طالبت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند من الكنديين اختيار المنتوج الكندي عند شرائهم للحليب ومشتقاته لاستهلاكهم اليومي الشخصي ولعائلاتهم.
جاء هذا التصريح على خلفية التوقيع على اتفاق الولايات المتحدة الأمريكية والمكسيك وكندا "أوسمكا" الذي فتح حوالي 4% من السوق الكندي لمنتوجات الحليب الأمريكية.
وكانت وزيرة الخارجية الكندية تشارك في برنامج "حديث الناس" (Tout le monde en parle) الذي يُبثّ سهرة الأحد على تلفزيون هيئة الاذاعة الكندية والذي يشاهده ما يقارب 1.5 مليون مشاهد كل أسبوع.
"ككنديين ووطنيين، أظن أنّ شراءنا لمنتجات الحليب الكندية أمرمهم. وهذا ما أفعله كأُمّ" (وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند)
وأثُار اتفاق "أوسمكا" الموقّع في نهاية أيلول سبتمبر الماضي سخط ومخاوف منتجي الحليب الكنديين الذين يرون فيه تهديدا لانتاجهم ومداخيلهم.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية إنّ الأمريكيين في بداية المفاوضات لتحديث اتفاق التبادل التجاري الحر في أمريكا الشمالية "نافتا" تحت ضغط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طالبوا بالتخلي الكلي عن نطام إدارة العرض الكندي.
وإدارة العرض هي نظام يهدف لحماية منتجي الحليب والدواجن والبيض الكنديين من المنافسة مطبّق منذ 1972. ويسمح هذا النظام بالحفاظ على مستوى الاسعار والحدّ من الاستيراد. ولتحقيق ذلك فإنّ حجم الانتاج يخضع لقواعد صارمة حسب نظام الحصص.

رمز جمعية منتجي الحليب الكندية، البقرة الزرقاء، المطبوع على منتجات الحليب الكندي– Dairy Farmers of Canada
وأضافت أن الأمريكيين كرّروا طلبهم عدّة مرات. وقوبلت كل طلباتهم بالغاء نظام إدارة العرض بالرفض. وأكّدت وزيرة الخارجية التي ترأست شخصيا وفد المفاوضين الكنديين أنّ الحكومة عازمة على تعويض منتجي الحليب الكنديين.
"بالنسبة لي، أهم شيئ هو أننا استطعنا المحافظة على نظام إدارة العرض. صحيح أننا أعطينا الأمريكيين المزيد من الحصص في سوقنا. لكن الأمر الأهم الآن بالنسبة لي هو التحدّث مع منتجي الحليب لتنطيم عملية التعويض بطريقة منصفة" (وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند)
وذكّرت أنها تتفهم جيدا وضعية منتجي الحليب والمزارعين والدور الاقتصادي والاجتماعي والثقافي أيضا للمزارع العائلية لأنها ترعرعت في مزعة عائلتها في مقاطعة ألبرتا.
وبالنسبة لكريستيا فريلاند فإنّ كندا لم تفاوض من باب التقليل من الخسارة وقالت : "كان هدفنا في الواقع هو الحفاظ على مدخل إلى السوق الأمريكية ، و هذا أمر مهم جداً لكندا. واستطعنا أن نفوز بشيء آخر. لدينا الآن فصل حول البيئة أكثر قوة وفعالية. لدينا فصل حول العمل ، وهو أيضا أكثر فعالية بكثير ".
وعن طريقتها في تسيير المفاوضات والتي لم تٌعجب الرئيس الأمريكي ردّت وزيرة الخارجية الكندية قائلة : "كنا دائما مهذبين ، وكنا دائما نستخدم الحجج القائمة على البيانات. وكنّا أيضا نبحث عن حلول وسط، لكننا في النهاية كنا صارمين في الدفاع عن المصالح الوطنية، خاصة الاقتصادية. لكن من المهم أيضا الدفاع عن قيمنا وعن ديمقراطيتنا ".
وذكّرت بأهمية العلاقات بين كندا والولايات المتحدة. حيث قالت "إنهم حلفاؤءنا. هم جيراننا. هم حلفاؤنا الإستراتيجيون. و الولايات المتحدة هي أكبر سوق لكندا. ولكن هناك شيء واحد لا يفهمه الأمريكيون دائما هو أن كندا هي أيضا السوق الأكثر أهمية بالنسبة للولايات المتحدة. ويبلغ حجم التبادلات التجارية بين البلدين أكثر من ملياري دولار يوميا. وبسبب ذلك ، من الطبيعي أن تحدث بين الحين والآخر توترات".
وللتذكير فقد أطلق بعض المواطنين الكنديين على مواقع التواصل الاجتماعي حملة لمقاطعة الحليب الأمريكي قبل تصريح وزيرة الخارجية.
استمعوا(راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.