قدّمت رئيسة مجلس الخزينة في الحكومة الفدرالية جاين فيلبوت استقالتها من منصبها بعد ظهر اليوم بعد أن فقدت الثقة بحكومة جوستان ترودو الليبرالية بسبب طريقة تعاطي هذه الأخيرة مع قضية "أس أن سي - لافالان"، على حدّ قولها.
وقالت فيلبوت في كتاب استقالتها الموجه إلى رئيس الحكومة إنها بعد "النظر في الأحداث التي هزّت الحكومة الفدرالية في الأسابيع الأخيرة"، خلصت "بعد تفكير عميق" إلى أنه يتوجب عليها الاستقالة من منصبها.
"على الوزير أن يكون جاهزاً دوماً للدفاع علناً عن سائر الوزراء، وعليه أن يعرب عن دعمه للحكومة وسياساتها"، أكدت فيلبوت، مضيفةً أنه "نظراً لهذا التقليد وللظروف السائدة، أصبح متعذراً عليّ أن أواصل مهامي كوزيرة في الحكومة".
وتأتي استقالة فيلبوت بعد نحو ثلاثة أسابيع من استقالة جودي ويلسون رايبولد من حكومة ترودو وبعد خمسة أيام من تأكيد هذه الأخيرة أنها تعرضت لضغوط "متواصلة" و"تهديدات مبطنة" من قبل مكتب ترودو ومحيطه لكي توقف الملاحقة الجنائية عن شركة "أس أن سي - لافالان" عندما كانت وزيرةً للعدل. ووزير العدل في الحكومة الفدرالية هو أيضاً المدعي العام في كندا بموجب النظام القضائي الكندي.
و"أس أن سي - لافالان" من أكبر الشركات العالمية في مجالات الهندسة والبناء وصيانة البنى التحتية وإدارتها، ويقع مقرها الرئيسي في مونتريال، وتواجه تهم فساد ورشاوى متصلة بعقود كانت ترغب بالحصول عليها في ليبيا.

المقر الرئيسي لـ"أس أن سي - لافالان" في مونتريال (أرشيف) / Ryan Remiorz / CP
وبعد تقديم فيلبوت استقالتها، قال أندرو شير، زعيمُ حزب المحافظين الذي يشكل المعارضة الرسمية في مجلس العموم، إن استقالة رئيسة مجلس الخزينة تثبت أنه كان محقاً عندما قال يوم الأربعاء الفائت، عقب إدلاء ويلسون رايبولد بشهادتها أمام اللجنة البرلمانية، إن ترودو "فقدَ السلطة الأخلاقية للحُكم".
وجدّد شير مطالبتَه ترودو بالاستقالة من منصبه، ودعوتَه الشرطة الملكية الكندية (الشرطة الفدرالية) لفتح تحقيق في قضية "أس أن سي - لافالان".
وكان ترودو قد عيّن فيلبوت رئيسةً لمجلس الخزينة، معفياً إياها من حقيبة الخدمات للسكان الأصليين، بموجب تعديل وزاري أجراه في 14 كانون الثاني (يناير) الفائت وكان محوره إعفاء ويلسون رايبولد من حقيبة العدل لمنحها حقيبة شؤون قدامى المحاربين الأقل أهمية.
وفي شهادتها أمام اللجنة البرلمانية الأربعاء الفائت أكدت ويلسون رايبولد أنها مقتنعة بأن حقيبة العدل انتُزعت منها لرفضها الانصياع للضغوط التي مورسَت عليها في قضية "أس أن سي - لافالان".
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.