اوتاوا: المعارضة تصوّب سهامها نحو الحكومة في هذه السنة الانتخابيّة

افتتح مجلس العموم الكندي دورته العاديّة في الثامن والعشرين من كانون الثاني يناير الفائت، وهي الدورة الأخيرة قبل موعد الانتخابات التشريعيّة الفدراليّة التي ستجري في الحادي والعشرين من تشرين الأوّل أكتوبر المقبل.

ورغم أنّ موعد الانتخابات ما زال بعيدا نسبيّا وتفصلنا عنه بضعة أشهر، إلاّ أنّ الأحزاب الكنديّة بأكملها تعمل وكأنّها في حملة انتخابيّة غير معلنة وسابقة لأوانها.

فقد عقد رئيس الحكومة وزعيم الحزب الليبرالي جوستان ترودو خلوة مع اعضاء حكومته لمدّة ثلاثة أيّام للبحث في عدد من الملفّات قبل افتتاح الدورة البرلمانيّة، كما عقد اندرو شير زعيم حزب المحافظين الذي يشكّل المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي، لقاءات طوال ثلاثة أيّام مع نوّاب حزبه ومرشّحيه للانتخابات الفدراليّة المقبلة.

ويوجّه حزب المعارضة سهامه نحو الحكومة الليبراليّة، وقد اعتبر اندرو شير بأنّها فشلت في سياستها الماليّة.

وحذّر الكنديّين من أنّهم  في حال أعادوا انتخاب اللّبراليّين بزعامة جوستان ترودو، سيدفعون ضرائب ورسوما اكثر ممّا كانوا يدفعونه في ظلّ حكومة المحافظين السابقة برئاسة ستيفن هاربر.

وعبّر اندرو شير عن ارتياحه لأداء حزبه، مشيرا إلى أنّ لديه حتّى الآن 110 مرشّحين للانتخابات المقبلة، شاركوا في اللّقاء وفي لقاءات تحضيريّة استعدادا للانتخابات.

كما أنّ حملة الحزب لجمع التبرّعات كانت مثمرة ، وتمكّن من جمع ما يزيد على 7 ملايين دولار خلال الأشهر الثلاثة الأخيرة من العام 2018، لتتجاوز الحصيلة 24 مليون دولار، وهي أفضل نتيجة يحقّقها المحافظون خلال سنة لا تجري فيها انتخابات.

وجمع الحزب الليبرالي الحاكم 6،4 مليون دولار خلال الفصل الأخير من العام الفائت، ليصل مجموع ما جمعه من التبرّعات إلى 16،6مليون دولار.

وتعهّد أندرو شير في حال انتخابه، بإعادة التوازن إلى موازنة الحكومة والقضاء على العجز، وانتقد العجز المتراكم في الموازنة في حكومة جوستان ترودو.

"من يستمع إلى حكومة جوستان ترودو الليبراليّة يعتقد أنّ كلّ شيء يسير على ما يرام، ومن يستمع إليه يعتقد أنّه لا توجد مشاكل في كندا، ما يدفعنا لنتساءل لمن يتوجّه جوستان ترودو ليصدّق كلّ ما يقوله رئيس الحكومة": اندرو شير زعيم حزب المحافظين الكندي.

ويسعى المحافظون للتركيز على الضرائب والرسوم وعلى أنّها ستستمرّ في الارتفاع في حال إعادة انتخاب الليبراليّين.

ولكنّ الحجج التي يستندون إليها لا تعكس إلاّ جزءا من الواقع حسب تقرير أعدّه تلفزيون راديو كندا.

ويقول المحافظون إنّ 80 بالمئة من العائلات الكنديّة المتوسّطة تدفع ضرائب أكثر في عهد حكومة جوستان ترودو الليبراليّة.

ويذهب حزب المعارضة إلى حدّ تحديد متوسّط  قيمة الضرائب الاضافيّة بـ840 دولارا في السنة، ويشيرون إلى أنّ الكنديّين يدفعون ضرائب أكثر ممّا يتلقّون بالمقابل.

وقد صدرت الدراسة التي استند إليها حزب المحافظين عام 2017 عن معهد فرايزر للأبحاث، ولم يُشر المحافظون إلى أنّ الدراسة المذكورة أغفلت ذكر العلاوة المدفوعة للأطفال التي وضعها الليبراليّون ودخلت حيّز التطبيق اعتبارا من العام 2016  .

وينفي جيرار دلتيل النائب عن حزب المحافظين عن دائرة لويس سان لوران أن يكون المحافظون قد موّهوا الحقيقة، ويقول إنّ الحزب سيستمرّ على خطّه وإنّ الاستناد إلى دراسة يقوم بها معهد مستقلّ غير مرتبط بأيّ حزب يعطي سلطة أكبر للدراسة كما قال.

وثمّة دراسات أخرى وأرقام أخرى وملفّات أخرى تختلف قراءة الأحزاب لها، ويسعى كلّ منها لاستهداف الآخر في نقاط ضعفه ، وهذا ما يفعله أيضا الحزب اللّيبرالي.

"لقد انتخبنا الكنديّون وأعطونا السلطة لمواجهة التغيّر المناخي لأنّهم ملّوا الجمود و ملّوا رفض حكومة ستيفان هاربر الاعتراف بوجود التغيّر المناخي، واندرو شير حسبما نرى هو خليفة ستيفن هاربر": جويل لايتباوند النائب الليبرالي في مجلس العموم الكندي.

يبقى أن نشير إلى أنّ أشهرا عديدة تفصلنا عن الانتخابات ولكنّنا سنكون في أجوائها منذ الآن على ما يبدو.

(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)

استمعوا