تشهد قطارات الأنفاق في العديد من المدن حول العالم محاولات انتحار بين الحين والآخر.
وفي حين تتردّد مدن مثل مونتريال وباريس ونيويورك في استخدام تعبير "انتحار" للحديث عن هذه الحالات، فقد اختارت مدينة تورونتو استراتيجيّة أخرى للتعاطي مع الموضوع.
ففي مونتريال، تعلن سلطات النقل عن "تدخّل خدمات الطوارئ لتجنّب تحريض أشخاص آخرين على القيام بهذه الأعمال المؤسفة" حسب قول أميلي ريجيس الناطقة باسم مؤسّسة النقل العام في مونتريال STM .
وتمّ تأهيل موظّفي المؤسّسة للتعامل مع محاولات الانتحار فضلا عن تنظيم حملة توعية بالتعاون مع منظّمة "سويسيد أكسيون" Suicide Action Montréal .
لكنّ لجنة النقل في تورنتو تتحدّث بالأحرى عن "جريح على قضبان القطار"، في إعلاناتها على وسائل التواصل الاجتماعي وشاشات قطار الأنفاق.
وغرّد براد روس الناطق باسم لجنة النقل في تورونتو على تويتر قائلا "إنّ الخبراء يجمعون على أنّ الشفافية لا تشجّع على الانتحار في حال اظهار التعاطف والمواساة".
توفّر قطارات الأنفاق في تورونتو رقم طوارئ لمساعدة الذين يعانون مشاكل نفسيّة/Radio-Canada/Michel Bolduc
وأضاف بأنّ الحديث عن محاولة الانتحار قد يدفع الناس على العكس من ذلك، إلى طلب المساعدة.
ونشر روس رقم طوارئ يمكن الاتّصال به في هذه الحالات ودعا لجنة النقل في تورونتو إلى الاستمرار في هذه الاستراتيجيّة بعد تقاعده عن العمل في الرابع عشر من كانون الأوّل ديسمبر الجاري كما كتب في تغريدته.
وقد أحصت لجنة النقل في اونتاريو 43 محاولة انتحار من بينها 13 حالة انتحار حتّى الآن هذه السنة، مقابل 45 حالة العام الماضي 2017.
وتتعاون اللّجنة مع منظّمات أخرى من بينها مراكز "ديستريس" Distress التي توفّر في قطارات الأنفاق رقم طوارئ يكفي الضغط على زرّ الهاتف للاتّصال به و طلب المساعدة النفسيّة.
وترى البروفسورة نفيسة اسماعيل أستاذة علم النفس في جامعة اوتاوا أنّ الحديث صراحة عن الانتحار يساعد على توعية عدد كبير من الأشخاص كما يتيح رصد مؤشّرات حول وجود نيّة في الانتحار.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.