يتطلب إطعام 10 مليارات شخص بشكل صحيح بحلول عام 2050 دون تدمير النظم البيئية تحولا عميقا في نظامنا الغذائي وممارساتنا الزراعية. هذه النتيجة ليست جديدة، ولكن دراسة دولية واسعة نشرت في المجلة الطبية "ذي لانست" The Lancet تشرح بالتفصيل الجهود الجماعية التي ستكون ضرورية لتحقيقها.
ولتفادي الاختلال المناخي، فإن الحدّ من الاعتماد على الوقود الأحفوري لن يكون كافيا للوصول إلى هذا الهدف لأن من 20 إلى 30٪ من الانبعاثات العالمية لغازات الاحتباس الحراري تأتي من الإنتاج الغذائي.
وتمثل الزراعة 80٪ من الاستهلاك العالمي للمياه، وهي مياه ملوثة بشكل متزايد بالأسمدة مثل النترات والفوسفات.
وكُلِّف العلماء الأربعون الذين شاركوا في الدراسة EAT-Lancet باقتراح نظام غذائي يتوافق مع القدرة العالمية لإنتاج الغذاء.
وتمثلت توصيتهم الرئيسية في اقتراح خفض متوسط استهلاك السكر واللحوم الحمراء ومضاعفة الاستهلاك اليومي من الفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات.
"الطريقة التي حوّلنا بها الاطعمة التي نأكلها هي السبب الرئيسي للسمنة في أمريكا الشمالية ومرض السكري والسكتات القلبية." ، فابريس دي كليرك ، مدير الأبحاث في مؤسسة إيت EAT النرويجية
وهذا النظام الغذائي لا يتطلب القضاء على اللحوم ، لكنه يتطلب زيادة كبيرة في تناول البروتين النباتي. ويقترح على وجه التحديد تناول 200 غرام من اللحوم الحمراء ولحم الخنزير في الأسبوع كحد أقصى، وهو ما يقل 6.5 مرات عن متوسط الاستهلاك الحالي في أمريكا الشمالية.
ووفقا للتقرير، فإن اعتماد النظام الغذائي المقترح يقلل من السكري من النوع الثاني بنسبة تتراوح بين17 و 42% والوفيات الناجمة عن أمراض القلب والشرايين بنسبة تتراوح بين 21 و 30٪.

أوصت الدراسة بمضاعفة الاستهلاك اليومي من الفواكه والخضروات والمكسرات والبقوليات - Ted Dillon/CBC
ويدرك معدّو الدراسة أنهم سيواجهون لوبي المنتجين الزراعيين والعاملين في صناعة الأغذية وشركات البذور ومنتجي الأسمدة بالإضافة إلى ضرورة إقناع الجمهور، وفقا للملاحظين، لأن هذا الوسط فيه الكثير من الشركات متعددة الجنسيات ذات النفوذ. وهذه الأخيرة ليس لديها أي مصلحة في تغيير نموذج الإنتاج.
ولتحقيق ذلك يعتقد فابريس دوكليرك، مدير الأبحاث في مؤسسة EAT إيت النرويجية، أنه على الحكومات أن تعيد النظربدقة في سياساتها الزراعية لأنه من غير المنطقي مواصلة دعم الممارسات التي تضر البيئة والصحة العامة.
ويعترف معدّو الدراسة بأن التغيير المقترح جذري ، لكنهم يأملون أن تساعد المكاسب التي قد يجلبها النظام الغذائي إلى الصحة على إقناع الجمهور والسياسيين بمزاياها.
"قدّر أحد زملائنا أن الانتقال إلى التغذية الصحية من شأنه أن يقلل ميزانية الصحة العامة في الولايات المتحدة بمقدار 130 مليار دولار سنوياً."، كما أضاف فابريس دي كليرك ، مدير الأبحاث في مؤسسة EAT النرويجية.
ومن جانبه يرى سيباستيان ريو رئيس كرسي أبحاث كندا في الاقتصاد الغذائي في جامعة مونتريال أنه من المتوقّع أن تكون هناك بعض المقاومة لأن "اعتماد زراعة تحترم البيئة سيؤدي إلى ارتفاع في أسعارالمنتجات الزراعية."
ومع ذلك، يعتقد الباحث أن مثل هذا الاختيار ممكن وهوقبل كل شيء ضروري.
استمعوا'' من الثابت والمبرهَن عليه أن النماذج البديلة من زراعة مستدامة ومتكاملة، هي في الواقع أكثر انتاجية و تحمي التنوع البيولوجي في نفس الوقت."، سيباستيان ريو رئيس كرسي أبحاث كندا في الاقتصاد الغذائي في جامعة مونتريال
(راديو كندا الدولي/سي بي سي )
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.