"قوات سوريا الديمقراطية" تحتفل يوم السبت الفائت في مدينة الرقة بالذكرى السنوية الأولى لطرد مقاتلي تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") من هذه المدينة الواقعة في وسط شمال سوريا (عبّود همّام / رويترز)

هل تتخلى واشنطن عن أكراد سوريا رغم الكلام المعاكس؟

قال المبعوث الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري إن قوات بلاده باقية في هذا البلد العربي إلى حين القضاء على تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") المسلح وخروج القوات الإيرانية منه. وأضاف جيفري أن واشنطن وأنقرة تنسقان في الملف السوري بالرغم من خلافاتهما بشأن الموقف من أكراد سوريا.

واليوم أعلنت "قوات سوريا الديموقراطية" التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري وقف القتال ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" بصورة "مؤقتة" بسبب القصف التركي على مواقع كردية في شمال سوريا.

"التنسيق المباشر بين هجمات الجيش التركي في الشمال وهجمات تنظيم "داعش" في الجنوب ضد قواتنا أدى إلى إيقاف معركة دحر الإرهاب مؤقتاً والتي كانت تخوضها قواتنا في آخر معاقل التنظيم الإرهابي"، قالت القيادة العامة لـ"قوات سوريا الديموقراطية" في بيان.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس إن بلاده ستقضي على المتشددين شرقي نهر الفرات في شمال سوريا، في إشارة إلى مقاتلي "وحدات حماية الشعب الكردية"، وأضاف أن التدخل التركي بدأ هناك وسيجري شنُ المزيد من العمليات المكثفة قريباً.

وكان الجيش التركي قد قصف مواقع لـ"وحدات حماية الشعب الكردية" في قطاع عين العرب/كوباني في شمال سوريا يوم الأحد، فأوقع أربعة قتلى في صفوفها حسب وكالة أنباء "الأناضول" الحكومية التركية. وتقع مدينة عين العرب/كوباني على بعد 30 كيلومتراً شرقي نهر الفرات عند الحدود مع تركيا.

من اليمين، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والرئيس التركي رجب طيب أردوغان والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين ممسكين بأيادي البعض في مؤتمر صحفي يوم السبت 27 تشرين الأول (أكتوبر) 2018 عقب القمة التي عقدوها في اسطنبول والتي تمحورت حول الوضع في سوريا (Emrah Yorulmaz / Pool via Reuters)

ويوم أمس قالت موسكو إنه لا يوجد تهديد للاتفاقات الروسية التركية حول منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب في شمال غرب سوريا، وإنه بالرغم من الوضع "المعقد للغاية" فيها فـ"الجانب التركي يبذل جهوداً للوفاء بجميع الاتفاقات القائمة".

وجاء هذا الكلام على لسان السكرتير الصحفي للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديميتري بيسكوف، تعليقاً على اتهام وزير الخارجية السوري وليد المعلم تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقها مع روسيا لإقامة منطقة منزوعة السلاح في محيط منطقة إدلب الخاضعة لسيطرة قوات معارضة لنظام دمشق، وهو اتهام رفضته أنقرة.

وتأتي هذه التطورات بعد انعقاد قمة رباعية في اسطنبول حول الوضع في سوريا يوم السبت الفائت، شاركت فيها إضافةً إلى تركيا كلٌّ من روسيا وألمانيا وفرنسا، أكد فيها المجتمعون على وحدة الأراضي السورية، داعين إلى الحفاظ على وقف إطلاق النار في محافظة إدلب والتوصل إلى حل سياسي للنزاع السوري.

وأشاد أمس المبعوث الأميركي الخاص لسوريا جيمس جيفري بنتائج قمة اسطنبول إذ رأى أن القمة أتاحت تحقيق "خطوات كبيرة الى الأمام" في محاولة لإنهاء النزاع السوري.

تناولتُ الوضع في شمال سوريا في حديث مع الناشط الكندي السوري الأستاذ يوسف طربوش الذي يرى أن أكراد سوريا هم حالياً "في ورطة" وأن واشنطن تماطل في القضاء على آخر جيوب تنظيم "الدولة الإسلامية" في شرق سوريا قرب الحدود مع العراق من أجل إطالة أمد بقاء قواتها في سوريا.

(أ ف ب / الجزيرة / العربية / سبوتنيك / أورونيوز / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.