تنعقد الأيام العالمية بدون هاتف محمول بين 6 و 8 فبراير شباط من كلّ عام منذ 2001. وخلال هذه الأيام الثلاثة، يتم دعوة الجمهور إلى إغلاق هاتفه المحمول والتفكير في علاقته مع هذه الأجهزة الالكترونية.
وتُظهر البيانات التي قدمتها اللجنة الكندية للإذاعة والتلفزيون والاتصالات (CRTC) أن الهواتف الذكية تلعب دوراً رئيسياً في حياة الكنديين.
فحوالي 86 ٪ من الكنديين يمتلكون هاتفا محمولا. و 72٪ منهم يستخدمونه للاتصال بالإنترنت. و74٪ من الكنديين يقضون من 3 إلى 4 ساعات يوميًا على الإنترنت على جميع الأجهزة.
ويقول ستيف جوردنز، أستاذ علم النفس ومدير مختبر تكنولوجيا التعليم المتقدم في جامعة تورنتو :" حاول التخلص من هاتفك المحمول لمدة ثلاثة أيام، وستدرك مدى صعوبة أو استحالة ذلك."
"نحن نعتمد بشكل جماعي على تكنولوجيا الهاتف المحمول. إذا كان بعض الناس قادرين على التعامل مع هذا النوع من الإدمان بشكل سليم، فالكثير منهم تنتابه مشاعر سلبية مثل القلق أوالهوس في حالة ما إذا حُرموا من هواتفهم."، وفقا له.
و يضيف أن هناك أوجه تشابه بين الأحاسيس التي تنتج عن استخدام الهاتف الذكي وآلة القمار.
وفي كيبيك، تنظم جمعية لو غران شومان لقاءات لا تُستعمل فيها الهواتف المحمولة خلال ساعتين. وتُمكّن هذه التجربة المشاركين من معرفة درجة إدمانهم السيبراني والتفكير في تفشّي انتشار التكنولوجيا في حياتنا وفي حياة أطفالنا.
"المشكلة ليست في الهاتف المحمول بذاته، ولكنها تكمن في سهولة الوصول إلى التطبيقات التي تم تصميمها كي تُستخدم بشكل إلزامي".، ميغيل تيريو، منسق الخدمات المهنية في جمعية لو غران شومان
وأوضح هذا الأخير أن على الأولياء أن يكونوا قدوة لأطفالهم في الاستخدام السليم لهواتفهم الذكية.
"يمكننا التعرف على الطفل الذي يعاني من الادمان السيبراني إذا كان يفتقد للتركيز أو ذا مزاج عصبي إذا تم قطعه عن الإنترنت أوعن ألعاب الفيديو. وقد يصل الأمر إلى العزلة والتغيّب عن المدرسة ."، حسب ميغيل تيريو، منسق الخدمات المهنية في جمعية لو غران شومان
ويتأسّف ستيف جوردنز، أستاذ علم النفس، لعدم قدرة الانسان على التخلص من الهاتف ولو لبضع ساعات.
" قد يكون للابتعاد عن الهواتف المحمولة آثار مفيدة على الفور، لكنّ السلوكيات الإدمانية تعو بسرعة بمجرد أن ينتهي الفطام."، وفقا له.
ومع ذلك، فهو يعترف بأن هذه الخطوات يمكن أن تساعد بعض الناس على إدراك العلاقة الإشكالية التي لديهم مع هواتفهم. وينصح بتعلم السيطرة على إدمانهم بدلا من الامتناع بشكل كامل.
وردا على سؤال حول نجاعة الأيام دون استخدام الهاتف أو "علاجات الانفصال" التي يمكن أن تستمر لبضعة أسابيع، شكّكت ديان باكوم ،أستاذة علم الاجتماع في جامعة أوتاوا، في فعاليتها.
"إنها فكرة رائعة ، لكنني متشككة في نتائجها الفعلية ."، كما تقول.
ولا تعتقد ديان باكوم أن هذه الأيام كافية للتخلص من الهواتف الذكية نهائيا والرجوع إلى وسائل الاتصال الكلاسيكية.
استمعوا"لقد وقع جيل كامل في شباك ادمان الهواتف الذكية. فهي تشكل امتدادا لأجسامهم . أصبحت مثل الكهرباء لا يمكنهم العيش من دونها!"، ديان باكوم ، أستاذة علم الاجتماع في جامعة أوتاوا
(راديو كندا)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.