نالت لينا بن سعيدان الطالبة في كلية الحقوق في جامعة مكغيل في مونتريال منحة المركز الثقافي الاسلامي لمدينة كيبيك التي تقدّمها جامعنها لأول مرّة تخليدا لذكرى ضحايا الهجوم على مسجد مدينة كيبيك الذي أودى بحياة ستة من مسلمي المقاطعة.
وسُلّمت المنحة للطالبة البالغة من العمر 21 سنة ذات الأصول الجزائرية من طرف كارا بيبرني مديرة مكتب المنح في جامعة مكغيل يوم الأربعاء الماضي. وأقيم بهذه المناسبة حفل تكريمي في أحد أجنحة الجامعة بحضور طلبة وأعضاء من الجالية المسلمة.
وما شدَ اهتمام لجنة التقييم في ترشيح لينا بن سعيدان هوانخراطها في أنشطة تدعم اندماج المسلمين في المجتمع الكندي والكيبيكي. فهي من بين مؤسسي جمعية طلبة الحقوق المسلمين إضافة إلى تنظيمها لعديد من الأنشطة حول التعددية في كلية القانون.
ومن أبرزها ندوة حول مشروع قانون 62 حول الحياد الديني للدولة دُعي إلى تنشيطها ثلاثة أساتذة مختصين في القانون الدستوري للتحدّث عن صلاحية هذا القانون من وجهة نظر شرعة القانون والحريات الكندية. وفي نفس الوقت قاموا بموازنة بين صلاحية القانون وآثاره على المناخ العام فيما يخص مسلمي كيبيك. بالاضافة إلى حملات للتوعية حول حقوق الأقليات Know your right campaign. وبصفة عامة تساعد هذه النشاطات على أنسنة الجالية المسلمة.
وفي حوار أجريته مع لينا بن سعيدان اليوم قالت في شأن المنحة التي فازت بها :
"بالنسبة لي إن جامعة مكغيل بعثت برسالة سياسية قوية جدّا عن طريق هذه المنحة. وهي تعلن بهذا أن الست ضحايا لم يموتوا سدى خاصة مع المناخ السياسي الذي ميّز كيبيك خلال الأشهر الأخيرة مع تصاعد اليمين المتطرف والاسلاموفوبيا وانتخاب جكومة حزب التحالف من أجل مستقيل كيبيك (الكاك)، وأنا لا أقول أن الكاك من اليمين المتطرف. كل هذا رغم موجة التعاطف مع المسلمين التي أعقبت الهجوم المسلّح على مسجد كيبيك."
ووفقا لها فإنّ قرار جامعة مكغيل استحداث هذه المنحة في يونيو حزيران الماضي بعد عام ونصف من الهجوم على مسجد كيبيك دليل على أن الأمور لازالت على حالها ولم تتغيّر. وسألتها عمّا تبقى من موجة التعاطف مع الجالية المسلمة وهل تبقّى منها آثار في المجتمع، فقالت :
"لا أظن أن موجة التعاطف اندثرت. فكل من شارك في المسيرات والتجمعات لا زال متعاطفا مع الجالية المسلمة خاصة أولائك الذين لهم روابط شخصية أوعاطفية معها مثلي. فأنا شخصيا أعتبر الاسلاموفوبيا خطرا محدقا بي وبعائلتي وبعقيدتي. أما الآخرون غير المعنيين مباشرة تتغيّر اهتماماتهم"

لينا بن سعيدان - Photo : Ana Lucia Lobos
وعلى صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، كتبت لينا بن سعيدان عقب الاعلان عن حصولها على المنحة حول مشروع حكومة كيبيك حول العلمانية وقالت :" اليوم نواجه مرة أخرى حكومة لا يبدو أنها تولي اهتماما كبيرا لأثر كلماتها على صورة الجالية المسلمة في مجتمع كيبيك. إن المعلومات المضللة التي توحيها بعض مشاريع القوانين خطيرة ويمكن أن تغذي الكراهية تجاه الأقليات العرقية والدينية."
وترعرعت الطالبة في مدينة كيبيك وكانت تعرف بعض الضحايا بحكم صغر الجالية المسلمة في عاصمة المقاطعة. وقد هاجرت في سن السابعة مع عائلتها إلى كندا وبالتحديد إلى تورونتو قبل الانتقال إلى كيبيك أين تابعت دراستها قبل الالتحاق بجامعة مكغيل في مونتريال.
وتبلغ قيمة المنحة 1.200 دولار تُقدّم إلى اثنين من طلبة جامعة مكغيل والذين حققا نتائجا أكاديمية مرضية. ويجب أن يكون المرشح قد أظهر التزاما لتعزيز إشراك المسلمين في كيبيك والمجتمع الكندي. ولتمويل صندوق المنحة أطلقت الجامعة حملة جمع التبرعات عبر الانترنت تهدف إلى جمع 60.000 دولار على الأقل
استمعوا(راديو كندا/راديو كندا الدولي)
رابط ذو صلة :
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.