مركز دوفينيل يقدّم المساعدة والدعم النفسي للنساء ضحايا العنف الزوجي والأسري/Christine Bourgier

مركز دوفينيل يقدّم المساعدة والدعم النفسي للنساء ضحايا العنف الزوجي والأسري/Christine Bourgier

العنف الزوجي والأسري: سيّدة مهاجرة تروي معاناتها

منظّمة لا دوفينيل في مونتريال واحدة من المؤسّسات والجمعيّات الكثيرة التي تهتمّ بمساعدة النساء ضحايا العنف في مختلف أنحاء كندا.

وتسعى دوفينيل، وهي منظّمة غير ربحيّة منذ إنشائها في العام 1982، إلى تقديم المساعدة والملجأ والدعم النفسي  والأمان للنساء اللواتي يتعرّضن للعنف وتأمين سلامتهنّ وسلامة أطفالهنّ وتأهيلهنّ لتحقيق  أنفسهنّ وتجاوز المرحلة الصعبة التي أدّى إليها تعرّضهنّ للعنف وإعادة إدماجهنّ في المجتمع.

ضيفتنا اليوم سيّدة مغربيّة في مطلع الثلاثينات من عمرها، نكتفي، بطلب منها ومن منظّمة لا دوفينيل، بالتعريف باسمها دون كنيتها احتراما لخصوصيّتها وحرصا على سلامتها.

وقد وافقت فاطمة التي لجأت إلى منظّمة لا دوفينيل، على التحدّث عن تجربتها لإذاعتنا، وهي ممتنّة للمنظّمة التي ساعدتها مع طفلتها على تجاوز محنتها ومنحتها الشعور بالأمان بفضل الرعاية والاهتمام والدعم الذي قدّمته لها ولا تزال منذ ما يزيد على ثلاث سنوات.

تقول فاطمة في مستهلّ حديثي إنّها كانت متزوّجة ولديها طفلة، وكانت تتعرّض للعنف على يد زوجها ويصعب عليها الخروج من الدوّامة، وكانت تتعرّض للعنف منذ أن كانت في المغرب وازداد العنف لدى وصولها إلى كندا.

وذات ليلة، طلبت رقم الطوارئ في الثالثة فجرا كما قالت لي واستنجدت بالشرطة التي حضرت إلى منزلها.

تقدّم منظّمة لادوفينيل للنساء ضحايا العنف الملجأ و الدعم النفسي والأمان وتساعدهن على الاندماج الاجتماعي /Christine Bourgier

تقدّم منظّمة لادوفينيل للنساء ضحايا العنف الملجأ و الدعم النفسي والأمان وتساعدهن على الاندماج الاجتماعي /Christine Bourgier

وتقول فاطمة إنّها تعرّضت للعنف أكثر من مرّة،  وللعنف الجسدي والنفسي على حدّ سواء، وحُكم على زوجها بالسجن ستّة أشهر بسبب العنف الجسدي الذي تعرّضت له على يده ولأنّه لم يحترم القوانين التي تمنعه من الاتّصال بها بعد لجوئها إلى مركز خاص بحماية النساء ضحايا العنف.

وتقول السيّدة المغربيّة الشابّة فاطمة إنّ العنف لا ينتهي مع دخول الملجأ المخصّص للنساء ضحايا العنف، وقد لجأت إلى مراكز خاصّة بمساعدة ضحايا العنف أكثر من مرّة  ولكنّها تعرّضت للعنف بعد خروجها منها.

و هي مرتاحة جدّا للدعم الذي تلقاه  مع طفلتها من مركز لا دوفينيل،  وللتوعية على حقوقها خصوصا أنّ القوانين  على هذا الصعيد تختلف بين وطنها الأم وكندا.

وشعرت بالقلق في وقت من الأوقات عندما كان عليها أن تدلي بشهادتها أمام المحكمة، وشعرت بأنّها ملاحقة أثناء تنقّلاتها وشعرت بالخطر كما تقول عندما كانت مع زوجها وبعد أن غادرت المنزل للاحتماء بمركز المساعدة.

وتقول إنّ مركز لا دوفينيل ساعدها كثيرا على الخروج من دوّامة العنف وأن تأخذ زمام أمورها بيدها كما أنّه يقدّم الكثير من الأنشطة للأطفال ممّا ساعد طفلتها كثيرا في هذه المرحلة الصعبة.

وتقول فاطمة إنّها تشجّعت على البوح بمشكلتها وتضيف بأنّ طريقة التفكير في بعض المجتمعات لا تشجّع على خطوات من هذا القبيل بسبب الخوف أو ضغوط الأسرة أو عدم فهم القوانين والخوف من الشريك ومن العائلة.

ومركز لا دوفينيل يمنحها وطفلتها الشعور بالأمان وبإمكانها أن تبقي على عنوانها ورقم هاتفها سريّا كي لا تتعرّض للمضايقة من قبل أيّ كان.

وتقول السيّدة المغربيّة الشابّة فاطمة إنّها اليوم وبعد مرور ثلاث سنوات، فتحت صفحة جديدة من حياتها،وتتابع دراستها الجامعيّة وتتطلّع لأن تصبح مساعِدة اجتماعيّة.

وتقول فاطمة إنّ العنف الأسري يترك مضاعفاته أيضا على الأطفال حتّى ولو كانوا صغار السنّ ،و ترفض طفلتها المحاولات  المستمرّة منذ سنتين لإقناعها بالاتّصال بوالدها.

وتؤكّد فاطمة في ختام حديثها للقسم العربي على أهميّة أن تبوح المرأة ، وبخاصّة المرأة المهاجرة، بمعاناتها عندما تتعرّض للعنف وأن تأخذ القرار لها ولأطفالها بكلّ ثقة، ودون خوف أو تردّد.

وكثيرة هي المراكز التي تقدّم المساعدة للنساء ضحايا العنف، و الاتّصال بها يتطلّب الجرأة و لكنّها خطوة قابلة للتحقيق ،ووجود الأطفال يساعد على تحقيقها كما قالت السيّدة المغربيّة فاطمة.

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.