رفع رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو اليوم صوت الاحتجاج على قيام السلطات الصينية بتوقيف مواطنيْن كندييْن يوم الاثنيْن هما مايكل كوفريغ ومايكل سبافور، معتبراً أن الأمر "غير مقبول". وأيده في هذا الموقف وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.
"كندا دولة قانون حيث العدالة مستقلة وتتخذ قراراتها بنفسها، دون تدخل من الطبقة السياسية"، أجاب ترودو صباح اليوم خلال مقابلة تلفزيونية بمناسبة نهاية السنة عندما سُئل عمّا يقوله لمن يتهمه بأنه لم يقم بما فيه الكفاية لمساعدة الكندييْن الموقوفيْن، مضيفاً أن "الصين تبدي ردة فعل على توقيف أحد مواطنيها، لكننا مصممون كلياً على الوقوف إلى جانب مواطنيْنا المعتقليْن وفهمِ أسباب توقيفهما والعمل مع الصين لنثبت أن ذلك غير مقبول".
وهذه أول مرة تشير فيها الحكومة الكندية إلى احتمال وجود صلة مباشرة بين توقيف السلطات الصينية الكندييْن كوفريغ وسبافور يوم الاثنين وتوقيف المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي" مينغ وانتشو في فانكوفر في غرب كندا في الأول من الشهر الجاري.
وكوفريغ دبلوماسي كندي سابق، وكان عند توقيفه كبير المستشارين في شؤون شمال شرق آسيا في "مجموعة الأزمات الدولية" التي يعمل لديها منذ شباط (فبراير) 2017، وكان يعمل في مكتبها الكائن في هونغ كونغ. أما سبافور فهو مستشار أسس عام 2015 منظمة غير حكومية تعمل من كندا والصين في مجال تسهيل التبادلات الثقافية والرياضية والسياحية والتجارية مع كوريا الشمالية.

الدبلوماسي الكندي السابق مايكل كوفريغ الموقوف في الصين في صورة مأخوذة من شريط فيديو جرى تصويره في 28 آذار (مارس) 2018 (AP Photo)
ويأتي كلام ترودو اليوم غداة تأكيد المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية لو كانغ أن كوفريغ وسبافور موقوفان في الصين للاشتباه بضلوعهما في "أنشطة تهدد الأمن القومي" في قضايا منفصلة.
وعند سؤاله أمس عن احتمال وجود صلةٍ ما بين توقيف السلطات الصينية كوفريغ وسبافور وتوقيف السلطات الكندية سيدةَ الأعمال الصينية اكتفى لو كانغ بالقول إن السلطات الصينية اتخذت "تدابير قسرية" طبقاً للقانون.
وأوقفت السلطات الكندية سيدة الأعمال الصينية بناءً على طلب من السلطات الأميركية، إذ يتهمها القضاء الأميركي بالتواطؤ في احتيال مفترض يهدف إلى الالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران.
وأطلقت المحكمة العليا في مقاطعة بريتيش كولومبيا سراح مينغ وانتشو يوم الثلاثاء بموجب كفالة قدرها 10 ملايين دولار ومجموعة شروط من بينها ارتداؤها جهاز تتبع إلكتروني وعدم مغادرة فانكوفر.

الكندي مايكل سبافور الموقوف في الصين منذ يوم الاثنين في صورة مأخوذة من شريط فيديو جرى تصويره في 2 آذار (مارس) 2017 (AP Photo)
ورأى ترودو اليوم أن وقع الخلاف الحالي مع الصين، الذي يندرج في إطار النزاع التجاري بين هذه الدولة والولايات المتحدة، قد يترك آثاراً سلبية على الاقتصاد العالمي.
"إنها الحالة التي نجد أنفسنا فيها عندما تنشب الخلافات بين أهم اقتصاديْن في العالم، الصين والولايات المتحدة. وستكون للتصعيد في هذه الحرب التجارية عواقب كثيرة غير منتظرة على كندا، مع احتمال أن تطال الاقتصاد العالمي برُمته"، قال ترودو.
وبحث اليوم كل من وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند وزميلها وزير الدفاع هارجيت سجّان قضية توقيف كوفريغ وسبافور مع نظيريْهما الأميركييْن، على التوالي مايك بومبيو وجيم ماتيس، في واشنطن.
وبدوره رأى بومبيو أن توقيف المواطنيْن الكندييْن في الصين أمر "غير مقبول" وأنه يجب إطلاق سراحهما. وأضاف، دون إعطاء تفاصيل، أن واشنطن ستساهم في الجهود الهادفة لإطلاق سراحهما.

المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي"، مينغ وانتشو (CBC)
ومن جهتها كررت وزيرة الخارجية الكندية القول إنه يجب عدم تسييس قضية توقيف مينغ وانتشو. "نحن جميعاً متفقون على أن أهم ما يمكننا القيام به هو احترام سيادة القانون"، أكدت فريلاند التي ذكّرت بأن القضاء في كندا "غير مسيّس".
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد قال في مقابلة مع وكالة "رويترز" يوم الثلاثاء إن إدارته منفتحة على فكرة استخدام توقيف سيدة الأعمال الصينية في كندا كورقة مساومة في المفاوضات حول النزاع التجاري بين بلاده والصين.
وقالت اليوم وزارة الشؤون العالمية في حكومة ترودو إن سفير كندا في الصين جون ماكالوم نجح أخيراً بزيارة أحد الموقوفيْن، مايكل كوفريغ. وتسعى كندا لحصول الموقوف الآخر، مايكل سبافور، على زيارة قنصلية.
وفي سياق قد يكون متصلاً أعلنت اليوم وزيرة السياحة الكندية ميلاني جولي تأجيل زيارة كان من المفترض أن تقوم بها إلى الصين يوم الاثنين المقبل للاحتفال بنهاية السنة السياحية بين البلديْن.
لكن مكتب جولي لم يذكر أية صلة بين تأجيل زيارتها والخلاف الدبلوماسي الحالي بين كندا والصين، معلناً أن البلديْن اتفقا على تأجيل الزيارة إلى أجل غير مسمى "ما يتيح لنا بلوغ أهدافنا المشتركة بشكل أفضل".
(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.