فلسطينيون تجمعوا قرب حطام مبنى في مدينة غزة دمرته اليوم غارات جوية إسرائيلية (صهيب سالم / رويترز)

هل يصمد وقف إطلاق النار في غزة بعد أخطر تصعيد بين إسرائيل والفلسطينيين منذ 2014؟

أعلنت اليوم الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة التوصل لوقفٍ لإطلاق النار مع إسرائيل بوساطة مصرية، وذلك بعد تبادل قصف عنيف بين الطرفيْن في اليوميْن الماضييْن.

وأصدرت الفصائل الفلسطينية في القطاع، بما فيها كبراها حركة "حماس"، بياناً مشتركاً قالت فيه إن "جهوداً مصرية مقدرة أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والعدو الصهيوني، وإن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به العدو الصهيوني".

وبعد الإعلان عن وقف النار خرج الآلاف من سكان قطاع غزة إلى الشوارع في تظاهرات فرح.

ولم يصدر أي تأكيد إسرائيلي بشأن وقف إطلاق النار، لكن وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان، المعروف بتشدده، أصدر بياناً نفى فيه أن يكون أيّد وقف الضربات الإسرائيلية على القطاع الفلسطيني.

وأدانت الولايات المتحدة اليوم الهجمات الصاروخية من قطاع غزة على إسرائيل من غزة، وعبّرت عن دعمها لإسرائيل في "الدفاع عن نفسها".

وبعد التوصل إلى وقف إطلاق النار طلبت الكويت وبوليفيا جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي لبحث التصعيد الأمني في قطاع غزة.

مواطنون إسرائيليون يتظاهرون مساء اليوم في مدينة سديروت القريبة من قطاع غزة احتجاجاً على قرار حكومتهم وقف إطلاق النار في القطاع أسوةً بقرار مماثل من الفصائل الفلسطينية فيه (أمير كوهين / رويترز)

ويعتبر هذا التصعيد للعنف بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة الأخطر منذ حرب صيف 2014 بين الطرفيْن.

وقالت إسرائيل إن غاراتها الجوية استهدفت أكثر من 150 موقعاً في قطاع غزة، من بينها مقرُ الاستخبارات العسكرية لحركة "حماس" في شمال القطاع.

وطالت الغارات الإسرائيلية أيضاً استديوهات "تلفزيون الأقصى" الذي تلقى موظفوه تحذيرات مسبقة بإخلائه، ومباني سكنية قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إنها "مملوكة لحماس أو تديرها الحركة أن تستخدمها".

وأسفرت الغارات الإسرائيلية أمس واليوم عن مقتل سبعة فلسطينيين على الأقل وإصابة 26 آخرين بجراح.

ومن جهتها أطلقت الفصائل الفلسطينية 400 صاروخ على الأقل على جنوب إسرائيل، ما يُعتبر أكبر دُفعة صواريخ تُطلق على إسرائيل منذ حرب غزة عام 2014، أسفرت عن مقتل رجل فلسطيني من الضفة الغربية في مدينة عسقلان وإصابة عشرات الإسرائيليين بجراح، إصابات غالبيتهم الساحقة طفيفة.

وما أشعل هذه الجولة الجديدة من العنف هو عملية للقوات الخاصة الإسرائيلية في قطاع غزة يوم الأحد. وفي هذا السياق قالت "حماس" إنها ردت على توغل إسرائيلي فاشل في قطاع غزة ذاك اليوم أسفر عن مقتل أحد قادتها وستة من عناصرها. وقُتل في العملية ضابط إسرائيلي برتبة مُقدم.

ولم تكشف إسرائيل تفاصيل مهمة عن العملية نظراً لسريتها، فقال الجيش الإسرائيلي إن العملية "لم تكن تعتزم قتل أو خطف إرهابيين، لكنها كانت تهدف إلى تعزيز الأمن الإسرائيلي".

ونقلت محطة "بي بي سي" عن مراسلها في القدس قوله إنه يبدو أن هدف العملية، بحسب ما قاله جنرال إسرائيلي سابق، كان جمع معلومات استخبارية، لكنها فشلت.

حاورتُ أحد سكان مدينة غزة، المشرف التربوي في وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية الأستاذ عمر حسّونة، حول هذا التصعيد الأمني في قطاع غزة المُحاصر من قبل إسرائيل ووقعه على حياة السكان الفلسطينيين وتوقعاته للأيام والأسابيع المقبلة في حديث أجريتُه معه في حدود الساعة الثامنة والنصف مساءً بالتوقيت المحلي.

(أ ف ب / بي بي سي / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.