مظاهرة حاشدة ضدّ التمديد للرئيس بوتفليقة في الجزائر العاصمة في 15-03-2019/.REUTERS/Ramzi Boudina

مظاهرة حاشدة ضدّ التمديد للرئيس بوتفليقة في الجزائر العاصمة في 15-03-2019/.REUTERS/Ramzi Boudina

الجزائر: الدعم للحراك الشعبي يتنامى حتّى من داخل الحزب الحاكم

الحراك الشعبي مستمرّ في الجزائر ، والجزائريّون مستمرّون في التظاهر منذ نحو اربعة أسابيع للتعبير عن رفضهم لولاية خامسة و ورفضهم التمديد للولاية الرابعة للرئيس عبد العزيز بوتفليقة.

والجزائريّون في دول الخارج، بما فيها كندا يشاركون بدورهم في مظاهرات تأييدا لأهلهم في الوطن الأم،  في وقت الدعم للحراك يتنامى يوما بعد يوم.

ومن التطوّرات اللافتة، إعلان حزب جبهة التحرير الوطني "مساندته المطلقة" للحراك الشعبي حسبما قال منسّق هيئة تسيير الحزب معاذ بوشارب الذي دعا "للعمل بإخلاص والجلوس معا إلى طاولة حوار واحدة للوصول إلى الاهداف المحدّدة وفق خريطة طريق واحدة لبناء جزائر جديدة لا تهمّش ولا تقصي أحدا" كما قال معاذ بوشارب.

كما أنّ رئيس الأركان الجزائري الفريق أحمد قايد صالح قال إنّ الشعب الجزائري عبّر عن "مقاصد نبيلة" خلال الاحتجاجات ضدّ الرئيس بوتفليقة.

لتحليل تطوّرات الوضع في الجزائر، اجريت حديثا مع الدكتور جابر فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في جامعة اوتاوا.

يقول الدكتور فطحلي إنّ التحرّكات الواقعة في الجزائر مطلوبة ومحمودة وقد حضر  هو شخصيّا مظاهرتين للجالية الجزائريّة في اوتاوا.

اساتذة وطلاّب يشاركون في مظاهرة في الجزائر العاصمة في 13-03-2019/ REUTERS/Zohra Bensemra

اساتذة وطلاّب يشاركون في مظاهرة في الجزائر العاصمة في 13-03-2019/ REUTERS/Zohra Bensemra

ورغم مجالات الحريّة النسبيّة في الجزائر، فالنظام لم يلبّ رغبات الشباب والأجيال منذ الثورة التحريريّة.

والجزائرمرّت بمرحلة دمويّة، والاحتجاجات الحاليّة سلميّة، ولها ما يدعمها ولها مسبّباتها، وساهمت في التآلف بين مختلف شرائح المجتمع.

حتّى أنّ جبهة التحرير الوطني دعمت الحراك، والجبهة كما يقول الدكتور جابر فطحلي ليست كأغلب الاحزاب العربيّة التقليديّة، وهنالك دوما في داخلها تمايزات ونوع من الديمقراطيّة الداخليّة.

وهنالك من داخل الجبهة من رأى أنّ الحراك مشروع ويجب دعمه، وهنالك الانتهازيّون الذين يرون أنّ اللعبة انتهت ولا بدّ من الدخول في هذا الحراك.

وعن موقف الجيش الجزائري، يقول الدكتور فطحلي إنّ الجيش لا يظهر في الواجهة ، بالرغم من أنّه المحدّد الرئيسي لحاكم البلاد.

الدكتور جابر فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في دامعة اوتاوا/جامعة اوتاوا

الدكتور جابر فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في دامعة اوتاوا/جامعة اوتاوا

والأمور معقّدة بالنسبة للجيش في مواجهة هذه التحرّكات المليونيّة، وله تجارب سابقة مع العشريّة السوداء.

والرئيس بوتفليقة ازاح العديد من القياديّين في الجيش الذين كانوا يملكون السلطة الفعليّة .

والجيش يؤيّد الحراك ولكنّه يخشى من أيّ انزلاقات ،  ويخشى من تدخّلات خارجيّة ولكنّه  يؤيّد الحراك، وهو الذي سيمكّن الجزائريّين من الالتفاف نحو مشروع ائتلافي  ولن تكون له الرغبة في حكم الجزائر كما حصل في مصر يقول الدكتور جابر فطحلي.

ويؤكّد الدكتور فطحلي أستاذ القانون الدولي والمقارن في جامعة اوتاوا أنّ الوضع مختلف عمّا كان عليه قبل 20 عاما، خصوصا مع وسائل التواصل الاجتماعي.

والتحرّكات في الجزائر عفويّة، والمعارضة بالرغم من تاريخيّتها ، إلاّ أنّها أُضعفت في علاقاتها مع السلطة وخاصّة منذ تولّي الرئيس بوتفليقة السلطة.

والمسألة الاهمّ كما يقول الدكتور فطحلي هي حول ما ستؤول إليه هذه التحرّكات الشعبيّة في الجزائر، ولا بدّ حسب رأيه من  تغيير السياسات، ولا بدّ في الوقت عينه من حوار للحفاظ على أجهزة الدولة.

رويترز/الحياة/راديو كندا الدولي

استمعوا
فئة:دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.