حثّ المخرج الكيبيكي دومينيك شامباني على اتّخاذ مبادرات لحماية البيئة وتقليص بصمة الكربون، من خلال الميثاق الانتقالي للبيئة الذي أطلقه قبل فترة وجيزة.
ولقيت المبادرة دعم مئات الكيبيكيّين من عالم الفنّ، الذين حذّروا خلال لقاء عقدوه في مونتريال من مضاعفات التغيّر المناخي ودعوا المواطنين إلى القيام بمبادرات يوميّة مهما كانت بسيطة لمكافحته.
ووقّعت الشخصيّات المشاركة على الميثاق الانتقالي البيئي تجاوبا مع دعوة أطلقتها منظّمة الأمم المتّحدة وحثّت من خلالها المجتمع المدني على العمل بهدف مكافحة التغيّر البيئي.
ويدعو الميثاق أبناء كيبيك إلى الالتزام قدر الامكان بتقليص بصمة الكربون، ولا سيّما من خلال خفض استهلاكهم من النفط، وخفض الاستهلاك والتبذير وإنتاج النفايات، والتقليل من استهلاك اللحوم ، والاعتياد على استهلاك المنتوجات المحليّة وسواها من المبادرات اليوميّة.

يدعو علماء البيئة إلى تقليص انبعاثات غازات الدفيئة وتقليص بصمة الكربون بهدف الحفاظ على سلامة كوكبنا الأرضي/Reuters/Peter Andrews
ويقول المخرج دومينيك شامباني إنّ المبادرات الفرديّة على أهميّتها تبقى غير كافية وحدها، ويدعو حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك برئاسة فيليب لوغو إلى اعتماد سياسات بيئيّة جريئة تتماشى مع تحذيرات علماء البيئة.
"نحن هنا لنوجّه نداء من أدنى نحو الأعلى، من العلم نحو السياسيّ والاقتصادي، من القلق نحو الأمل، وهذا ما نحتاجه الآن وهو ملحّ،. والعلم يعطينا أفقا حتّى العام 2030 ونحن نقترح اليوم ميثاقا، وبدل أن نشير بأصابع الاتّهام نحو الحكومات كما فعلت وأفعل شخصيّا، نحو مدعووّن لتقليص البصمة البيئيّة وللقيام بمجموعة من المبادرات الفرديّة": المخرج الكيبيكي دومينيك شامباني.
وأضاف بأنّ الفنّانين قدوة لكلّ الذين يحبّونهم، ويعطون المثل من خلال المبادرات التي يتّخذونها، دونما حاجة لإلقاء المواعظ على الغير ولعب دور الواعظ الأخلاقي كما قال.
وأكّد على دور المجتمع المدني وعلى أهميّة تخطّي الخلافات الحزبيّة والعمل معا يدا بيد لمكافحة التغيّر المناخي.

تقليص الرحلات الجويّة واحد من العوامل التي تساهم في خفض بصمة الكربون/J. David Ake//AP
"شعبنا ومجتمعنا بحاجة لأن يهبّ المجتمع المدني، وأن نتعالى على اختلافاتنا الحزبيّة ونوقّع على عقد مع أنفسنا، رجالا ونساء من أصحاب الارادات الطيّبة لنتأكّد من ممارسة ضغوط سليمة على أعلى المستويات لنستعيد ثقتنا بأنفسنا": المخرج الكيبيكي فيليب شامباني
وفضلا عن المبادرات الفرديّة، دعا شامباني الجميع لممارسة الضغط على الحكومات ودفعها لاحترام التعهّدات التي قطعتها لحماية البيئة وخفض الانبعاثات الملوّثة وغازات الدفيئة، وإطلاق استراتيجيّات للطاقة أكثر احتراما للبيئة.
وأشار شامباني في حديث لتلفزيون راديو كندا مساء أمس إلى أنّ العلماء دقّوا ناقوس الخطر، وثمّة ستّة آلاف دراسة تتحدّث عن الأخطار التي تحيق بكوكبنا الأرضي، وأشار إلى أهميّة تقليص بصمة الكربون وأن يقوم كلّ منّا بما يتوافق وقدراته.
"ينبغي أن يقوم كلّ واحد في كيبيك بدوره كمواطن وكفرد وبإمكاننا تحسين الوضع من خلال أمور بسيطة، وبالمقابل وبصورة أهمّ، ينبغي أن تتغيّر السياسات بالمقدار الذي يدعو إليه العلم": المخرج الكيبيكي دومينيك شامباني
والعقد يزداد أهميّة ويصبح قوّة جماعيّة هائلة كلّما ازداد عدد الموقّعين عليه والملتزمين به كما يقول المخرج الكيبيكي وصاحب مبادرة الميثاق الانتقالي البيئي دومينيك شامباني.
وقد وقّع الميثاق حتّى الآن ما يزيد على مئتي ألف شخص، من بينهم أشخاص لا يتميّزون بالتزامهم البيئي، ويقول دومينيك شامباني بهذا الصدد إنّ الميثاق التزام ولا يهدف لإلقاء دروس في الأخلاق وما من أحد أفضل من سواه على صعيد حماية البيئة.
"كلّنا مدمنون على النفط، ونعيش في هذا العالم ونسافر ونستهلك اللّحوم ونتنّقل بمفردنا وصت الزحمة بسيّاراتنا، وثمّة بصمات بيئيّة أثقل من سواها": المخرج الكيبيكي دومينيك شامباني.
ويعرب المخرج دومينيك شامباني عن أسفه للانتقادات الموجّهة للميثاق وبصورة أخصّ للفنّانين الذين وقّعوه، ويأسف لأنّه هو نفسه دعاهم لتوقيعه، ويشير إلى أنّ الفنّانين الكيبيكيّين ملتزمون بالاجمال بحماية البيئة.
و لا يستغرب هذه الانتقادات التي تؤدّي كما يقول، إلى تحييد رسالة الميثاق عن هدفها ويشير إلى أنّه يتلقّّى مئات الرسائل الألكترونيّة المؤيّدة للميثاق ويتوقّع أن ينضمّ المنتقدون إليه مع الوقت.
(راديو كندا الدولي / راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.