الرئيس السابق لـ"المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك" محمد العبيدي معلقاً من قاعة المحكمة في مدينة كيبيك على الحكم الصادر بحق أليكساندر بيسونيت، منفّذ الهجوم الدامي على المسجد التابع للمركز في كانون الثاني (يناير) 2017، عقب صدور الحكم في 8 شباط (فبراير) الجاري، ويقف إلى جانبه الرئيس الحالي للمركز بوفلجة بن عبدالله (Jacques Boissinot / PC)

قراءة في رد فعل “المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك” على الحكم بحق أليكساندر بيسونيت

الكاتب الكندي السوري حسّان جمالي / Courtesy of Hassan Jamali

هل "المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك" محق في استيائه من الحكم الصادر يوم الجمعة الفائت بحق أليكساندر بيسونيت، منفّذ الهجوم الدامي على المسجد التابع له في 29 كانون الثاني (يناير) 2017؟ وهل بالغ المركز في التعبير عن هذا الاستياء؟

ضيفي الدكتور حسّان جمالي هو من بين الذين يعتقدون ذلك، ونشر اليوم مقالاً على موقع "فيسبوك" للتواصل بعنوان "يعتريني الخجل يا أبناء ديني الأعزاء!".

يُذكر أن القاضي فرانسوا هويوت حكم على بيسونيت بالسجن المؤبد، دون إمكانية الإفراج المشروط عنه قبل 40 عاماً، بعد إدانته بست تهم بالقتل العمد وست تهم أُخرى بمحاولة القتل. وهذه من أشد العقوبات الصادرة في كندا منذ إلغاء عقوبة الإعدام فيها عام 1976.

في مقالته يشير حسّان جمالي إلى خيبة المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك من الحكم الذي أصدره القاضي هويوت، إذ كان يتوقع عقوبة أقسى، وإلى خشية المركز من ألّا تردع هذه العقوبة غير الكافية بنظره أشخاصاً آخرين عن ارتكاب جرائم مماثلة في المستقبل، وإلى استيائه من عدم اعتبار القاضي جريمة المسجد عملاً إرهابياً. ويعتبر جمالي أن المركز الثقافي الإسلامي لم يُعر أهمية كافية لمبدأ إعادة تأهيل السجين المدان بجريمة.

يُشار إلى أن القاضي هويوت رأى في حكمه أن دوافع بيسونيت لارتكاب جريمة المسجد لا تتوافق مع تحديد مفهوم الإرهاب في القانون الجنائي الكندي.

يُذكر أنه في اليوم التالي لصدور الحكم، أي في 9 شباط (فبراير) الجاري، حرص رئيس المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك بوفلجة بن عبدالله على التأكيد على أن المركز والمسلمين في مقاطعة كيبيك غير غاضبين من "المجتمع" في مقاطعة كيبيك وكندا، وأنهم أيضاً لا يريدون من هذا المجتمع أن يكون غاضباً منهم بسبب "خيبة أملهم الشديدة" من الحكم الصادر بحق بيسونيت والتي عبّروا عنها بانفعال في قاعة المحكمة عقب صدور الحكم.

زهور وشموع وُضعت قرب المركز الثقافي الإسلامي في مدينة كيبيك في أعقاب الاعتداء الدامي الذي تعرض له في 29 كانون الثاني (يناير) 2017، تضامناً مع أسر الضحايا ومسلمي المدينة ومقاطعة كيبيك / Radio-Canada / Maxime Corneau

حاورتُ ضيفي الدكتور حسّان جمالي حول رأيه في رد فعل المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك على الحكم الصادر بحق أليكساندر بيسونيت.

وحسّان جمالي مدرّس متقاعد، كندي سوري المولد، يقيم في مقاطعة كيبيك منذ أكثر من أربعة عقود، وهو كاتب يتناول في كتبه ومقالاته مواضيع الدين والمجتمع وتحديات اندماج المهاجرين العرب والمسلمين في المجتمع الكندي، وبشكل خاص في المجتمع الكيبيكي، وله مؤلفات عديدة في هذا المجال من بينها "مسلم في الغرب" باللغة العربية و"القرآن والانحراف السياسي" بالفرنسية و"النجاح في كيبيك – دليل الدراسات والمهن للمهاجرين"، كما شارك في وضع كتاب "الإسلاموفوبيا" بالفرنسية.

رابط ذو صلة:
المركز الإسلامي في كيبيك: رسالة إلى رئيس الحكومة فرانسوا لوغو

استمعوا
فئة:مجتمع
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.