أعربت وزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند عن أملها في لقاء نظيرها السعودي عادل الجبير على هامش اجتماعات الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة المنعقدة في نيويورك.
وجاء الإعلان بعد أشهر قليلة على الخلاف الدبلوماسي الذي اندلع بين كندا والمملكة السعوديّة الصيف الماضي على خلفيّة ملفّ حقوق الإنسان.
وأكّدت وزيرة الخارجيّة ما تناقلته وسائل الاعلام عن نيّتها لقاء الوزير الجبير مشيرة إلى أنّ الاتّصالات الوثيقة كانت مستمرّة بينهما خلال فصل الصيف.
"أودّ الاعتراف بالعمل الجاد الذي يقوم به وهو ملتزم بهذه المسألة وسوف نلتقي في نيويورك ونأمل أن نلتقي في نيويورك هذا الأسبوع وأعتقد أنّ ذلك أمر جيّد": وزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند.
ويهدف اللقاء بين المسؤولين إلى إعادة مدّ الجسور بين بلديهما بعد التوتّر الذي شهدته العلاقات الكنديّة السعوديّة على خلفيّة ملفّ حقوق الانسان.

الملحقيّة الثقافيّة التابعة للسفارة السعوديّة في اوتاوا/Radio-Canada
وكان الخلاف قد اندلع بين اوتاوا والرياض عندما دعت الخارجيّة الكنديّة حكومة المملكة للإفراج عن نشطاء حقوقيّين اعتقلتهم، من بينهم سمر بدوي شقيقة المدوّن السعودي رائف بدوي.
ويشار في هذا السياق إلى أنّ إنصاف حيدر، زوجة رائف بدوي، تقيم مع أولادها الثلاثة في مدينة شربروك في مقاطعة كيبيك منذ أن منحتها كندا اللجوء بعد اعتقال زوجها.
وقد نالت السيّدة حيدر وأولادها الجنسيّة الكنديّة، وهي تسعى باستمرار للحصول على الدعم من كندا والعالم لقضيّة زوجها، لكي تطلق السعوديّة سراحه.
ويقضي رائف بدوي، مؤسّس الشبكة الليبراليّة السعوديّة عقوبة بالسجن عشر سنوات وبتلقّي ألف جلدة بعد إدانته في عدد من الاتّهامات من بينها ازدراء الإسلام.
وكانت وزيرة الخارجيّة الكنديّة قد غرّدت على موقع تويتر داعية السلطات السعوديّة للإفراج عن سمر بدوي، وهو ما أغضب الرياض التي سارعت لاتّخاذ مجموعة من الاجراءات بحقّ اوتاوا.
فقد طردت السفير الكندي لديها، واستدعت سفيرها من اوتاوا ودعت كافّة المبتعثين والطلاّب السعوديّين الملتحقين بالجامعات الكنديّة إلى مغادرة كندا وأمهلتهم بضعة أسابيع للالتحاق بجامعات أخرى.
كما قرّرت سحب المرضى السعوديّين الذين يعالجون في المستشفيات الكنديّة ووقف كلّ المعاملات التجاريّة والاستثمارات الجديدة مع كندا، وذلك في ردّ فعل فاجأ الجميع.
وأكّدت وزيرة الخارجيّة الكنديّة اليوم ما سبق أن قالته بشأن التزام بلادها بالدفاع عن حقوق الانسان.

سفارة المملكة السعوديّة في اوتاوا/David Kawai/CP
"سوف تدافع كندا دوما عن حقوق الانسان، ونحن نشعر بالتزام إزاء النساء اللواتي يناضلن من أجل حقوقهنّ حول العالم، ونشعر بالتزام محدّد تجاه اولئك الذين لديهم صلة شخصيّة مع كندا": وزيرة الخارجيّة الكنديّة كريستيا فريلاند
هذا وقد عادت السعوديّة وليّنت موقفها ازاء الطلاّب السعوديّين ولا سيّما منهم الأطبّاء المقيمون الذين يتابعون تخصّصهم في الجامعات الكنديّة وسمحت لهم بالبقاء فيها حتّى إيجاد البديل.
كما أنّ الخلاف بين البلدين لم يؤثّر في العقد الموقّع بينهما والتي تبيع كندا بموجبها آليّات مصفّحة للرياض، في صفقة بقيمة 15 مليار دولار.
ونشير أخيرا إلى أنّ وزيري الخارجيّة السعودي والكنديّة سيلقيان كلمة بلديهما في الجمعيّة العموميّة للأمم المتّحدة في نيويورك.
(راديو كندا الدولي/سي بي سي/هيئة الاذاعة الكنديّة)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.