يطرح العام الجديد تحدّيات كثيرة أمام أهل السياسة في كندا، خصوصا أنّنا مقبلون على الانتخابات التشريعيّة المقرّر إجراؤها الخريف المقبل.
والتحدّيات تواجه رئيس الحكومة الليبراليّة جوستان ترودو وزعماء أحزاب المعارضة على حدّ سواء، وكلّ يريد استمالة الرأي العام وحثّه على تأييده في الانتخابات.
ويواجه رئيس الحكومة تحدّي الدفاع عن سياسته ولا سيّما ما يخصّ ضريبة الكربون التي فرضها على 4 مقاطعات لم تضع خطّة خاصّة بها لمكافحة التغيّر المناخي.
وأثارت الضريبة غضب رؤساء حكومات هذه المقاطعات وهي مانيتوبا وسسكتشوان واونتاريو ونيوبرنزويك.
ويواجه حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم تحدّيا كبيرا هو الآخر، بعد أن انشقّ عنه النائب ماكسيم برنييه الذي شكّل حزبا جديدا تحت تسمية "حزب الشعب في كندا".
ويتخوّف المحافظون من الحزب الجديد الذي استقطب خلال فترة قصيرة من تشكيله عددا من المؤيّدين، من بينهم مؤيّدون محسوبون على المحافظين.

أندرو شير زعيم حزب المحافظين يعارض ضريبة الكربون التي فرضتها الحكومة الليبراليّة لمواجهة التغيّر المناخي//Darren Calabrese/PC
وأمّا الحزب الديمقراطي الجديد، ثاني أحزاب المعارضة في مجلس العموم، فإنّ زعيمه الجديد جاغميت سينغ يسعى للحصول على مقعد نيابي، وهو مرشّح في انتخابات فرعيّة عن دائرة بورنابي ساوث في مقاطعة بريتيش كولومبيا.
وقد أثارت ضريبة الكربون غضب رؤساء الحكومات المحليّة في المقاطعات الأربع، و قرّرت اثنتان منها هما سسكتشوان وأونتاريو، ملاحقة الحكومة أمام القضاء بشأنها، ويتوقّع المحلّلون أن يحتلّ الجدل حولها حيّزا واسعا للغاية خلال الحملة الانتخابيّة المقبلة.
يقول شون سبير كبير الخبراء الماليّين في معهد ماكدونالد لورييه للأبحاث السياسيّة إنّ ضريبة الكربون ستحتلّ حيّزا مهمّا في الحملة الانتخابيّة المقبلة لا سيّما أنّ الحكومة الليبراليّة لا تنظر إليها كقضيّة جوهريّة فحسب وإنّما أيضا كقضيّة سياسيّة.
"يعتزم الليبراليّون الاهتمام بهذه القضيّة ويعتقدون أنّها تحفّز الناخبين التقدّميّين القلقين بشأن البيئة والذين تراودهم الشكوك بشأن قضايا أخرى تتعلّق بسياسة رئيس الحكومة جوستان ترودو": شون سبير كبير خبراء السياسة الماليّة في معهد ماكدونالد لورييه.
ويضيف سبير بأنّ زعيم المحافظين أندرو شير سيولي المسألة اهتماما كبيرا هو الآخر، خصوصا أنّ الكثيرين، ولا سيّما في الضواحي، يتخوّفون من كلفة ضريبة الكربون.
ويعتبر أنّ ضريبة الكربون ستكون موضوعا بالغ الأهميّة خلال الحملة الانتخابيّة ليس لتأثيرها على الناخبين فحسب بل أيضا لتأثيرها الدائم على سياسة البيئة الكنديّة.
ويرى تيم باورز نائب رئيس شركة سوما ستراتيجيز Summa Strategies للخدمات الاستشاريّة أنّه يتعيّن أن يشارك زعيم المحافظين أندرو شير في النقاش حول ضريبة الكربون ويتساءل إن كان موقف رؤساء حكومات المقاطعات المعارضة للضريبة يساعده أم لا.
"إن أراد أندرو شير أن يهزم ضريبة الكربون ويلغيها وأن يفوز في الانتخابات، عليه أن يخرج من تحت ظلال لاعبين أكبر، ويمكن القول إنّ رئيس حكومة اونتاريو دوغ فورد يحتلّ أكبر مساحة بين السياسيّين المحافظين": تيم باورز نائب رئيس شركة سوما ستراتيجيز للخدمات الاستشاريّة.
ويتعيّن أن يكون اندرو شير قادرا على مواجهة التحدّي، و أن يجد بديلا عن ضريبة الكربون يكون جذّابا للمواطنين.
وعليه أن يرضي كلّ شرائح الناخبين بمن فيهم جيل الألفيّة، ومن الأسهل عليه حشد الناس في مقاطعة ما ضدّ الحكومة الفدراليّة، والسؤال مطروح حول قدرته على حشد الأشخاص المناسبين في المكان المناسب ليكون تأثيره ناجحا كما يقول تيم باورز نائب رئيس شركة سوما ستراتيجيز للخدمات الاستشاريّة.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ هيئة الاذاعة الكنديّة)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.