احتشد عشرات الأشخاص يوم الخميس من الاسبوع الماضي بينهم أطفال أمام مقّر السفارة الكندية في الرباط العاصمة المغربية للاحتجاج على مشروع القانون الرقم 9 حول الهجرة الذي قدّمته حكومة كيبيك مؤخرا.
وتجدر الإشارة إلى أن حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك بزعامة فرنسوا لوغو كانت قد قدّمت هذا المشروع يوم السابع من شباط/فبراير الماضي. ويهدف هذا الأخير إلى اختيار المهاجرين إلى كيبيك من معيار حاجات سوق العمل واتقان طالبي الهجرة للغة الفرنسية. وبعد أيام على تقديم وزير الهجرة في كيبيك سيمون جولييت باريت لمشروع القانون تمَّ تعليق 18 ألف طلب هجرة إلى كيبيك.
وتقول حكومة كيبيك بأن هؤلاء وكل طالب هجرة جديد إلى كيبيك سيخضع طلبه لبرنامج العمال المهرة "ARRIMA" الذي وضعته حكومة المقاطعة المحلية في مطلع شهر آب/أغسطس الماضي.
في الرباط، أمام مقّر السفارة الكندية احتشد عدد من العائلات التي تكبدت الخسارة المادية والجسدية في انتظار موافقة السلطات الكندية على طلبهم بالهجرة إلى مقاطعة كيبيك وهم في عداد أكثر من 50 ألف شخص علّقت طلباتهم مؤخرا بسبب مشروع القانون 9.
وقد رفع المشاركون في التجمع يافطات تندد بمشروع القانون نقرأ منها: أرواحنا وحياتنا ترمى بسلة المهملات...وقيمنا أيضا، أشعر بأنني تعرّضت للخيانة...وقد حمل طفل يافطة كتب عليها: عمري 3 سنوات وهو عمر حلم أهلي بالذهاب إلى كندا.
هذا وسلّم المحتشدون للمسؤولين في السفارة الكندية خطابا موجها إلى رئيس الوزراء الكندي جوستان ترودو مما جاء فيه: نتوّجه إليك بحرقة قلب وخيبة أمل كبيرة أصابتنا بفعل القرار غير الانساني الذي يتعارض مع نبل القيم في المجتمع الكندي.
أحاور اليوم السيد أيوب عيروط من مدينة الدار البيضاء الذي شارك في التحرّك مؤخرا في الرباط ونتعرف إلى قصته كاملة منذ تاريخ تقديمه أول طلب للهجرة إلى كندا قبل نحو خمس سنوات عندما كان في مطلع الثلاثينيات من العمر.

الطفل لقمان أيوب عيروط (3 سنوات) يحمل يافطة كتب عليها: أشعر بأنني تعرّضت للخيانة/حقوق الصورة: تقدمة السيد أيوب عيروط
أيوب عيروط يحكي عن خيبة أمله وفقدانه الثقة بكندا ويقول بأن الكيل طفح وأنه لم يعد يستطيع الانتظار وأن الوقت ليس لصالحه مع تقدمه بالسن، هو الذي حاز على 64 نقطة في ملفه قبل ثلاث سنوات متقدما بخمس نقاط على المعدل المطلوب لقبول طلب الهجرة.
اليوم لا يرغب ايوب عيروط بإعادة ملء استمارة جديدة وإعادة فحص اللغة الفرنسية لأن ذلك يعني سنوات إضافية من الانتظار، هو الذي رفض عروض عمل في الخارج على أمل الهجرة إلى كيبيك وأعد العدة للسفر مع زوجته وطفليه ليجد أحلامه تهوى وتتداعى بين ليلة وضحاها.
المسألة ليست مسألة أوراق واستمارات ورد أموال لأصحابها كما ذكرت حكومة كيبيك بل هي ثلاث سنوات من عمرنا استثمرنا فيها من وقتنا ومجهودنا وكان لدينا أمل بالفوز بمبتغانا.
شعرت بالخيانة وبالخيبة ولكن عندي أمل في أن كيبيك لن تتركنا لأن عدم الانسانية والتمييز والعنصرية لا تشبه كندا وليسوا من قيمها وقيم كيبيك على الإطلاق.
ما الذي يزمع محدثي القيام به اليوم وما هي الخطوات التالية؟
كل التفاصيل في الحوار الذي تستمعون إليه تاليا:
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.