أن جالت في كل أنحاء كيبيك تقريرا في 2008.

وتلاحظ رشيدة أزدوز وهي من أصول مغربية وصدر لها مؤخّرا كتاب حول التعايش معا Le vivre-ensemble n'est pas un rince-bouche أن في كيبيك الشيء الذي ميّز النقاشات حول الهوية والتعايش كان اللغة، ثم الدين والعلمانية وهو الآن ينتقل إلى العرق.

"إن معالم مسألة العيش معا وكل النقاش حول الهوية تغيرت في كيبيك خلال الأربعين سنة الماضية. في السبعينيات والثمانينيات كانت اللغة هي الفاصل وكانت فرنسة المهاجرين ضرورية للحفاظ عليها"

ويرى الملاحظون أنّ الأحزاب الكيبيكية تحاشت موضوع الهويّة إلى حدّ الآن. ويبقى السؤال :  هل  ستمرّ الحملة الانتخابية دون صراعات حول الهوية ؟ الأيام الآتية ستجيب على ذلك. والموضوع مُغر لواضعي استراتيجيات الأحزاب لجذب العدد الأكبر من الناخبين.

ففي الانتخابات الأخيرة في العام 2014 بنى الحزب الكيبيكي PQ حملته على مشروع الميثاق الكيبيكي La charte des valeures québécoises والتي كانت ستمنع ارتداء الرموز الدينية من طرف موظّفي الحكومة. ولم تُتوّج بنجاح وهُزم الحزب وفاز الحزب الليبرالي وشكّل الحكومة.

وفي انتخابات 2007 حقّق حزب التحاف الديمقراطي في كيبيك ADQ نجاحا أذهل الممتبعين حيث حصل على 41 مقعدا من أصل 125 في المجلس الوطني بعد أن كان له 4 مقاعد فقط. وكانت استراتجيته مبنية على نقاشات الهوية.

وفي 2012 حُلّ الحزب واندمج أعضاؤه في حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك  CAQ الذي يتزعّمه فرانسوا لوغو. فهل يعيد التاريخ نفسه ؟ الاجابة ستأتي مساء يوم الأوّل من تشرين الأوّل أكتور المقبل.

استمعوا

روابط ذات صلة :

حوار مع رشيدة أزدوز حول كتابها Le vivre-ensemble n'est pas un rince-bouche على راديو كندا الدولي (فرنسي)

فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ، ، ، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.