أعلنت الولايات المتحدة استعدادها لسحب جنودها من سوريا بشكل كامل قريباً، لا بل أنها بدأت سحبهم من هناك حسب الناطقة باسم البيت الأبيض في واشنطن ساره هاكابي ساندرز.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب اليوم في تغريدة على موقع "تويتر" للتواصل إن بلاده هزمت تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح ("داعش") في سوريا، مضيفاً أن ذلك الهدف كان المبررَ الوحيد الذي جعله يحتفظ بقوات في هذا البلد.
"لقد هزمنا تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ في سوريا، وهذا مبرري الوحيد للوجود هناك خلال رئاسة ترامب"، قال الرئيس الأميركي في تغريدته.
وللولايات المتحدة نحوٌ من 2000 جندي، من القوات الخاصة بشكل أساسي، ينتشرون في شمال سوريا حيث يتعاونون بشكل وثيق مع "قوات سوريا الديمقراطية" في محاربة قوات تنظيم "الدولة الإسلامية". و"قوات سوريا الديمقراطية" تحالف من المقاتلين الأكراد والعرب وتشكل "وحدات حماية الشعب" الكردية عموده الفقري.
وقال مسؤول في وزارة الدفاع الأمريكية لشبكة "سي ان ان" الإخبارية الأميركية إنه يجري التخطيط حالياً لسحب القوات الأميركية من سوريا "بشكل كامل" و"سريع".
ومن جهته قال الناطق باسم وزارة الدفاع الأمريكية الكولونيل روب مانينغ لـ"سي ان ان" أيضاً، "في هذا الوقت، نواصل العمل مع شركائنا في المنطقة".
الرئيس الأميركي دونالد ترامب (أرشيف) / Carlo Allegri / Reuters
وبالرغم من أنه سبق لترامب أن أظهر أكثر من مرة في السابق رغبة شديدة لإعادة القوات الأمريكية من سوريا عندما يكون ذلك ممكناً، فقد شكل قراره اليوم بالانسحاب من سوريا مفاجأة.
فالتحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تقوده الولايات المتحدة كان قد نفى في الآونة الأخيرة أي تغيير في الوجود الأميركي في سوريا، إذ قال في بيان صدر في وقت سابق من الشهر الجاري إن "أية تقارير تشير إلى تغيير في موقف الولايات المتحدة فيما يتعلق" بالوجود العسكري في سوريا "باطلة ومصممة لزرع الارتباك والفوضى".
ويأتي الإعلان اليوم عن سحب القوات الأميركية من سوريا بعد يوميْن من إبلاغ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الأميركي أن القوات التركية ستشن هجوماً قريباً على مواقع القوات الكردية المدعومة من الأميركيين في شمال سوريا حيث تتواجد القوات الأميركية.
ما دوافع الرئيس الأميركي للانسحاب "الكامل والسريع" من سوريا؟ وهل من الممكن أن يكون دونالد ترامب يريد الذهاب في كلامه عن الانسحاب أبعد مما يريد فعلاً القيام به على الأرض لأسباب متعلقة بمتاعبه الداخلية؟ محاور تناولتُها في حديث مع الناشط الكندي السوري الاستاذ عماد الظواهرة، رئيس "المنتدى الديمقراطي السوري الكندي" والمدير العام لـ"منظمة مسار من أجل الديمقراطية والحداثة" في مونتريال.
(أ ف ب / رويترز / سي ان ان / نيويورك تايمز / فرانس 24 / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.