انبعاثات الكربون من منشأة لاستخراج النفط من الرمال الزفتية تابعة لشركة "سينكرود" (Syncrude Canada) في فورت ماكموري في شمال شرق مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (أرشيف) / Jason Franson / CP

تقريران مقلقان عن التغيرات المناخية في كندا

لا تقوم كندا بما يكفي لمواجهة التغيرات المناخية، وحكوماتها المتعاقبة "فشَلت" في بلوغ أهدافها في مجال الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.

هذا ما أكدته مفوضة شؤون البيئة والتنمية المستدامة جولي غيلفاند في تقرير كشفت عنه النقاب اليوم، وهو آخر تقرير لها قبل نهاية ولايتها في منصبها.

"على امتداد عشرات السنين فشلت الحكومات الفدرالية دوماً في جهودها لبلوغ أهداف الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة"، كتبت غيلفاند في تقريرها، مضيفةً أن "الحكومة غير مستعدة للتأقلم مع مناخ متغير".

وتوقفت غيلفاند في تقريرها عند تقييم الإعانات المالية التي توفرها الحكومة الفدرالية لقطاع الوقود الأُحفوري ذي الأهمية الحيوية في الاقتصاد الكندي. وكندا هي رابع أكبر بلد مصدّر للنفط في العالم.

وتقول غيلفاند في هذا المجال إن الحكومة الفدرالية "محورت تقييماتها بشكل شبه حصري حول اعتبارات اقتصادية وضريبية ولم تأخذ في الحُسبان إدماج الاستدامة الاقتصادية والاجتماعية والبيئية (...) في رؤية طويلة الأمد".

ويأتي صدور تقرير غيلفاند المقلق غداة صدور تقرير بيئي آخر لا يقلُّ عنه إقلاقاً.

فقد أصدرت وزارة البيئة الفدرالية تقريراً يوم أمس يفيد بأن معدل حرارة كندا يرتفع بوتيرة أسرع بمرتيْن من معدل الحرارة في سائر مناطق كوكب الأرض.ويقول التقرير، وهو بعنوان "تقرير حول التغيرات المناخية في كندا"، إن معدل الحرارة السنوية للأرض اليابسة في كندا ارتفع بـ1,7 درجة مئوية منذ عام 1948، فيما ارتفع بمعدل 0,8 درجة مئوية تقريباً في سائر مناطق الأرض حسب "الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي" (NOAA)، وهي وكالة علمية تابعة للحكومة الأميركية.

"وهذا يعني المزيد من الفيضانات ومن حرائق الغابات ومن درجات الحرارة القصوى"، تقول وزيرة البيئة والتغيرات المناخية في الحكومة الكندية كاثرين ماك كينا.

مفوضة شؤون البيئة والتنمية المستدامة جولي غيلفاند (أرشيف) (Adrian Wyld / CP)

وارتفاع الحرارة في كندا هو أكثر حدة في مقاطعات البراري، وهي مانيتوبا وساسكاتشيوان وألبرتا، وفي شمال مقاطعة بريتيش كولومبيا المطلة على المحيط الهادي، وفي الشمال الكندي الواسع، مما هو في سائر المناطق.

ففي الشمال الكندي الممتد إلى عمق الدائرة القطبية الشمالية ارتفع معدل الحرارة السنوية بـ2,3 درجة مئوية.

ويعزو التقرير هذا الارتفاع في حرارة كندا إلى الأنشطة البشرية وإلى تغيرات المناخ الطبيعية، مع تأكيده بأن "العامل البشري هو المهيمن"، لاسيما بالنسبة لانبعاثات الغازات الدفيئة.

"يُبيّن لنا القطب الشمالي ما يخبّئه لنا المستقبل إذا لم نفعل شيئاً (إزاء هذا الواقع)، وهذا ما قد يحدث في سائر أنحاء كوكب الأرض إذا لم نأخذ زمام المبادرة"، يقول الخبير البيئي الكندي المعروف ستيفن غيلبو، أحد مؤسسي منظمة "إكيتير" (Équiterre) البيئية التي يقع مقرها في مونتريال.

يُذكر أن اتفاق باريس حول المناخ، الذي وقّعته كندا بعد أن تم التوصل إليه برعاية الأمم المتحدة في كانون الأول (ديسمبر) 2015، نصّ على احتواء ارتفاع حرارة الأرض بـ"أدنى بكثير من درجتيْن مئويتيْن" قياساً بما قبل عهد الصناعة، لا بل دعا دول العالم لـ"مواصلة الجهود للحد من ارتفاعها عند مستوى 1,5 درجة مئوية".

(وكالة الصحافة الكندية / أ ف ب / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

رابط ذو صلة:
هل تساهم ضريبة الكربون في خفض الانبعاثات الملوّثة؟

استمعوا
فئة:اقتصاد، بيئة وحياة حيوانية، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.