هاني حديد يتميّز بالمشاركة بأول عملية زرع تلسكوب في العين في كندا

تكرّم "منسقية مونتريال في تيار المستقبل" اللبناني جرّاح العيون وطبيب المستقبل الشاب هاني وليد حديد في حفل تقيمه نهاية الشهر الجاري لإحياء الذكرى السنوية الرابعة عشرة لاغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري.

ويأتي تكريم الشاب (28 عاما) الذي يتحدّر من اصول لبنانية لمناسبة مشاركته بأول زراعة لتلكسوب في العين في كندا مطلع شهر شباط/فبراير الماضي في إحدى مستشفيات مدينة كيبيك عاصمة مقاطعة كيبيك في الوسط الكندي ,وهي مستشفى "St-Sacrement".

بعد حصوله على الدكتوراه في الطب من جامعة شيربروك في العام 2015 اختار هاني حديد التخصّص في جراحة العيون لأنه عالم يكتنفه الغموض على حدّ تعبير محدثي وهو منذ تعومة أظفاره تجتذبه العوالم الغامضة الغير محسوسة، هذا بالاضافة إلى أن طبّ جراحة العيون تشهد تطورا وابتكارا وتجديدا يوما بعد يوم.

وفعلا يفتخر محدثي بأنه استطاع مشاركة استاذه الكندي في جامعة لافال في كيبيك، حيث يدرس حاليا الاختصاص في طب جراحة العيون، في إجراء عملية زرع تلسكوب صعير في عين مريضة تعاني من الضمور البقعي، وهي عملية أولى من نوعها في كندا. علما أن حجم التلسكوب لا يتعدى حجم حبّة البازيلا ويتّم زرعه في العين بعد إزالة عدسة الانسان ليظّل متواجدا بشكل دائم في العين. ويقول هاني حديد إن العملية نجحت تماما وهو يتابع باستمرار حالة السيدة التي خضعت لها. أما عن إمكانية القيام بعمليات من هذا النوع في المستقبل لإعادة الإبصار فيؤكد محدثي بأن ذلك ممكن طبعا إذا توّفرت الأموال لأن العملية مكلفة جدا وسعر التلسكوب وحده يتجاوز العشرة آلاف دولار.

ضيفي الذي وصل إلى كندا وهو لم يكن قد تجاوز بعد ربيعه الثاني، أصرّ على تحضير أجوبته باللغة العربية، لغة برنامجنا، تيمنا منه بلغة الضاد واحتراما للغة بلده الأم وهي لغة القلب دائما كما أكد محدثي. ولكن ستلحظون أنه ما أن فتحت الباب لحامل الشهادات الكندية للتحدث بلغة موليير حتى راح يركض ويحلّق مثل الطائر الذي يسترجع حرّيته...

ولا يقّل علم وأدب الوالد عن ابنه وهما صنوان وهذا الشبل من ذاك الأسد

في حديثي إلى والده وليد حديد أكتشف أن هذا الأخير تميّز بعصاميته وشقّ طريق العلم والأعمال ببراعة واجتهاد.

هاجر وليد حديد من بلدة الكورة في شمال لبنان إلى مونتريال عند اندلاع الحرب في لبنان في العام 1976 ليلتحق بجامعة مونتريال ويغرف العلوم والمعارف محصلا عددا من الشهادات والدراسات العليا في الهندسة والمعلوماتية وإدارة الأعمال.

يخبرنا رجل الأعمال والمهندي وليد حديد عن سرّ نجاح أولاده الأربعة في الحياة وتفوقهم في دراساتهم ولعّل فخر هذا الأب الأول هو بالقيم التي حفظها أولاده عن ظهر قلب وهي قيم الانسانية والمحبة والعطاء. في هذا الإطار حرص محدثي على التعبير عن اغتباطه وفخره بالمهمة الانسانية التي شارك فيها مؤخرا نجله في ساحل العاج حيث أجرى عمليات جراحية بالمجان لمرضى الكاتراكت الذين ناهز عددهم الخمسين شخصا.

كم أقدّر لك أيها الأب الفاضل أنك حرصت على أن تتابع عن كثب وتقدّم كل الوثائق والمعلومات لإنجاز هذا التقرير وحرصك ينصب في مسيرة الألف ميل التي بدأتها مع زوجتك من اللحظة الأولى وتعاهدتما على متابعة كل شاردة وواردة وصغيرة وكبيرة في حياة أولادكما مع حرصكما على ترك حرية الخيار لهم.

إنها علاقة صداقة وأبوّة في آن معا تربطني بابني أكد لي وليد حديد.

كما أن هناك سرّ آخر في علاقة هذا الأب مع أولاده الأربعة وطريقة فضلى لتحقيق اندماج ناجح ومتميّز في المجتمع الكندي من دون التنصل لجذور واصول أهل بلاد الأرز!

تستمعون تاليا إلى كل هذه التفاصيل في الحوار الذي أجريته أولا مع الابن ومن ثم مع الأب هاني ووليد حديد.

استمعوا