الرئيس الأميركي دونالد ترامب (إلى اليسار) في دردشة مع نظيره التركي رجب طيّب أردوغان في 11 تموز (يوليو) الفائت عند افتتاح قمة منظمة حلف شمال الأطلسي في بروكسل (Ludovic Marin / Reuters)

ما أسباب التصعيد الكلامي بين واشنطن وأنقرة وأبعاده؟

هدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس بـ"تدمير تركيا اقتصادياً إذا هاجمت الأكراد" في سوريا بعد انسحاب القوات الأميركية من هناك، وحثّ من جهة أُخرى القوات الكردية على عدم "استفزاز" تركيا. كما دعا ترامب إلى إنشاء "منطقة آمنة" في سوريا على الحدود مع تركيا، لكنه لم يحدد موقعها.

واليوم ردّ وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو على التهديد الأميركي بالقول "أبلغنا واشنطن بأن تركيا لا تهاب أي تهديد، ولا يمكن بلوغ الغايات عبر التهديدات الاقتصادية"، مضيفاً أن "الشركاء الاستراتيجيين لا يتحدثون عبر وسائل التواصل الاجتماعي".

ورأى جاويش أوغلو أن ترامب "يخضع لضغوط من أجهزته الأمنية بعد إعلانه قرار الانسحاب من سوريا"، واعتبر أن اقتراح الرئيس الأميركي إنشاء "منطقة آمنة" في شمال سوريا جاء بعد رؤيته "عزم وإصرار" تركيا، لافتاً إلى "عدم معارضة أنقرة لهذه الخطوة مبدئياً".

وقبل انزعاجها أمس من كلام ترامب، انزعجت أنقرة أيضاً الأسبوع الماضي من كلام مستشاره للأمن القومي جون بولتون عن ضرورة عدم تعريض الأكراد في سوريا للأذى بعد انسحاب الجيش الأميركي.

وفي سياق متصل أعلنت "هيئة تحرير الشام" ("جبهة النصرة" سابقاً) تأييدها لهجومٍ على المقاتلين الأكراد، إذ قال قائدها العام أبو محمد الجولاني في مقابلة نُشرت اليوم إن الهيئة ترى "’’حزب العمال الكردستاني‘‘ عدواً للثورة (السورية) ويستولي على مناطق يقطن فيها عدد كبير من العرب السنة".

وأضاف الجولاني رداً على سؤال حول هجوم تركي محتمل على القوات الكردية شرق الفرات "نحن مع توجه أن تُحرَّر هذه المنطقة من ’’حزب العمال الكردستاني‘‘، ولا يمكن أن نكون نحن من يعيق مثل هكذا عمل ضد عدوٍ من أعداء الثورة".

وتسيطر هيئة تحرير الشام على الجزء الأكبر من محافظة إدلب في شمال غرب سوريا وعلى مناطق محاذية لها، وتضم المناطقُ التي تسيطر عليها نقاطَ مراقبة تركية.

مواطنون سوريون وجنود أميركيون في محافظة الحسكة المحاذية للحدود مع تركيا في شمال شرق سوريا والواقعة تحت سيطرة "قوات سوريا الديمقراطية" التي تشكل القوات الكردية عمودها الفقري، في صورة مأخوذة يوم الأحد 4 تشرين الثاني (نوفمبر) 2018 (رودي سعيد / رويترز)

يُشار إلى أن المسؤولين الأتراك، وفي طليعتهم الرئيس رجب طيّب أردوغان، صرحوا مرات عدة أن بلادهم ستقضي على "وحدات حماية الشعب" (YPG) الكردية التي تشكّل العمود الفقري لـ"قوات سوريا الديموقراطية" المكوّنة من مقاتلين أكراد وعرب والمسيطرة على شمال سوريا إلى الشرق من الفرات.

وتعتبر أنقرة "وحدات حماية الشعب" تنظيماً إرهابياً يشكل امتداداً لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK) المحظور في تركيا.

قبل أقل من شهر بدا وكأن الرئيس الأميركي قد تخلى عن أكراد سوريا عند إعلانه المفاجئ عن سحب الجنود الأميركيين من سوريا والذي تلا حديث هاتفي بينه وبين الرئيس التركي. فما أسباب التصعيد الكلامي الجديد بين واشنطن وأنقرة وما هي أبعاده؟ تناولتُ الموضوع في حديث مع رئيس "المنتدى الديمقراطي السوري الكندي" والمدير العام لـ"منظمة مسار من أجل الديمقراطية والحداثة" في مونتريال، الناشط الكندي السوري الأستاذ عماد الظواهرة.

(أ ف ب / سي ان ان / العربية / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.