مع اقتراب الذكرى الثانية للاعتداء المسلّح الذي استهدف مسجد كيبيك الكبير، وجّه بوجلفة بن عبدالله رئيس المركز الاسلامي في كيبيك رسالة إلى رئيس الحكومة الكيبيكيّة فرانسوا لوغو بشأن سجلّ الأسلحة في المقاطعة.
واعرب رئيس المركز في رسالته عن ارتياحه لالتزام لوغو بتعهّداته الانتخابيّة في ما يخصّ ضمان احترام القانون الذي دخل حيّز التطبيق نهاية شهر شباط فبراير الماضي 2018، والذي يعطي مالكي الأسلحة مهلة حتّى نهاية شباط فبراير المقبل لتسجيل أسلحتهم.
وتدعو الرسالة حكومة كيبيك إلى تحسين عمليّة منح رخصة حيازة السلاح و"تأطير التدقيق في السوابق لتجنّب المآسي".
وتشير الرسالة إلى أنّ الكساندر بيسونيت الذي أدين بتنفيذ الاعتداء على المسجد الكبير كان من أصحاب السوابق المرتبطة بالاضطرابات العقليّة، ولكنّ شرطة كيبيك لم تحقّق فيها حسبما ورد فيها.
يقول الأستاذ محمّد لعبيدي الرئيس السابق وعضو مجلس الادارة الحالي في المركز الاسلامي في كيبيك إنّ الرسالة تدعو الحكومة لأن تأخذ بعين الاعتبار الماضي الشخصي لمالكي الأسلحة، وخاصّة الذين تعرّضوا لأمراض نفسيّة.

شرطة كيبيك في موقع الاعتداء المسلّح على المسجد الكبير في 29-01-2017/Radio-Canada/Maxime Corneau
وكانت لألكساندر بيسونيت، منفّذ الاعتداء على مسجد كيبيك الكبير سوابق في الامراض النفسيّة، وينبغي على الحكومة التحرّي بشأن كلّ الذين يطلبون رخصة لاقتناء الأسلحة الناريّة، والتأكّد بأنّهم ليسوا من أصحاب السوابق في هذا المجال كما يقول الأستاذ محمّد لعبيدي في حديثي معه.
ويضيف مؤكّدا أنّ مسؤولي المركز الاسلامي في كيبيك لمسوا أثناء محاكمة الكساندر بيسونيت أهميّة التحقيق في هذه السوابق.
وكان بيسونيت قد أطلق النار على المصلّين في مسجد كيبيك الكبير في 29 كانون الثاني 2017، وأوقع 6 قتلى وعددا من الجرحى في صفوفهم.
ومع اقتراب الذكرى الثانية للاعتداء، تتجدّد آلام العائلات التي فقدت أبناءها كما تتجدّد آلام أبناء الجالية المسلمة في كيبيك، ولكنّ الأمل في أن تكون الذكرى فرصة لتجاوز الصعاب وتحقيق كلّ ما يفيد المجتمع المدني بصفة عامّة والجالية الاسلاميّة بصورة خاصّة كما يقول الأستاذ محمّد لعبيدي.

المركز الاسلامي في كيبيك برئاسة بوفلجة بن عبدالله دعا حكومة كيبيك إلى تأطير منح رخص اقتناء السلاح في إطار القانون المتعلّق بتسجيل الأسلحة الفرديّة في المقاطعة/Radio-Canada
ويدعو إلى أخذ الدروس والعبر من هذه الحادثة الاليمة كي لا تمرّ مرور الكرام، ويضيف بأنّ الكلّ يثمّن موجة التضامن مع الجاليات الاسلاميّة في كيبيك بعد وقوع الحادثة، ويضيف بأنّ المساعي مستمرّة للمزيد من الترابط مع المجتمع الكيبيكي والكندي.
ويشير إلى أنّه عندما تقع حوادث تطرّف حول العالم، ينبغي عدم وضع كلّ المسلمين في السلّة نفسها، وقد أظهر التعامل مع أحداث كيبيك أنّ الجالية المسلمة في المدينة والجاليات المسلمة في كندا، تعاطفوا بشكل حضاري مع المنكوبين، ومع الذين أصابتهم الحادثّة الأليمة، دون أيّ دعوة للتشفّي أو الأخذ بالثأر أو أساليب العنف التي "نرفضها رفضا قاطعا" كما قال الرئيس السابق وعضو مجلس الادارة الحالي في المركز لاسلامي في كيبيك الأستاذ محمّد لعبيدي.
والتفاهم متبادل حسب قوله، وقد تفهّمت الجالية التعاطف الكبير من مقاطعة كيبيك وكامل أنحاء كندا، للظرف الأليم ورمزيّته لا سيّما أنّ الاعتداء استهدف مكانا مقدّسا لا يمكن المساس به.
ويؤكّد الأستاذ لعبيدي في ختام حديثه للقسم العربي على أهميّة التفاهم بين جميع أطراف المجتمع الكندي من أجل تأسيس مجتمع يسود السلام والأمن بين جميع مكوّناته، ويشير إلى أنّ المركز الاسلامي منفتح على كلّ المبادرات من أجل هذه الغاية.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.