توفي اليوم رئيس حكومة مقاطعة كيبيك الأسبق (2001 – 2003) وأحد أبرز وزرائها، بيرنار لاندري، عن 81 عاماً. وستُقام للاندري جنازة رسمية كما أعلن رئيس الحكومة الكيبيكية فرانسوا لوغو، وستُنكّس أعلام المقاطعة حتى ذاك الحين.
لوغو، الذي كان وزير الصحة والخدمات الاجتماعية في حكومة لاندري، وصف الراحل الكبير بـ"رئيس الحكومة اللامع" و"رجل الواجب" و"عاشق كيبيك".
وُلد لاندري في مقاطعة كيبيك، في مدينة سان جاك الصغيرة الواقعة على مسافة نحو 60 كيلومتراً إلى الشمال من مونتريال. ودرس الحقوق والاقتصاد في جامعة مونتريال وانضم إلى نقابة المحامين في مقاطعة كيبيك عام 1965.
وكان لاندري من الرعيل الأول المنادي باستقلال مقاطعة كيبيك عن الاتحادية الكندية، فانضم إلى الحزب الكيبيكي (PQ) الاستقلالي عند تأسيسه عام 1968.
وبتشجيع من رينيه ليفيك، زعيم الحزب الكيبيكي وأحد مؤسسيه، التحق لاندري بمعهد الدراسات السياسية في باريس (IEP) للتعمّق في الدراسات الاقتصادية والمالية.
وفتح هذا التخصص للاندري الطريق لدخول الحكومة، إذ عيّنه ليفيك وزير دولة للتنمية الاقتصادية عام 1977، في العام التالي لفوز الحزب الكيبيكي بالسلطة للمرة الأولى في المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية.
وكان لاندري قد تمكن من الفوز بمقعد نيابي في دائرة "فابر" (Fabre) في مدينة لافال في انتخابات عام 1976، بعد محاولتيْن سابقتيْن للفوز بمقعد نيابي لم تتكللا بالنجاح.
وأُعيد انتخاب لاندري نائباً عن إحدى دوائر لافال أيضاً في انتخابات عام 1981 العامة، فاحتفظ بحقيبته الوزارية السابقة قبل أن يعهد إليه ليفيك بحقيبة التجارة الخارجية عام 1982، وبحقيبة العلاقات الدولية عام 1984.
وعام 1985 عهد إليه رئيس حكومة الحزب الكيبيكي بيار مارك جونسون بحقيبة المالية.

بيرنار لاندري معلناً ترشحه لزعامة الحزب الكيبيكي في 21 كانون الثاني (يناير) 2001 عقب استقالة زعيم الحزب، رئيس الحكومة الكيبيكية، لوسيان بوشار (Paul Chiasson / PC)
وأواخر عام 1985 خسر لاندري مقعده النيابي في انتخابات عامة أوصلت الحزب الليبرالي الكيبيكي بزعامو روبير بوراسا إلى السلطة. فانتقل إلى التعليم في قسم العلوم الإدارية في جامعة كيبيك في مونتريال ("أوكام" UQAM) لفترة امتدت منذ عام 1986 حتى عام 1994.
وعام 1994 عاد الحزب الكيبيكي إلى السلطة بقيادة جاك باريزو وفاز لاندري بمقعد دائرة "فيرشير" (Verchères)، فعيّنه باريزو نائباً لرئيس الحكومة وعهد إليه بحقائب الشؤون الدولية، والهجرة والجاليات الثقافية، والفرنكوفونية، وسواها.
وظل لاندري في موقع نائب رئيس الحكومة وممسكاً بحقائب أساسية عديدة عندما أصبح لوسيان بوشار رئيساً لحكومة الحزب الكيبيكي بعد استقالة باريزو التي أعقبت خسارة الاستقلاليين الاستفتاء العام على استقلال كيبيك بفارق ضئيل في 30 تشرين الأول (أكتوبر) 1995. فعهد إليه بوشار بحقائب المالية والدخل والصناعة والتجارة والعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى تعيينه وزير دولة للاقتصاد والمالية، فلُقّب بـ"السوبر وزير" (superministre).
ومع فوز الحزب الكيبيكي بقيادة بوشار في انتخابات 1998 العامة ظل لاندري الوزير الأبرز الممسك بحقائب أساسية، ونجح كوزيرٍ للمالية بتحقيق ميزانيةٍ متوازنة، وهذا وضعٌ كان غائباً منذ مدة طويلة عن المالية العامة في مقاطعة كيبيك.
وفي آذار (مارس) 2001 استقال بوشار من رئاسة الحكومة، فأصبح لاندري زعيماً للحزب الكيبيكي ورئيساً للحكومة لغاية نيسان (أبريل) 2003، موعد الانتخابات العامة التي خسرها الحزب الاستقلالي بقيادته لصالح الحزب الليبرالي الكيبيكي بقيادة جان شاريه.
وفي حزيران (يوينو) استقال لاندري من زعامة الحزب الكيبيكي، الذي كان يشكل المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية الكيبيكية، وعاد إلى ممارسة المهنة التي أحبها، التعليم، فدرّس في جامعتيْ مونتريال والـ"أوكام".
ومن بين المحطات البارزة خلال ولاية لاندري كرئيس للحكومة الكيبيكية التي دامت ثلاث سنوات، مصادقةُ الحكومة على بروتوكول كيوتو لمكافحة التغيرات المناخية وتوقيعُها اتفاقية "سلام الشجعان" مع قبائل الكْري من سكان كندا الأصليين المقيمين في مقاطعة كيبيك.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.