اضطرروبرت تيبو المحامي الكندي الذي دافع عن المتعاقد السابق مع وكالة الأمن القومي الأمريكيNSA إدوارد سنودن إلى الفرار من هونغ كونغ واللجوء إلى فرنسا.
ويدّعي المحامي المنحدر من مونتريال والذي يعمل في هونغ كونغ منذ 30 عامًا أنه ضحية شكاوى مجهولة المصدر أمام نقابة المحامين في هذه المنطقة الصينية الخاصة وأن الشرطة قامت بتفتيش منزله بسبب علاقته بإدوارد سنودن. هذا ما أجبره على الفرار إلى فرنسا.
وكان إدوارد سنودن في هونغ كونغ في مايو أيار 2013 عندما كشف للعالم عن وجود نظام مراقبة دولي بقيادة المخابرات الأمريكية. و ساعده المحامي الكندي روبرت تيبو على الاختباء أثناء انتظاره لأخذ الطائرة ليلجأ إلى روسيا.
واستضاف فلبينيون وسريلانكيون طالبو لجوء من عملاء المحامي الكندي، إدوارد سنودن في شققهم الواقعة في منطقة معدمة في هونغ كونغ.
فبالنسبة لهؤلاء الأشخاص فإن ادوارد سنودن شخص في نفس الوضعية مثلهم، ووافقوا طواعية على استضافته لبضعة أيام. هذا الجانب من ملحمة سنودن بقي سريا، وتمّ الكشف عنه في فيلم اوليفر ستون في عام 2016.
وقرّر روبرت تيبو بموافقتهم على إعلان هويتهم قبل إذاعة الفيلم لأنه على دراية بإن حكومة هونغ كونغ ستبحث على الأرجح قائمة عملائه للعثور على من استضافوا سنودن. وكان يأمل في أن توفر التغطية الإعلامية بعض الحماية لهم.
ومن الواضح أن اهتمام وسائل الإعلام الدولية لأولئك الذين تم تسميتهم "الملائكة الحارسة" لسنودن لم يثن سلطات هونغ كونغ من التحقيق معهم.
فذهب ضباط الشرطة إلى الأسر الثلاث التي يمثلها روبرت تيبو لاستجوابها عن سنودن. لكنها رفضت التعاون مع الشرطة، وفي النهاية فقدت الإعانات الحكومية الهزيلة التي تمكنها من العيش، حيث لا يُسمح لطالبي اللجوء بالعمل في هونغ كونغ.
ومنذ عام 2016، يعيش معينو سنودن بفضل التبرعات التي جمعها محامون من مونتريال أسسوا جمعية "من أجل اللاجئين" ، التي تحاول منذ ذلك الحين جلبهم إلى كندا. وتم رفض طلبهم للحصول على اللجوء في هونغ كونغ أمام المحكمة الابتدائية وهم الآن في انتظار قرار الاستئناف. ولكن فرص الاستجابة جد ضئيلة حيث يتم قبول 0.5 ٪ فقط من الطلبات في هونغ كونغ.
وفي عام 2017، ازداد الضغط على المحامي روبرت تيبوعندما تم تقديم شكاوى ضده أمام نقابة محامي هونغ كونغ. وقد تعرض لانتقادات عديدة. من بينها تعريض سلامة موكليه للخطر من خلال مطالبتهم باستضافة سنودن ومحاولة الاستفادة من الدعاية التي نتجت عن التغطية الإعلامية الدولية لهذه القضية.

العئائلتان السيريلانكية والفيليبينية اللتات أخفيتا ادوارد سنودن في هونغ كونغ والمحامي الكندي روبرت تيبو - Photo : Jayne Russell
كما تعرض روبرت تيبو لانتقادات من طرف هيئة المساعدة القانونية التي تتعامل مع طلبات اللجوء في هونغ كونغ. واتهمته بالتسبب في تأخير معالجة القضايا. في حين كان لديه سجل لا تشوبه شائبة طيلة خمسة عشر عاما من الممارسة . وهددته نفس الهيئة بإزالته من قائمة المحامين المخولين بتمثيل طالبي اللجوء.
وبالنسبة للمحامي، من الواضح أن العدد المتزايد من الشكاوى ضده هو انتقام لمساعدته لإدوارد سنودن والاهتمام الدولي الذي جذبه لمعاملة طالبي اللجوء في هونغ كونغ.
"كل هذا بسبب سنودن. إهذا أمر سياسي على الإطلاق. وما فعلته نقابة المحامين في هونغ كونغ أمر مخزٍ" (روبرت تيبو المحامي الكندي السابق لإدوارد سنودن)
ونفي نائب رئيس نقابة المحامين في هونغ كونغ، روبرت، بانغ بشكل قاطع أن تكون الشكاوى ضد روبرت تيبو ذات دوافع سياسية. غير أنه يضيف أنه غير قادر على الكشف عن تفاصيل الشكاوى لأسباب تتعلق بالسرية.
و في أغسطس آب 2017 ، تصاعدت الضغوط على روبرت تيبو عندما استجوبت الشرطة الأسر التي ساعدت سنودن بشأن عمل محاميهم لمعرفة ما إذا كان بإمكانهم الشهادة ضده. وبعد شهرين، زار شقته القديمة ضباط الشرطة بحثا عنه. حينها اختبأ روبرت تيبو وزوجته ثم غادرا هونغ كونغ إلى فرنسا في 30 نوفمبر تشرين الثاني 2017.
وعلى الرغم من أن روبرت تيبو لا يزال يحاول تمثيل عملائه عن بعد من فرنسا بمساعدة زميل له في هونغ كونغ ، إلا أن وضع العائلات الثلاث التي استضافت إدوارد سنودن في عام 2013 غير مستقر من أي وقت مضى.
ويقول المحامي غيوم كليش-ريفار، الذي يعمل في جمعية "من أجل اللاجين" ، إن العائلات الثلاثة لديها بضعة أيام فقط ، على الأكثر أشهر، قبل ترحيلها. وأمام هذا الوضع الإنساني الملح ، يطلب من الحكومة الكندية تسريع معالجة طلب لجوء هذه الأسر إلى كندا.
استمعوا(راديو كندا/راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.