الوحدة صعبة بالإجمال، وتزداد صعوبة في زمن الأعياد حيث تكثر اللّقاءات والاجتماعات بين الأهل والأصدقاء.
وثمّة منظّمات وهيئات تعمل على التخفيف من الوحدة بالنسبة لمن يعانيها، وخصوصا من فئة المسنّين.
وتقول جمعيّة "الاخوة الصغار" إنّ كلّ واحد من أصل خمسة مسنّين في مقاطعة كيبيك ليس لديه قريب أو صديق يمضي معه فترة الميلاد ورأس السنة.
و"الإخوة الصغار" جمعيّة تعمل على مرافقة المسنّين وتخفيف الشعور بالوحدة لديهم من خلال التزام عائلة ترافقهم حتّى آخر حياتهم.
واحتفلت الجمعيّة عام 2012 بمرور 50 عاما على تأسيسها، وما زالت على وفائها لأهدافها في أن تكون "العائلة الكبرى للمسنّين الذين يعانون الوحدة.
مشاركون في حفل جمعيّة الاخوة الصغار في مدينة شربروك / Radio-Canada
ويرتفع عدد الأشخاص الذين يعانون الوحدة نتيجة مجموعة من العوامل من بينها التقاعد في سنّ مبكّرة نظرا لارتفاع مأمول العمر، وتفكّك العائلات وشيخوخة السكّان.
وثمّة أسباب أخرى حسب قول جوان بارمنتير المديرة الاقليميّة لجمعيّة الاخوة الصغار التي تتحدّث عن مجتمع تسوده النزعة الفردانيّة.
"أعتقد أنّ المجتمع أكثر فردانيّة، ما يقودنا إلى رؤية أهلنا أقلّ من قبل، وهنالك ظروف وحالات عديدة جعلت المسنّين أكثر انعزالا": جوان تامبيرير المديرة الاقليميّة لجمعيّة الاخوة الصغار.
وأقامت جمعيّة الإخوة الصغار حفل الغداء السنوي بمناسبة عيد الميلاد، الذي شارك فيه مسنّون يعيشون منعزلين أغلب أيّام السنة، ومتطوّعون يكرّسون وقتهم للقائهم والتحدّث إليهم والاهتمام بهم.
وحضرت الحفل مارغريت بليه وزيرة شؤون المسنّين في الحكومة الكيبيكيّة، وأعربت عن ارتياحها للمشاركة وسرورها برؤية العديد من الوجوه المألوفة بالنسبة لها، لأنّها ليست المرّة الأولى التي تشارك فيها في حفل جمعيّة الإخوة الصغار.
"لقد شاركت عدّة مرّات في هذا الحفل قبل أن أكون وزيرة وبعده واليوم أعود بصفتي وزيرة ولكن وبصورة خاصّة بصفتي صديقة لأنّي أعرف الكثيرين منهم، وأعرف بعض الوجوه، وهذا ممتع للغاية، والمهمّة التي أوكلها إليّ رئيس الحكومة تقضي بكسر عزلة المسنّين": مارغريت بليه وزيرة شؤون المسنّين في حكومة كيبيك.
ظاهرة عزلة المسنّين تتنامى لأسباب عديدة من بينها شيخوخة السكّان وتفكّك العائلات/Radio-Canada
وأعرب العديد من المسنّين المشاركين في الحفل عن فرحتهم بالمشاركة، ووجدوا فرصة لإقامة علاقات صداقة وتعارف، والاستمتاع بالاجتماع بالآخرين وكسر حاجز العزلة والوحدة كما قال معظم الذين تحدّثوا لراديو كندا.
وتقول الممثّلة ماري تيريز فورتان الناطقة باسم جمعيّة الاخوة الصغار إنّها تشارك في الحفل للسنة الثانية على التوالي.
وتعرب عن سرورها لمشاركة المسنّين فرحتهم بالميلاد الذي يجمع بين الناس، وتشير إلى أهميّة اللّقاء والتحدّث مع الآخرين وكسر العزلة في هذه المناسبة بالتحديد.
وتضيف أنّ اعضاء جمعيّة الاخوة الصغار والمتطوّعين العاملين لديها هم بمثابة العائلة بالنسبة للمسنيّن الذين يعيشون في حالة من العزلة والوحدة معظم الوقت.
ماري تيريز فورتان المتحدّثة باسم جمعيّة الاخوة الصغار تؤكّد على أهميّة التواصل مع المسنّين الذين يعيشون في عزلة أغلب الأوقات/Radio-Canada/ Alice Chiche
وتؤكّد على أهميّة الدعم الذي تلقاه الجمعيّة وتتوقّع أن ترتفع ظاهرة عزلة المسنّين وتتحدّث عن حملة أطلقتها جمعيّة الاخوة الصغار بعنوان " كلّ واحد من أصل خمسة مسنّين " للتوعية على ظاهرة عزلة المسنّين التي تكون إجمالا خلف أبواب موصدة.
"إنّها ظاهرة صامتة ونريد توعية الناس عليها وعلى ارتفاع عدد المسنّين الذين يعيشون في عزلة، ونريد بصورة أساسيّة جمع التبرّعات": ماري تيريز فورتان الناطقة باسم جمعيّة الاخوة الصغار.
كما أنّ الحملة تهدف إلى اجتذاب المتطوّعين الذين لا يمكن توفير المساعدة للمسنّين من دونهم، والعزلة حسب قولها تتسبّب في تراجع صحّة المسنّين الجسديّة والعقليّة وتؤثّر في رغبتهم في التواصل مع الآخرين.
وتؤكّد ماري تيريز فورتان المتحدّثة باسم جمعيّة الاخوة الصغار على أهميّة التواصل الانساني الذي يعيد البسمة إلى وجوه المسنّين والفرحة إلى قلوبهم.
وتشير ماري تيريز فورتان إلى أنّ الحكومة الكيبيكيّة رصدت موازنة إضافيّة قدرها 200 مليون دولار لمساعدة المسنّين وترى في ذلك خطوة في الاتّجاه الصحيح لتحسين أوضاع المسنّين في مراكز الرعاية الطويلة الأمد، خصوصا أنّنا في كندا، البلد الغني حيث بإمكان الناس أن يقدّموا من وقتهم ومن مالهم لساعدة المسنّين.
ومجرّد القيام بزيارة للمسنّين والتحدّث إليهم يساهم في خلق روابط مجتمعيّة وثيقة معهم، لتقديم الشكر لهم عن مساهماتهم وكلّ ما قدّموه للمجتمع.
(راديو كندا الدولي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.