أعلنت اليوم عضو الجمعية الوطنية الكيبيكية عن الحزب الكيبيكي (PQ) الاستقلالي كاترين فورنييه انسحابها منه لتصبح نائبة مستقلة.
وعزت فورنييه قرارها لاعتقادها بأن الحزب الكيبيكي لم يعد التنظيم السياسي المناسب لجعل مقاطعة كيبيك تستقل عن الاتحادية الكندية بعد الخسائر المتكررة التي مُني بها.
"في الحقيقة توقف الحزب الكيبيكي عن الجذب وعن تجديد نفسه. الكثير الكثير من الكيبيكيين توقفوا عن الاستماع إليه." قالت فورنييه متوجة إلى وسائل الإعلام، مضيفةً أنه "حتى وإن قام الحزب الكيبيكي بعملية إصلاحية، أعتقد أن الأوان قد فات، فهو أضاع الفرص (التي تتيح له ذلك) ولم يعد يحظى اليوم بالثقة ولا بالمصداقية للقيام بذلك".
وأشارت فورنييه إلى تشتت القوى الاستقلالية في كيبيك، المقاطعة الكندية الوحيدة ذات الغالبية الناطقة بالفرنسية، لكنها أكّدت أنها لم تزل مقتنعة بأن للكيبيكيين مصلحة بأن "يديروا شؤونهم بأنفسهم".
وردّاً على سؤال حول ما إذا كانت تنوي تأسيس حزب جديد أو الانضمام إلى حركة سياسية تدعو لاستقلال كيبيك، قالت فورنييه إن "آخر شيء تحتاج إليه الحركة (الاستقلالية) هو حزب استقلالي آخر".

مبنى الجمعية الوطنية الكيبيكية في مدينة كيبيك (أرشيف) / Radio-Canada
ويُعدّ انسحاب فورنييه من الحزب الكيبيكي ضربةً قوية له. فقبل استقالتها منه كان بنوابه الـ10 حزبَ المعارضة الثاني في الجمعية الوطنية التي تضمّ 125 نائباً، إذ بالرغم من التساوي في عدد المقاعد مع حزب التضامن الكيبيكي (QS)، الاستقلالي هو الآخر واليساري، حصد الحزب الكيبيكي في انتخابات الأول من تشرين الأول (أكتوبر) 2018 العامة 17,1% من أصوات المقترعين فيما حصل حزب التضامن الكيبيكي على 16,1% منها.
أما الآن، وبنوابه التسعة المتبقين، يصبح الحزب الكيبيكي رابع الأحزاب من حيث عدد المقاعد في الجمعية الوطنية، خلف حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك (CAQ) الحاكم بحكومة أكثرية والحزب الليبرالي الكيبيكي (PLQ) الذي يشكل المعارضة الرسمية، وحزب التضامن الكيبيكي الذي قد يصبح هو ثاني أحزاب المعارضة، وهو مركز طالب به ويمنحه، في حال استُجيب طلبه، بعض الامتيازات المتصلة بعمله البرلماني التي قد يفقدها عندئذ الحزب الكيبيكي.
كما أن احتفاظ فورنييه، البالغة من العمر 26 عاماً، بمقعد دائرة ماري فيكتوران (Marie-Victorin) إلى الجنوب من مونتريال في الانتخابات الأخيرة شكّل انتصاراً معنوياً للحزب الكيبيكي بوجه الانتقادات بأنه لم يعد قادراً على جذب جيل الشباب.
يُذكر أن فورنييه فازت بمقعد الدائرة المذكورة للمرة الأولى في كانون الأول (ديسمبر) 2016، في انتخابات فرعية، وكانت آنذاك في الرابعة والعشرين من عمرها، ما جعلها السيدة الأصغر سناً على الإطلاق التي تفوز بمقعد في الجمعية الوطنية الكيبيكية.

قبل خوضه غمار السياسة بدءاً من عام 1960، كان الزعيم التاريخي للحزب الكيبيكي رينيه ليفيك صحفياً في راديو كندا، ونراه في هذه الصورة (إلى اليسار) محاوراً الزعيم الكوبي الراحل فيديل كاسترو (Radio-Canada)
وكان الحزب الكيبيكي حزبَ المعارضة الرسمية في الجمعية الوطنية السابقة عندما نال 30 مقعداً في انتخابات نيسان (أبريل) 2014، ما كان في حينه إحدى أسوأ نتائجه الانتخابية.
ووصل الحزب الكيبيكي إلى السلطة في كيبيك للمرة الأولى في عام 1976 بقيادة زعيمه التاريخي رينيه ليفيك. وكانت آخر مرة يصل فيها إلى السلطة في عام 2012 بقيادة بولين ماروا، وبحكومة أقلية لأول مرة، وخسر انتخابات عام 2014 بوجه الحزب الليبرالي الكيبيكي. وبين عاميْ 1976 و2014 حكم الحزب الكيبيكي مقاطعة كيبيك نحواً من 20 سنة.
(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.