ركوب المخاطر للمساعدة الإنسانية: نصيحة خبير بواجب التحلي بالحذر!

في أعقاب اختفاء الكندية إديث بلي وصديقها الإيطالي لوكا تاكيتو في منطقة في بوركينا فاسو التي قصداها للانخراط في العمل الإنساني أجرت هيئة الإذاعة الكندية مقابلة مع البروفسور فرنسوا أودي رئيس المرصد المتخصص بالأزمات والمساعدة الإنسانية ورئيس مؤسسة الدراسات الدولية في مونتريال وعن سؤال عن طبيعة العمل الإنساني والمخاطر المحدقة بالعاملين فيه أجاب:

"ماذا نقصد بالمساعدة الإنسانية المساعدة الإنسانية اليوم يقوم بها مهنيون متخصصون من ضمن منظمات للمساعدة الإنسانية تعتمد التأطير وهي تقوم بتحليل المخاطر المحتملة بطريقة جدية كبيرة بهدف تخفيف هذه الحالات الخطرة وأمام الحالة التي تواجهنا اليوم فإنه على الغالب لم تعتمد هذه المقاييس وما يخص بلي وصيقها تاكيتو فإنهما توجها لمقابلة منظمة محلية على الأرض بمبادرة شخصية وأن هذه المنظمة لم تقم بما يتوجب عليها بالكامل من خلال تأمين سفر وسلامة هذين الشخصين".

في حال تم تأطير المبادرة الإنسانية عبر الحكومة الكندية فإنها تمر حتما عبر إجراءات أمنية واتصالات مع منظمات إنسانية على الأرض لضمان سلامة المشاركين في هذه المساعدة والحالة مع الشخصين لم تكن كذلك فقد وصلا إلى مالي عابرين من بوركينا فاسو وهنا تكمن المشكلة:

"في حال كانت منظمة تحترم نفسها فكان لا بد أن تنظم سفرا بالطائرة بدل العبور عبر الحدود أما في حالتنا الحاضرة فهي كانت عبارة عن سفر شخصي وهنا لست في وارد إدانته أيضا غير أنه جرى في إطار معقد كثيرا وفي منطقة غاية في الخطورة حيث لا نملك معلومات وافية عمن يسيطر على المنطقة ومن هنا المخاطر التي تحف بالرحلة إلى هناك"

نحن نأمل أن لا تكون حالة خطف لكن هناك حالات خطف في هذه المنطقة.

"يتوجب التذكير أيضا أنه لم يكن هناك أية إجراءات كندية لكن حري بالقول إنه في هذه المنطقة وفي بوركينا فاسو بشكل خاص لا أقول أن عمليات الخطف عملة رائجة غير أنها موجودة وأن عمليات الخطف جزء من مناهج جماعات مسلحة بهدف مبادلة الأشخاص المختطفين بالمال".

ما مسؤولية المنظمة زيون غايا التي نتوجه إليها لتقديم خدماتنا؟

"هناك العديد من المنظمات الإنسانية على المستوى العالمي أما هذه المنظمة فهي بحت محلية ومن أصول فرنسية لكنني لا أعرف نوعية الإدارة التي تعتمدها ويعتمدها المشرفون عليها لكن أن نطلب من الأشخاص أن يأتوا إلى منطقة معزولة جدا فهي تتحمل المسؤولية وهما كان نوع العمل المتوجب عليهم فلا يمكن إلا أن يكون هناك تعاقد تم التوقيع عليه مثل المسؤولية القانونية وعقد تأمين إذ لا يمكن أن نتوجه نحو أي منطقة من العالم وأن نقوم بمثل هذا النوع من العمل إلا أن يكون منظما ومخططا له مسبقا وأن على المنظمة واجبا أن تنسق مع الحكومة والمنظمة الإنسانية المحلية لتفادي هذا النوع من المآسي".

ما يقوم به الشباب من عمل اندفاعي إنساني يشكرون عليه لكن أن يتوجهوا مندفعين بآراء نبيلة في مناطق إفريقية لا تخضع لسلطة معرضين حياتهم للخطر ليس المرتجى ما رأيك؟

"ليست كل إفريقيا العمال الإنسانيون معرضون للخطر أو العمل الإنساني لكن في غرب إفريقيا وما حدث في مالي وفي ليبيا ومستوى التسلح المنتشر هنا والتنظيم المسلح للدولة الإسلامية والقاعدة ومنظمة بوكو حرام إذا لا يمكننا ممارسة العمل الإنساني دون تنظيم مسبق للعمل الإنساني الذي سنقوم به والوضع المحيط به"

استمعوا

راديو كندا/راديو كندا الدولي