بديع أبو شقرا فنّان كندي لبناني، كاتب وشاعر وممثّل، ولكنّ التمثيل "أحبّ الألقاب إلى قلبه، لأنّ التمثيل "هو الأساس والعناوين الأخرى رديفة له" كما قال لي في حديث أجريته معه على هامش مشاركته في مهرجان الفيلم اللبناني في كندا.
والمهرجان في نسخته الثانية هذه السنة وتنقّل بين مونتريال واوتاوا وتورونتو، حيث عرض مجموعة من الأفلام اللبنانيّة للتعريف بالسينما اللبنانيّة وتعزيز الروابط بينها وبين السينما الكنديّة، وليكون اللبنانيّون الكنديّون على تواصل مع ثقافة الوطن الأمّ.
و يؤكّد الفنّان أبوشقرا أنّ مشاركته في مهرجان الفيلم اللبناني مهمّة بالنسبة له، ويرى أنّ التواصل من خلال السينما أهمّ بكثير من التواصل المسرحي وسواه لأنّه يشكّل رابطا ثقافيّا بين المهجر والوطن الأم كما يقول.
ويشارك الأستاذ بديع أبو شقرا في فيلم "يلاّ عاقبالكم شباب" الذي يلقي الضوء على العلاقات بين الشباب ويتناول مواضيع حسّاسة بشكل واقعي وطريف محبّب إلى قلوب المشاهدين.
ورغم أنّ الواقع في لبنان مأساوي ومظلم ، إلاّ أنّه من الممكن إيصاله من خلال الفيلم بصورة "خفيفة" ، وهنا تكمن جماليّة الفنّ والقدرة الفنيّة كما يقول ضيفي.
والحياة الفنيّة الكنديّة ليست غريبة عن بديع أبو شقرا، وقد عمل الفنّان إلى جانب فنّانين آخرين مع المخرج الكندي اللبناني مجدي أبو مطر مؤسّس المسرح الكندي العربي في اونتاريو.

مهرجان الفيلم اللبناني في كندا يعرضض الافلام اللبنانيّة في عدد من المدن الكنديّة/فيسبوك/مهرجان الفيلم اللبناني
و الفنّ هو طريقة تعبير كما يقول الأستاذ أبو شقرا ردّا على سؤالي حول مقارنته للعمل الفنّي بين لبنان وكندا من خلال تجربته المزدوجة فيهما.
والفنّ لا يهدف حسب رأيه لإيصال رسالة وإلاّ يفقد جوهره ويصبح عمليّة تلقين، ولكن مقاربة العمل الفنّي تختلف بين دولة متقدّمة ودولة متخلّفة.
ففي الحالة الثانية، يفتقد الفنّ الدعم المالي الذي نجده في الدول المتقدّمة، فضلا عن أنّه محكوم بعوامل الرقابة السياسيّة والاجتماعيّة والدينيّة، فضلا عن ضعف في عمليّة التحضير للأعمال الفنيّة .
ولبنان يزخر كما يقول الفنّان بديع أبو شقرا بثروة ثقافيّة ووحضاريّة، ولكنّ العمل الفنّي يواجه تحدّيات كثيرة تفقده في بعض الأحيان جماليّته كما يقول الممثّل الكندي اللبناني بديع أبو شقرا.
ورغم الاعتقاد السائد بأنّ الرقابة تراجعت في لبنان، وأصبحت الأعمال الفنيّة تعالج أمورا لم تكن تتطرّق إليها في السابق، وتتجاوز الكثير من المحظورات، إلاّ أنّ سيف الرقابة ما زال قاطعا وخصوصا الرقابة الدينيّة التي تفرض خطوطا حمراء لا يمكن تجاوزها كما يقول الممثّل بديع أبو شقرا في حديثه لراديو كندا الدولي.
ويؤكّد على ضوء خبرته في العمل الفنّي في لبنان وكندا والولايات المتّحدة وسواها، أنّ المشاركة في العمل الفنّي بين فنّانين من ثقافات مختلفة فيها إثراء للجميع، وتعطي الفنّان إمكانيّة رؤية العمل الفنّي من وجهة نظر مختلفة.
ويعرب الممثّل والكاتب والشاعر الكندي اللبناني بديع أبو شقرا في الختام وردّا على سؤالي، عن أمله في أن يتم عرض عمله الفنّي الغنائي "كاس ومتراس" في كندا، وفي مدن كنديّة تضمّ جالية لبنانيّة كنديّة كبيرة العدد.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.