متسوّقون وسط زينة الميلاد في مدينة كيبيك في 16-12-2018/Jacques Boissinot/CP

متسوّقون وسط زينة الميلاد في مدينة كيبيك في 16-12-2018/Jacques Boissinot/CP

الكحول والمخدّرات: “المزيج الخطير”

قرار الحكومة الكنديّة بتشريع استهلاك الماريجوانا لأغراض ترفيهيّة طرح تحدّيات عديدة في المجتمع الكندي منذ أن دخل  حيّز التطبيق في السابع عشر من تشرين الأوّل أكتوبر من العام الجاري 2018.

وتركت اوتاوا لحكومات المقاطعات أن تحدّد الأطر المتعلّقة بأماكن بيعها واستهلاكها، وتحديد الكميّة المسوح حيازتها، فضلا عن السنّ القانونيّة لاستهلاكها،والمتطلّبات المتعلّقة بزراعتها للاستهلاك الشخصي.

وتفيد الدراسات والتقارير أنّ الماريجوانا، أي القنّب الهندي، من اكثر المواد غير المشروعة تداولا في المجتمعات الغربيّة بما فيها المجتمع الكندي.

لكنّ تشريعها في كندا سهّل على المستهلكين شراءها من محلاّت مخصّصة لهذه الغاية ومرخّص لها من قبل الحكومة، وسهّل استهلاكها علنا دون خوف من العقاب أو الملاحقة.

وفي موسم الأعياد، تكثر الحفلات التي تنظّمها المؤسّسات والشركات لموظّفيها والمسمّاة "حفلات المكاتب" ويكثر معها بالإجمال استهلاك الكحول.

رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو وسط زينة الميلاد في بهو مجلس العموم في اوتاوا في 11-12- 2018/Adrian Wyld/CP

رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو وسط زينة الميلاد في بهو مجلس العموم في اوتاوا في 11-12- 2018/Adrian Wyld/CP

لكنّ تشريع الماريجوانا شكّل عاملا جديدا، ولم يعد من المستبعد رؤية من يستهلكها خلال هذه الحفلات.

ويدعو مسؤولو الموارد البشريّة في مختلف المؤسّسات الموظّفين إلى تحمّل مسؤوليّاتهم، وعدم المزج بين الكحول والماريجوانا، وتجنّب القيادة تحت تأثيرهما، لما ينجم عنه من عواقب وخيمة.

تقول فاليري كولومب مديرة الموارد البشريّة في وكالة التوظيف "يومانيكو" إنّ الوكالة سمحت لموظّفيها بتناول أكثر من كأس واحد من الكحول لأنّهم يبيتون ليلتهم في الفندق الذي تجري فيه حفلة الميلاد ورأس السنة.

ولكنّ استهلاك الماريجوانا مسموح في الخارج استثنائيّا هذه اللّيلة كما تقول فاليري كولومب وتضيف:

"اضطررنا للتساؤل كيف سنتصرّف مع تشريع الماريجوانا، وبالنسبة لهذه السنة، قرّرنا أن نثق بموظّفينا وأن نسمح باستهلاكها خلال حفلة الميلاد: فاليري كولومب من وكالة يومانيكو للتوظيف

مدينة لوننبورغ في مقاطعة نوفا سكوشا عاصمة أشجار الميلاد في العالم كما ظهر في اللافتة/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة

مدينة لوننبورغ في مقاطعة نوفا سكوشا عاصمة أشجار الميلاد في العالم كما ظهر في اللافتة/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة

من جهة أخرى، توصي المحامية ماريان بلاموندون رئيسة  نقابة مستشاري الموارد البشريّة المعتمدين بضرورة عدم التساهل إطلاقا مع تناول الكحول أو الماريجوانا في أماكن العمل.

وترى أنّه ينبغي فقط منع استهلاك الماريجوانا في المناسبات الاجتماعيّة على غرار حفلات المكاتب خلال الأعياد.

"بما أنّ لدينا معلومات أقلّ بشأن استهلاك المخدّرات في تقاليدنا الحاليّة، من غير الواضح إن كان أصحاب العمل يريدون تحمّل تبعات استهلاكها في محيط العمل": المحامية ماريان بلاموندون

وفي السياق نفسه، أطلقت منظّمة "ادوك الكول" Educ’Alcool وهي منظّمة مستقلّة غير ربحيّة حملة للتوعية على مخاطر المزج بين الكحول والماريجوانا.

وأصدرت منشورات تحت عنوان: الكحول والقنّب: مزيج سيّئ"  لتوعية المواطنين بصورة خاصّة في زمن الأعياد على أخطار المزج بين هاتين المادّتين.

يقول هوبير صاصي المدير العام لمنظّمة "ادوك ألكول" إنّ 600 ألف كيبيكي استهلكوا الماريجوانا خلال الاثني عشر شهرا الأخيرة، أي قبل أن يصبح الاستهلاك مشروعا بموجب القانون.

وتحذّر المنظّمة من المزج بين المادّتين لأنّ كلاّ منهما تزيد من تأثير الأخرى في الجسم كما يقول هوبير صاصي.

"ينبغي إن أردنا المزج بين الاثنين أن نخفّف من الكميّة المستهلكة من كلّ منهما، أي بكلام آخر، استهلاك الماريجوانا  التي تحوي نسبة أقلّ من مادّة تي أتش سي" ومنتجات الكحول التي تحوي كميّات أقلّ من الكحول، أو استهلاك كميّات أقلّ من الكحول": هوبير صاصي المدير العام لمنظّمة ادوك ألكول.

ويشير إلى أنّ ترتيب استهلاك المادّتين يلعب دورا في تأثيرهما على الجسم، وإن كان لا بدّ من الاستهلاك، فمن الأفضل المباشرة بالماريجوانا لأنّها تساهم في تهدئة الجسم ممّا يسهّل استهلاك الكحول بهدوء.

وقد نشرت المنظّمة دليلا يتضمّن مجموعة من النصائح، من بينها عدم المزج بين الكحول والقنّب، وفي حال المزج، تخفيف الكميّات المستهلكة، كما نشرت دليلا بعنوان" إعرف كيف تستقبل" تدعو فيه المواطنين إلى التخفيف من استهلاك الكحول وإعداد مشروبات بكميّات منخفضة من الكحول وتناول الطعام قبل شرب الكحول، والانتظار حتّى يفرغ الكأس قبل إعادة ملئه، وسواها من النصائح لتبقى الأعياد فترة للفرح والاستمتاع بلقاء الأهل والأصدقاء.

(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.