رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو مجيباً على سؤال في مجلس العموم أمس (Sean Kilpatrick / CP)

صادرات كندا العسكرية إلى السعودية وتحدي التوفيق بين المصلحة الاقتصادية وحقوق الإنسان

قال اليوم رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو إن "القتل الوحشي" للصحفي السعودي جمال الخاشقجي "مقلق جداً لكندا ولحلفائنا حول العالم"، مضيفاً أن "وزيرة خارجيتنا كريستيا فريلاند تعمل مع حلفائنا حول العالم من أجل أن نضمن تقديم رد قوي ومنسق، فيما نواصل المطالبة بأخبار وأجوبة أفضل على أسئلتنا بشأن ما حدث".

وفيما يتعلق بإمكانية فسخ عقد تزويد المملكة السعودية عربات مدرعة كندية الصنع قال ترودو اليوم إن تكلفة قرار من هذا النوع "باهظة" تبلغ "مليار دولار"، وهو لا يريد أن يتحملها دافعو الضرائب الكنديون. لكن ترودو أضاف أن حكومته تبقى "منفتحة كلياً" على احتمال "الحد" مرة أخرى من حجم الصادرات العسكرية إلى المملكة السعودية.

ويوم أمس قال ترودو إنه لا يستثني احتمال إيقاف تصدير الأسلحة إلى المملكة السعودية. "قمنا بتجميد رخص التصدير في السابق، عندما شعرنا بقلق حول احتمال إساءة الاستخدام، ولن نتردد في معاودة الكرة"، قال رئيس الحكومة في مجلس العموم رداً على سؤال من الناطقة باسم الحزب الديمقراطي الجديد للشؤون الخارجية هيلين لافيرديير.

أما أندرو شير، زعيم حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، فرفض اليوم إعطاء أي موقف حول ما إذا كان ينبغي على الحكومة الليبرالية فسخ عقد العربات المدرعة مع السعودية.

وتواصل كندا في الوقت الراهن تصدير عربات مدرعة من إنتاج مصنع "جنرال ديناميكس لاند سيستمز" (General Dynamics Land Systems) في مقاطعة أونتاريو إلى المملكة السعودية بموجب عقد بقيمة 15 مليار دولار وقّعته الدولتان عام 2014 عندما كان حزب المحافظين في الحكم في أوتاوا ووافقت عليه حكومة ترودو الليبرالية عند استلامها السلطة في العام التالي.

وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (رويترز)

يُذكر أن وزيرة الخارجية الكندية قالت في 28 آب (أغسطس) الفائت إن كندا ستدافع دوماً عن حقوق الإنسان حول العالم "حتى عندما يُطلب منا أن نهتم بشؤوننا الخاصة (...) وحتى عندما تعود علينا المجاهرة بمواقفنا بعواقب (سلبية)". وجاء كلامها آنذاك بعد اتخاذ المملكة السعودية عقوبات اقتصادية بحق كندا إضافةً إلى طرد السفير الكندي لديها بسبب انتقادات الحكومة الكندية لوضع حقوق الإنسان لدى أكبر اقتصاد عربي. وكررت الحكومة الكندية في أكثر من مناسبة هذا الموقف.

ويأتي انفجار قضية جمال الخاشقجي فيما لا تزال العلاقات الكندية السعودية متأزمة، وقبل سنة من موعد الانتخابات العامة على الصعيد الفدرالي في كندا.

هل المصالح الاقتصادية هي التي تملي على جوستان ترودو موقفه في ملف العربات المدرعة المصدّرة إلى السعودية أم المصالحُ الانتخابية؟ طرحتُ السؤال على أستاذ التخطيط الاستراتيجي في جامعة أوتاوا البروفيسور نور القادري في حديث أجريته معه اليوم.

(راديو كندا / أ ف ب / رويترز / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.