"الأسابيع الأخيرة كانت صعبة" قال رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو في مؤتمر صحفي عقده صباح اليوم الخميس في اوتاوا وتناول فيه ما بات يُعرف هنا بقضيّة أس أن سي لافالان .
وقد اندلعت الأزمة السياسيّة قبل نحو شهر يوم أعلنت وزيرة العدل ووزيرة قدامى المحاربين السابقة جودي ولسون رايبولد استقالتها من منصبها في 12 شباط فبراير الفائت.
وقد استقالت ولسون رايبولد في أعقاب ادّعاءات تفيد عن تعرّضها للضغط من قبل مكتب رئيس الحكومة لتجنيب شركة أس أن سي لافالان الملاحقة الجنائيّة في تهم فساد ورشاوى.
وأدلت الوزيرة السابقة بشهادتها أمام لجنة العدل التابعة لمجلس العموم الكندي وتحدّثت عن ضغوط متواصلة وتهديدات مبطّنة تعرّضت لها لالغاء الملاحقة الجنائيّة ضد أس أن سي لافالان.
وأعقب ذلك استقالة جيرالد باتس كبير مستشاري جوستان ترودو، واستقالة الوزيرة جاين فيلبوت رئيسة مجلس الخزينة ، لتزداد الأزمة السياسيّة تعقيدا.

وزيرة العدل السابقة جودي ولسون رايبولد أمام لجنة العدل في مجلس العموم الكندي في 27-02-2019/Sean Kilpatrick/CP
وأدلى جيرالد باتس بدوره بشهادته أمام لجنة العدل وأعرب عن اعتقاده بأنّ ما من أحد في مكتب رئيس الحكومة ارتكب خطأ في التعامل مع قضيّة أس أن سي لافالان.
ولو شعرت ولسون رايبولد بأنّ ضغوطا غير سليمة مورست عليها في القضيّة، كان ينبغي أن تطلع رئيس الحكومة في حينه على الأمر كما قال جيرالد باتس.
واليوم، قال رئيس الحكومة جوستان ترودو في مؤتمره الصحفي إنّه كلّف كبار موظّفيه بمتابعة موضوع أس أن سي لافالان مع وزيرة العدل في حينه جودي ولسون رايبولد التي كانت تشغل أيضا منصب المدّعي العام في كندا.
وأشار إلى أنّ الانطباع حول التعامل مع القضيّة كان مختلفا بين فريق عمله ووزيرة العدل السابقة جودي ولسون ايبولد، ونفى أن تكون ولسون رايبولد قد تعرّضت للضغط من قبل فريق عمله.
"كلّ هذه التدخّلات كانت محادثات بين زملاء حول كيفيّة معالجة هذه القضيّة الصعبة. واعتقدنا، فريق عملي وأنا في كلّ مرّة أنّ وزيرة العدل والمدّعية العامّة السابقة كانت منفتحة للنظر في جوانب أخرى من المصلحة العامّة. ولكنّي أدركت الآن أنّها كانت تفكّر بطريقة مختلفة": رئيس الحكومة جوستان ترودو.

جيرالد باتس المستشار السابق لرئيس الحكومة /Justin Tang/CP
وأكّد رئيس الحكومة أنّه من الطبيعي أن يدافع عن 9000 وظيفة في شركة الهندسة والبناء أس أن سي لافالان، وكرّر قوله للوزيرة ولسون رايبولد بأنّ القرار الأخير في هذا الأمر هو في يدها.
"بالنسبة لي ولفريق عملي، الاستمرار في الحديث عن قضيّة بهذه الأهميّة هو جزء من عملنا. وكانت هنالك في الوقت عينه لقاءات بشأن العديد من القضايا إن بالنسبة لاتّفاق نافتا و ملايين الوظائف المحتملة، أو الاستثمارات في قطاعات صناعيّة مختلفة وفي الابتكار، ونحن دوما مهتمّون بالوظائف أكان في مصنع يضمّ 300 عامل مهدّد بالإقفال أو سواها، وهذا يندرج في مسؤوليّاتنا": رئيس الحكومة جوستان ترودو
وأكّد رئيس الحكومة أنّ نزاهة المؤسّسات الكنديّة لم تتأثّر، و"دافعنا دوما عن استقلاليّة نظامنا القضائي ودعمناها" كما قال.
"لقد أمضيت كلّ حياتي السياسييّة في النضال من أجل العدل ومن أجل الناس، من قضايا العدل الاجتماعي إلى حماية وظائف الكنديّين. ومنذ دخولي عالم السياسة، عملت على خدمة الناس الذين أمثّلهم بكلّ ما اتيت من قدرات، وبوفاء. ولم يشذّ ملفّ أس أن سي لافالان عن القاعدة": رئيس الحكومة جوستان ترودو
وأكّد ترودو أنّ حكومته سوف تسعى للحصول على مشورة خبراء من خارج الحكومة حول صوابيّة الإبقاء على منصبي وزير العدل والمدّعي العام بيد شخص واحد، وحول سياسات مجلس الوزراء التطبيقيّة والعملانيّة المرتبطة بالأمور القضائيّة.
ويشار إلى أن المنصبين هما بيد مسؤول واحد بموجب التقليد الدستوري في كندا.
استمعواروابط ذات صلة:
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.