دعا أمس وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من مدينة كربلاء المقدّسة لدى المسلمين الشيعة إلى إيكال مهمة إعادة بناء العراق إلى مؤسسات إيرانية. وهو أعرب اليوم من مدينة النجف، المقدّسة هي الأخرى لدى المسلمين الشيعة، عن استعداد بلاده للتعاون في المجال النووي مع العراق وفقاً للمعايير الدولية المرعية.
وأمس في كربلاء وجّه وزير الخارجية الإيراني التحية إلى قوات "الحشد الشعبي"، وقال متوجهاً إلى عدد من قادتها إن "الولايات المتحدة لم تهزم تنظيم ’’الدولة الإسلامية‘‘ (’’داعش‘‘) إنما أنتم من ألحق به الهزيمة".
ومن جهته قال القيادي في قوات الحشد الشعبي أبو عمار الجبوري إن "السبب الرئيسي لصمود العراق بوجه الإرهاب هو وقوف إيران إلى جانبه"، مضيفاً أن "لا أحد" في العراق يريد التدخل الأميركي في شؤونه.
وتتبع قوات الحشد الشعبي رسمياً القوات المسلحة العراقية وتتكوّن من مواطنين حملوا السلاح ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح إضافةً إلى ميليشيات مسلحة وممولة من إيران، ومن هنا الإشكالية التي تمثلها بنظر حلفاء بغداد الغربيين وفي طليعتهم الولايات المتحدة.
وتشاركت القوات المسلحة العراقية وقوات الحشد الشعبي وقوات البشمركة التابعة لإقليم كردستان العراق في استعادة المدن والمناطق العراقية التي سيطر تنظيم "الدولة الإسلامية" في معارك امتدت على ثلاث سنوات، منذ صيف عام 2014. وتلقت هذه القوات دعماً واسعاً من طيران التحالف ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" الذي تقوده الولايات المتحدة.
أم وولداها يجتازون شارعاً في غرب الموصل في تموز (يوليو) 2017 وتبدو فيه بعض من آثار معركة استعادة المدينة من قبضة تنظيم "الدولة الإسلامية" المسلح ("داعش") / صهيب سالم / رويترز
وتُقدَّر تكلفة إعادة بناء العراق بـ88 مليار دولار أميركي.
هل يشهد العراق بداية "حرب" إيرانية أميركية حول إعادة إعماره؟ طرحتُ السؤال على البروفيسور المتقاعد علي الشيخ حسين الساعدي. والدكتور الساعدي درّس القانون والاقتصاد في وطنه الأم، العراق، وفي اليمن وليبيا، قبل أن يستقرّ في وطنه الجديد، كندا، قبل نحو ست سنوات.
(أ ف ب / راديو كندا الدولي)
رابط ذو صلة:
العراق وتحديات إعادة الإعمار والقضاء على الفساد
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.