رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو متحدثاً في مجلس العموم (Adrian Wyld / CP)

هل من توظيف سياسي لقضية رهف القنون من قبل الحكومة الكندية؟ وكيف سترد السعودية؟

منحت السلطات الكندية حق اللجوء لرهف محمد القنون فور وصولها إلى كندا يوم السبت الفائت. وبالتالي لم يكن على الشابة السعودية تقديم طلب لجوء وانتظار فترة قد تمتد سنوات لحين دراسته من قبل سلطات اللجوء الكندية وإصدارها قراراً بشأنه وفق الأنظمة المتّبعة.

واستقبلت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند بنفسها الشابة البالغة من العمر ثمانية عشر عاماً في مطار بيرسون الدولي في تورونتو واصفةً إياها بـ"الكندية الجديدة الشجاعة".

ووصلت الشابة السعودية إلى كندا جواً قادمة من تايلاند، عن طريق كوريا الجنوبية، وبعد استجابة السلطات الكندية لطلب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة باستقبالها.

وقال رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو يوم الجمعة "عمِلنا مع حلفائنا، ومن ضمنهم الأمم المتحدة، لإيجاد حل لوضعها، وطلبت منا الأمم المتحدة منح حق اللجوء للآنسة القنون، وهو ما استجبنا له. إذاً بإمكاني أن أؤكد أن كندا ستمنح حق اللجوء للآنسة القنون".

الشابة السعودية رهف محمد القنون متوجهةً اليوم إلى وسائل الإعلام من مركز تربوي تابع لمنظمة "كوستي" الكندية غير الحكومية في تورونتو التي تتكفّل بتقديم المساعدة لها ويبدو خلفها العلم الكندي (Mark Blinch / Reuters)

وتقول رهف محمد القنون إنها هربت من أسرتها بسبب تعنيف أهلها لها وسعيهم لتزويجها رَغماً عن إرادتها، وتؤكد أنها تخلت عن الدين الإسلامي. ونفت أسرتها هذه الاتهامات وأعلنت تبرؤَها منها.

وجاء قرار كندا منحَ اللجوء للشابة السعودية في وقت تجتاز فيه العلاقات الكندية السعودية أزمة كبيرة منذ أن حثت كندا في آب (أغسطس) الفائت "السلطات السعودية على الإفراج فوراً" عن ناشطين حقوقيين سعوديين، الأمر الذي اعتبرته السعودية تدخلاً سافراً في شؤونها، فاستدعت سفيرها لدى كندا واعتبرت سفير كندا لديها "شخصاً غير مرغوبٍ به" وأعلنت عن حزمة عقوبات ضد كندا.

ولم يصدر بعد أي تعليق سعودي رسمي على منح كندا حق اللجوء للشابة السعودية.

وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (رويترز)

لكنّ مواقع التواصل الاجتماعي تحفل بتعليقات من شتى الألوان، وهناك تغريدة على موقع "تويتر" من رئيس "لجنة العلاقات العامة الأميركية السعودية" (SAPRAC) سلمان الأنصاري تلفت الانتباه. يقول الأنصاري في تغريدته التي أرسل نسخة منها إلى السفارة الكندية في السعودية، "إلى أصدقائنا الكنديين: سياسات كريستيا فريلاند وجوستان ترودو الاستفزازية وغير الناضجة ضد أكبر دولة في الشرق الأوسط وقلب العالم العربي والإسلامي، المملكة العربية السعودية، قد تدفع بدول عربية وإسلامية رئيسية لإعادة النظر في علاقاتها مع كندا".

ما تفسير أسلوب تعاطي الحكومة الكندية مع قضية رهف محمد القنون؟ هل من توظيف سياسي لهذه القضية قبل شهر من انتخابات فدرالية فرعية وتسعة أشهر من انتخابات فدرالية عامة؟ وهل سترد المملكة السعودية وكيف؟ محاور تناولتُها في حديث أجريته اليوم مع أستاذ التخطيط الاستراتيجي في جامعة أوتاوا البروفيسور نور القادري.

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.