مكافحة التسرب المدرسي: أونتاريو نجحت وكيبيك تحاول اللحاق!

نجحت مقاطعة أونتاريو خلال عشر سنوات في رفع مستوى حصول طلاب المرحلة الثانوية على دبلوم بعد إتمام المرحلة بنسبة 10% ما دفع السلطات المدرسية في مقاطعة كيبيك للسؤال عن أسباب هذا النجاح الكبير بغية إصلاح ما يتوجب إصلاحه للوصول إلى مثل هذه النتيجة المرموقة.

يشار إلى أن وزير التربية الجديد في حكومة الكاك في كيبيك جان فرنسوا روبيرج الذي وصل للحكم من القطاع التعليمي لا يترك فرصة إلا ويمتدح فيها ما حققته مقاطعة أونتاريو في مجال التسرب المدرسي موردا إياها كمثال يحتذى على هذا الصعيد إذ أن مقاطعة كيبيك ما تزال متأخرة مقارنة بالجارة أونتاريو.

ويرغب روبيرج بتحسين نظام التعليم الكيبيكي عبر اعتماد إجراءات تستلهمها من نجاحات مقاطعة أونتاريو.

ومنها التفكير باعتماد الحضانة في سن أربع سنوات وإلزام الاستمرار في الدراسة حتى سن الثامنة عشرة.

وتشير مؤسسة الإحصاء الكندية إلى أن جميع طلاب أونتاريو إجمالا ينهون مرحلتهم الثانوية في قطاع التعليم العام في المهل المحددة أي بنسبة 84% في أونتاريو في وقت تبلغ فيه هذه النسبة 64% في كيبيك.

وتتجاوز هذه النسبة 70% في حال أضفنا إليها المدارس الخاصة أي حصول الطلاب على دبلومات نهاية المرحلة إذ تبلغ النسبة في المدارس الخاصة 88%

وللوصول إلى تفسير لهذه الفروقات والنجاحات بالنسبة لمقاطعة أونتاريو التي تعتبر من بين الأكثر تفوقا في أميركا الشمالية تمت زيارة مدرسة لوي رييل الثانوية في أوتاوا وهي مدرسة من القطاع العام تعتمد اللغة الفرنسية ويرتادها نحو من 500 طالب وفيها يتم إعداد النخبة الرياضية للمستقبل.

وتحتل الكفاءة الرياضية مكانا مماثلا للكفاءة الدراسية ومن هذا المنطلق من النادر أن يتخلى طالب عن الدراسة قبل إتمام المرحلة الثانوية.

وفي هذه المدرسة كما في غيرها اعتمدت إجراءات من قبل حكومة المقاطعة خلال السنوات العشر الماضية لزيادة نسبة الحاصلين على دبلومات.

لقد شكلنا فرقا للنجاح في كل مدرسة ثانوية بغية مساعدة كل طالب ذي حاجة لاهتمام خاص أو لتشجيع.

كريستينا ريشار تعمل ضمن فريق نجاح في مدرسة لوي رييل وهي تعمل ضمن فريق يضم معلمتين إضافيتين وتقول في هذا المجال:

"مع فريق النجاح، سنعمل مع طالب معدله أقل من 60% أو يعاني من صعوبة جمع كافة العلامات خلال فترة مرحلته الدراسية"

ولدى المرور في قاعة كانت المعلمة كريستينا تساعد فيها طالبا اسمه كاليب ومعلمة أخرى تساعد مجموعة من الطلاب يعانون من صعوبات في الرياضيات والفرنسية.

"أحيانا نقوم بإخراج طلاب من الصفوف ونعمل على مفاهيم لم تتوضح لهم في الصف، ونحن على مثال شبكة إنقاذ بالنسبة للطلاب"

وباستطاعة فريق النجاح أن يلتقي عدة مرات بالطلاب خلال الأسبوع وذلك حسب احتياجاتهم ومتابعتهم طيلة المرحلة الثانوية.

وتقول فيليس دالي مديرة وحدة الأبحاث التعليمية ضمن كلية التربية في جامعة أوتاو:

"عند وصول مرحلة التقييم من قبل وزارة التربية تزداد نسبة القلق عند العائلات بالإضافة للعاملين في الهيئة التعليمية كما أن التفوق العالي جدا ليس جيدا هو أيضا وما هو جيد من جهة أخرى هو أن نضمن نجاح الجميع"

من جهته يعتقد آلان فورتييه رئيس اتحاد المفوضيات المدرسية في كيبيك:

"نجري في طريق خاطئ لأننا نقارن تفاحا ببرتقال"

ويعتبر آلان فورتييه بأن مقاطعة كيبيك ستجد صعوبة في نسخ النموذج المعتمد في أونتاريو.

"لا يمكننا أن نستورد نموذجا يخص مقاطعة أخرى ونقول بما أن ذلك ينجح عندهم فسينجح حتما عندنا لكن أليس هناك عناصر يمكن أن تدفعنا للتفكير لتطبيقاتنا المختلفة، هذا موضوع آخر"

ويعتقد آلان فورتييه أن على المجتمع الكيبيكي بمجمله أن يعيد النظر في تصرفه حيال المدرسة العامة.

أخيرا تبدي الباحثة في جامعة أوتاوا خشيتها على مستقبل نظام التعليم في أونتاريو لأن المقاطعة تواجه عجزا ماليا كبيرا.

"إن المشكلة تتعلق كثيرا بالمال وحكومة فورد لا يبدو عليها بأنها حكومة مؤيدة للتعليم إذا لا أعتقد أن مستقبل التعليم بالنسبة للسنوات الأربع المقبلة سيكون الأكثر إيجابية"

استمعوا

راديو كندا/راديو كندا الدولي