لا يزال العنف في تصاعد في شوارع تورنتو، حيث ارتُكبت 91 جريمة قتل منذ بداية العام الجاري. ما يفوق الرقم القياسي الذي سُجّل في المدينة في العام 1991 والذي بلغ 89 جريمة قتل. في تلك الفترة كانت المدينة "تعاني من حرب العصابات الإجرامية التي تسببت في العديد من حوادث إطلاق النار مما أدى إلى إصابات متعددة"، وفقا لهانك إيدسينغا، المفتش في مكتب جرائم القتل لشرطة تورنتو.
وأضاف قائلا إنّ "هناك بوضوح عددا كبيرا من عمليات إطلاق النارهذا العام مقارنة بأنواع أخرى من جرائم القتل. هذا على الرغم من أن الشرطة تصادر الأسلحة أكثر من أي وقت مضى." ومن جانبه قال جون توري عمدة تورونتو إن" الوضع غير مقبول. وأنا مصمم على القيام بعمل أفضل في العام المقبل وفي السنوات القادمة. أعلم أنه بمساعدة المواطنين، يمكننا الحفاظ على أمن تورونتو."
ويرى الملاحظون أن الهجومين الذين وقعا هذا العام على شارعي دانفورث ويونغ رفعا من معدل الجريمة في المدينة بنسبة 11٪. وارتفع هذا المعدل العام إلى 3.5 جريمة قتل لكل 100.000 ساكن. وبالمقارنة ، فإن معدّل مونتريال بلغ 1.1. و أكثر المدن فتكا في الولايات المتحدة وهي بالتيمور سجلت معدل 56 جريمة قتل لكل 100.000 ساكن ما يمثل 10 أضعاف معدل أخطر المدن في كندا، ثاندر باي.
ضبطت شرطة تورونتو 900 سلاح ناري هذا العام - CBC
ووفقا للصحفي الاستقصائي جوليان شير فإن أحد أسباب هذه الزيادة في جرائم القتل يعود إلى ارتفاع عدد الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و 24 سنة في تورونتو. على عكس مونتريال وباقي كندا حيث يتقدم السكان في السن، مما يقلل من معدل الجريمة. و ييشير الصحفي إلى الوضعية الاقتصادية لبعض أحياء المدينة :
"في تورنتو ، هناك أيضا أحياء فقيرة جدا تشبه الغيتوهات، كما هو الحال في بعض المدن الأمريكية. " (الصحفي الاستقصائي جوليان شير)
وتختلف السلطات على الطريقة الأنجع لمواجهة هذه المشكلة المتنامية، حسبه.
"هناك نقاشات كبيرة حول سياسة الشرطة و مشاحنات بين عمدة تورونتو ورئيس الحكومة دوغ فورد، الذي يريد الردّ بالقوة. وهناك أيضا توتر بين رئيس الشرطة ومجلس المواطنين الذي يشرف على الشرطة. هل ينبغي النركز على القمع أو نهج حلّ اجتماعي يستهدف الأحياء المحرومة؟ (الصحفي الاستقصائي جوليان شير)
وطبيعة الجريمة في تورنتو تجعل من الصعوبة بمكان مواجتها. ويقول "ليست المافيا أو سائقو الدراجات النارية المجرمون كما عليه الحال في كيبيك هم الذين يتسببون في الجريمة. إنها عصابات شوارع لصغيرة." ومن جانبه، يقول مارك ساندرز قائد شرطة تورونتو إنّ "الرقم القياسي لجرئم القتل التي تم تسجيلها في تورنتو هذا العام يرتبط جزئياً بإلغاء مراقبة بطاقات الهوية."
ففي عام 2015، حظرت الحكومة الليبرالية السابقة هذه الممارسة المتمثلة في التحقق من هوية الأشخاص في الشوارع بشكل "عشوائي أو اعتباطي" لتجنب التمييز. في تلك الفترة، قال العديد من أفراد الجالية السوداء والسكان الأصليين إن الشرطة استهدفتهم بشكل خاص. لكن رئيس الحكومة الجديد المحافظ، دوغ فورد، أعلن نيته في رفع القيود الصارمة المفروضة على الشرطة.
ومن جانبه ، أشار قائد شرطة تورونتو مارك ساندرز في مقابلة مع قناة سي بي سي بوجود مشكلة انتشار الأسلحة النارية في المدينة وأصبحت العصابات أكثر جرأة في استخدامها للأسلحة النارية. ويضيف أن غالبية ضحايا عمليات إطلاق النار هم من أفراد العصابات الذين يعيشون حياة "مليئة المخاطر". وذكّر أنّ الشرطة ضبطت 900 سلاح ناري هذا العام.
وفي نظره، تظل تورنتو مدينة آمنة للغالبية العظمى من السكان. ويشير إلى أن هذا العام هو عام غير معتاد لتورنتو ، التي تعرضت لمأساتين كبيرتين في عام 2018.
ويسرّ ساندرز أن يرى أن البحث عن حلول لا يقتصر فقط على الشرطة، بل أن المنتخبين يناقشون أيضاً قضايا " الإسكان والتعليم وفرص العمل للشباب."
استمعوا(راديو كندا/راديو كندا الدولي)
رابط ذو صلة :
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.