أكّدت اليوم السلطات الصينية للسلطات الكندية أن الدبلوماسي الكندي السابق مايكل كوفريغ موقوف لديها، وفق ما أكده لصحفيين مسؤول في الحكومة الكندية آثر عدم الكشف عن اسمه. وأضاف المسؤول الكندي أن كندا لا تعرف مكان وجود كوفريغ وأنها طلبت من الصين أن تسمح للدبلوماسيين الكنديين بزيارته.
وكانت وزارة الخارجية الصينية قد أكّدت اليوم أن لا علم لها على الإطلاق بخبر توقيف كوفريغ في الصين، محذرةً من أن "مجموعة الأزمات الدولية" (ICG) التي يعمل كوفريغ لديها غير مسجلة في الصين، ومشيرةً إلى أن كل عمل لهذه المنظمة على الأراضي الصينية هو بالتالي غير شرعي.
ومن جهته أكد مدير كوفريغ أن مكتب أمن الدولة الصينية في بكين هو الذي أوقفه مساء الاثنين.
وكان كوفريغ عند توقيفه كبير المستشارين في شؤون شمال شرق آسيا في "مجموعة الأزمات الدولية" التي يعمل لديها منذ شباط (فبراير) 2017، وكان يعمل في مكتبها الكائن في هونغ كونغ.
و"مجموعة الأزمات الدولية" منظمة غير حكومية متعددة الجنسيات تنشط في مجال حل النزاعات العنفية حول العالم ومنع حدوثها من خلال إجرائها دراسات تحليلية ميدانية ورفعها توصيات.
وكوفريغ حاصل على إجازةٍ غير مدفوعة من وزارة الخارجية الكندية، ولا يتمتع بالتالي بالحصانة والامتيازات الدبلوماسية. وسبق له أن مثّل كندا في الصين، فكان نائب قنصل في العاصمة بكين منذ أيلول (سبتمبر) 2014 ولغاية آب (أغسطس) 2016، ثم قنصلاً لفترة قصيرة في قنصلية كندا العامة في هونغ كونغ، وهي "منطقة إدارية خاصة" تابعة للصين. كما مثّل كندا لدى الأمم المتحدة.
- الدبلوماسي الكندي السابق مايكل كوفريغ الموقوف في الصين في صورة مأخوذة من شريط فيديو جرى تصويره في 28 آذار (مارس) 2018 (AP Photo)
ومساء اليوم عقدت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند مؤتمراً صحفياً تناولت فيه موضوع توقيف كوفريغ.
"نحن قلقون جداً، وأثرنا هذا القلق مع الصين ومع أسرة السيد كوفريغ، وما نسعى إليه في المقام الأول هو القيام بزيارات قنصلية له"، قالت فريلاند.
وأشارت وزيرة الخارجية الكندية في مؤتمرها الصحفي إلى أن مواطناً كندياً آخر يقيم في الصين اتصل بالسلطات الكندية ليبلغها أن السلطات الصينية تقوم باستجوابه، وأضافت أن السلطات الكندية لم تتمكن من معاودة الاتصال به، وأنها أثارت وضعه هو الآخر مع السلطات الصينية.
وكان رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو قد أكد أمس صحة خبر توقيف الدبلوماسي الكندي السابق في الصين.
"نأخذ بكثير من الجدية حالة كندي أُوقف في الصين، وتواصلنا بشكل مباشر مع السلطات الصينية، ونأخذ الوضع بجدية ونتواصل مع عائلة الموقوف مقدّمين لها المساعدة القنصلية"، قال رئيس الحكومة الكندية في إشارةٍ إلى كوفريغ.
المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، مينغ وانتشو (CBC)
وجاء توقيف الدبلوماسي الكندي السابق في وقت تندد فيه بكين بشدة بتوقيف السلطات الكندية سيدة الأعمال الصينية مينغ وانتشو، المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي".
وجرى توقيف وانتشو في الأول من الشهر الجاري في مدينة فانكوفر بناءً على طلب من السلطات الأميركية. وأطلقت المحكمة العليا في مقاطعة بريتيش كولومبيا سراحها يوم أمس بموجب كفالة قدرها 10 ملايين دولار ومجموعة شروط من بينها ارتداؤها جهاز تتبع إلكتروني وعدم مغادرة فانكوفر.
وقالت وزيرة الخارجية الكندية في مؤتمرها الصحفي اليوم إن كندا أتاحت لسيدة الأعمال الصينية تلقي الزيارات القنصلية فور توقيفها في فانكوفر.
كما طلبت فريلاند من الرئيس الأميركي دونالد ترامب، دون أن تسميه، ألّا يسيّس قضية تسليم مينغ وانتشو. وجاء طلبها رداً على قول ترامب أمس في مقابلة مع وكالة "رويترز" إن إدارته منفتحة على فكرة استخدام توقيف سيدة الأعمال الصينية في كندا كورقة مساومة في المفاوضات حول النزاع التجاري بين بلاده والصين.
ويتهم القضاء الأميركي سيدة الأعمال الصينية بالتواطؤ في احتيال مفترض يهدف إلى الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
وتقول الحكومة الكندية إنها لم تتلقّ من الصين أي إشارة على وجود صلةٍ ما بين توقيف مينغ وانتشو في فانكوفر وتوقيف مايكل كوفريغ في الصين بعد تسعة أيام.
لكن سفير كندا السابق في بكين غي سان جاك، الذي يعرف كوفريغ جيداً كونه عمل معه، أعرب عن قناعته بأن توقيف الدبلوماسي الكندي السابق مرتبط بتوقيف سيدة الأعمال الصينية.
"في الصين لا مكان للمصادفات، وكنتُ في قرارة نفسي أخشى حدوث أمر من هذا القبيل"، أكد سان جاك أمس في مقابلة مع تلفزيون راديو كندا.
(رويترز / أسوشيتد برس / راديو كندا / سي بي سي / بلومبيرغ / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.