كشف أمس الثلاثاء مركز مكافحة التطرف المؤدي إلى العنف في مونتريال عن فيلم وثائقي وقصة مصورة يندّد فيها تائبون من اليمين المتطرف بالأضرار التي تتسبب فيها الجماعات العنصرية ويروون مسارهم داخلها وكيف استطاعوا الخروج منها ويتحوّلون إلى مناهضين لها وللتعصّب. وستوزع هذه الأدوات الوقائية في أكثر من 500 مدرسة ثانوية في كيبيك.
وبالموازاة مع ذلك نظم المركز في مقر المكتبة الوطنية في مونتريال مائدة مستديرة حول موضوع التطرف اليميني شارك فيها أعضاء سابقون في هذه الجماعات.
ويقول ماكسيم فيزيت، وهو مكلّف بمشروع في مركز الوقاية من التطرف المؤدي إلى العنف ومؤسس جماعة سلالة الكيبيكيين المتطرفة والتي قضى فيها عشر سنوات قبل توبته في العام 2016 " إن استخدام المتطرفين السابقين مفيد للغاية لمساعدة النشطاء على التخلي عن الجماعات المتطرفة."
وأضاف أن " فائدة الاعتماد على التائبين لم تعد تحتاج إلى برهنة. ويمكن لتجربة الأشخاص الذين عاشوا التطرف العنيف أن تشكل رسالة أمل ومغفرة. وهذه الرسالة ذات أهمية كبيرة لأنها جزء من سرد يسمح للأشخاص الذين يعيشون التطرف العنيف أن يروا أنفسهم خارج دائرته. هذا مايجعلهم يرون أنه بامكانهم إعادة الاندماج في المجتمع."
"يُمكّن هذا من الايمان بفكرة الفرصة الثانية" (ماكسيم فيزيت، عضو سابق في الجماعات اليمينية المتطرفة)

ماكسيم فيزيت، عضو سابق في الجماعات اليمينية المتطرفة - Radio Canada
ويروي بيير قصته مع التطلرف.فعندما كان شابا، انضم إلى مجموعة حليقي الرؤوس والنازيين الجدد بحثا عن هوية. ووجد بينهم عائلة ثانية أعطته شعورا بالانتماء. وليتم قبوله ، بدأ يشارك في أعمال العنف.
كان يقوم بدوريات في شوارع المدينة لضرب السود والمثليين جنسياً ، لأنهم أضعفوا، في عينيه ، العرق الأبيض. كما ارتكب العديد من الجرائم، بما في ذلك سرقة بنك ما أدخله السجن.
وخلال تواجده في في السجن، شاهد مرة تغطية تلفزيونية لزلزال 2010 في هايتي وبعض الصور القوية جعلته يفهم أن أولئك الذين احتقرهم كانوا بشرا أيضًا.
ويقول بيير بشأن توبته : "إن الأمر ليس صعبًا لكنه كان طويلًا. كنت في السجن. وأدركت تدريجيا أن الاختلاف ليس خطيرًا. وعندما تابعت على شاشة التلفزيون قصة الطفلة الصغيرة الجالسة بجوار أمها الميتة تغيّر كل شيء في نظري. في بعض الأحيان، هناك حالات تغيّرنا في رمشة عين. وكانت هذه القصة نقطة النهاية بالنسبة لي مع اليمين المتطرف. "
أظن أنني البرهان على أن التغيّر ممكن. وإذا كان هناك من يستمع، يمكنه أن يتغيّر" (بيير عضو سابق في الجماعات اليمينية المتطرفة )
ووفقا له ، فإن اليمين المتطرف يشكل حاليا خطرا في مقاطعة كيبيك. "لايجب الاستخفاف بأقصى اليمين. إنه وسط سيظل موجودا دائمًا. لن نكون قادرين على إيقافه. إنه مثل الغرغرينا: يبدأ بهدوء ، وعند نقطة معينة يصبح كبيرًا ويتحتم عليك بتره ."

إليسا هتغان عضو سابق في الجماعات اليمينية المتطرفة - Radio Canada
ومن جهتها عايشت إليسا هتغان عنف التطرف. وكانت تنتمي إلى جماعة من النازيين الجدد. وكانت ترهب اليهود ومثليي الجنس في صغرها في تورنتو. وهي الآن منسقة إقليمية لشبكة مكافحة التطرف العنيف AVE، وهي شبكة عالمية من التائبين وضحايا العنف.
وهي تندد بلغة الجماعات اليمينية المتطرفة التي تجند وتدعي أنها تدافع فقط عن القيم التقليدية بينما تروج للكراهية.
وتقول "لقد تم تعييني في سن 16. كنت مهاجرة جديدة من رومانيا. كنت بحاجة إلى بيئة للانتماء، إلى عائلة. ليست الإيديولوجية العنصرية التي جذبتني. لقد أغرتني الصداقة ، والشعور بالفخر ، وهذه هي الطريقة التي جُندت بها. في البداية ، ظننت أن ذلك لمجرد أنني أحببت جذوري الأوروبية ، لكن سرعان ما أصبح واضحًا جدًا أن الأمر كان يتعلق بكره كل من لم يكن أبيضًا"
"وكانت نقطة التحول عندما بلغت 17 سنة حيث بدأت الحماعة تطالبني بمضايقة وإرعاب أعضاء المجتمع المثلي في تورنتو. حينها اكتشفت أنني مثلية. في تلك اللحظة أدركت أننا جميعًا متشابهون وأنني كنت واحدة منهم. وقد دفعني ذلك إلى مغادرة المجموعة ، والشهادة ضد قادتها وتفكيكها ." (إليسا هتغان عضو سابق في الجماعات اليمينية المتطرفة)
وللاشارة فقد رأى مركز مكافحة التطرف المؤدي إلى العنف في مونتريال النور في 2015 بعد سلسلة التقارير حول ذهاب مجموعة من الشباب الكندي إلى سوريا وانضمامهم إلى المجموعات الجهادية وإلى تنظيم الدولة الاسلامية وحول آخرين كانوا على اهبة الالتحاق بهم. ,واستفاد المركز عند انطلاقه من دعم مادي من مدينة مونتريال وحكومة مقاطعة كيبيك وصل إلى مليوني دولار.
استمعوا(راديو كندا/راديو كندا الدولي)
رابط ذو صلة :
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.