يُتوقَّع أن تزيد التكلفة الإجمالية لطائرات الـ"أف – 18" المستعملة التي اشترتها كندا من أستراليا بنحوٍ من 200 مليون دولار عمّا توقعته وزارة الدفاع الوطني. هذا ما خلَص إليه المدير البرلماني للميزانية الفدرالية إيف جيرو في تقرير جديد كشف عنه اليوم.
فالطائرات الحربية الثماني عشرة التي اشترتها كندا، وتسلمت منها اثنتيْن مؤخراً، لتعزيز سلاحها الجوي وللوفاء بالتزاماتها تجاه منظمة حلف شمال الأطلسي ("ناتو") وقيادة دفاع الفضاء الجوي الأميركية الشمالية (NORAD) معاً، ستكلّف دافعي الضرائب 1,09 مليار دولار على امتداد اثنتيْ عشرة سنة على الأقل، وفق توقعات المدير البرلماني للميزانية، بدلاً من الـ895,5 مليون دولار التي جاءت في تقديرات وزارة الدفاع الوطني، أي أعلى بنحو 22%.
وتشمل التكلفة شراء الطائرات المستعملة من أستراليا وإدخال تعديلات عليها لتتناسب مع المعايير الكندية واستخدامها حتى عام 2032 على الأقل وأخيراً التخلص منها بعد استهلاكها.
المدير البرلماني للميزانية عزا القسم الأكبر من الفارق بين توقعاته وتقديرات وزارة الدفاع إلى تكلفة تحسين قدرات الطائرات، لتتناسب مع المعايير الكندية، وإطالة عمرها. والفارق هنا فقط يبلغ نحواً من 120 مليون دولار.
كما أن عدد ساعات الطيران وارتفاع سعر الوقود هما أيضاً من العوامل التي تساهم في ارتفاع التكلفة الإجمالية.
لكن رغم ذلك يشعر إيف جيرو بالحيْرة إزاء الفارق البالغ نحو 200 مليون دولار.
"لا أستطيع رؤية أسباب جوهرية جعلت الحكومة تقلل تقدير التكلفة بفارق نسبته 22%، باستثناء أنّ تقديراتنا تتجاوز عتبة المليار دولار ’’النفسية‘‘ لتكلفة دورة الحياة للطائرات، وهي ’’عتبة نفسية‘‘ تترك علامة في الأذهان (لدى الرأي العام) عندما نشتري طائرات مستعملة، وقد يكون هذا الأمر قد لعب دوراً عندما قدّمت وزارة الدفاع الوطني تقديراتها لتكلفة الطائرات"، قال المدير البرلماني للميزانية لتلفزيون راديو كندا.

المدير البرلماني للميزانية الفدرالية إيف جيرو (Radio-Canada)
وتكلفة الـ1,09 مليار دولار للطائرات الأسترالية هي وفق التوقعات الأكثر تفاؤلاً التي قدّمها المدير البرلماني للميزانية في تقريره، فتقديراته الأقل ورديةً ترفع التكلفة الإجمالية إلى 1,15 مليار دولار.
والفارق بين توقعات المدير البرلماني للميزانية وتقديرات وزارة الدفاع في حكومة جوستان ترودو الليبرالية فتح الباب مجدداً أمام انتقادات أحزاب المعارضة لخطة شراء هذه الطائرات المستعملة.
وفي هذا الإطار اعتبر حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم أن الحكومة سعت لإخفاء التكلفة الفعلية للطائرات عن المواطنين، وطالب بفتح مناقصة، بشكل فوري وبكل شفافيّة، لشراء طائرات حربية جديدة لتحل مكان الطائرات المتقادمة.
"من المخجل أن الليبراليين لا يشترون فقط طائرات حربية مستعملة لرجالنا ونسائنا الذين يرتدون البزة العسكرية، بل يحاولون أيضاً إخفاء التكلفة الفعلية لهذه الصفقة عن دافعي الضرائب"، قال عضو مجلس العموم عن حزب المحافظين بيار بول هاس، وهو خريج معهد القيادة والأركان التابع للجيش الكندي في كينغستون والمدرسة الحربية في باريس، وكان ناطقاً باسم حزبه لشؤون الدفاع الوطني.
يُشار أخيراً إلى أن كندا على موعد مع انتخابات فدرالية عامة في 21 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
(سي بي سي / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.