هل تساهم ضريبة الكربون التي فرضتها الحكومة الكنديّة على أربع مقاطعات كنديّة في خفض الانبعاثات الملوّثة.
السؤال مطروح منذ فترة طويلة، وعاد إلى الواجهة منذ أن بدأت حكومة جوستان ترودو بتطبيق هذه الضريبة على 4 مقاطعات هي مانيتوبا وسسكتشوان واونتريو ونيوبرنزويك.
فقد اتّخذت الحكومة قرارها بفرض الضريبة على المقاطعات التي لم تضع خطّة خاصّة بها لتقليص انبعاث غازات الدفيئة، وبدأت بفرضها كما كان مقرّرا اعتبارا من مطلع شهر نيسان ابريل الجاري.
ويشار إلى أنّ الحكومات المحليّة في المقاطعات الأربع التي يترأسّها رؤساء حكومة محافظون، تعارض بشدّة ضريبة الكربون، ويعارضها كذلك حزب المحافظين الكندي بزعامة أندرو شير، وهو حزب المعارضة الرسميّة في مجلس العموم الكندي.
وقرّرت اوتاوا فرض الضريبة على الوقود الأحفوري، وحدّدتها بـ20 دولارا للطنّ الواحد من انبعاثات غازات الدفيئة للعام 2019، على أن ترتفع قيمتها 10 دولارات في السنة لتصل إلى 50 دولارا للطنّ عام 2022.
حكومة جوستان ترودو الليبراليّة فرضت ضريبة كربون على 4 مقاطعات كنديّة/Paul Chiasson/CP
وتوقّعت الحكومة أن ترتفع أسعار المحروقات في المقاطعات الأربع خلال السنة الحاليّة، وأن تبلغ نسبة الارتفاع تباعا 4،42 سنتات لليتر الواحد من وقود السيّارات، و5،37 سنتات لليتر وقود التدفئة، و3,91 سنتات للمتر المكعّب من الغاز الطبيعي.
زعيم حزب المحافظين أندرو شير ندّد في لقاء مع المواطنين في سانت جورج في مقاطعة نيوبرنزويك بضريبة الكربون التي تساهم في زيادة أسعار الوقود والتي سيشعر بتأثيرها المواطنون في يوميّاتهم عندما يتنقّلون إلى مكان عملهم أو لدى شراء حاجيّاتهم اليوميّة أو تدفئة منازلهم كما قال.
ورأى شير أنّ ضريبة الكربون لن تساهم في خفض انبعاث غازات الدفيئة، وأنّ خطّة الحكومة الليبراليّة ليست خطّة بيئيّة بقدر ما هي خطّة ضريبيّة حسب قوله.
"من وجهة نظر فدراليّة، نحن نعدّ لخطّتنا التي لن تتضمّن ضريبة كربون ونبحث في سبل تحفيز المواطنين والاعمال والملوّثين على خفض انبعاثاتهم، ليس من خلال الضريبة ولا من خلال استهلاك قائم على الضريبة على غرار ضريبة الكربون": زعيم حزب المحافظين أندرو شير.
واضاف زعيم المحافظين بأنّه سيركّز على الاستثمار في التكنولوجيا والابتكار، وتشجيع الانتاج، ولكن دون أن يشرح كيفيّة تحقيق ذلك.
ولم يعط أندرو شير أيّة تفاصيل حول خطّة حزبه ولا عن موعد نشرها، واكتفى بالقول إنّها شاملة.
شون فرايزر الزعيم البرلماني للحزب الليبرالي/CBC/ هيئة الاذاعة الكنديّة
وفي حين أنّ خطّة الحكومة الليبراليّة تؤذي الكنديّين من أبناء الطبقة الوسطى بشكل غير متناسب حسب رأيه، فإنّ مقاربة حزبه ستكون من خلال خطّة لا تتضمّن ضريبة كربون ولا حسومات كما قال.
ويأتي فرض ضريبة الكربون في وقت أفاد تقرير لوزارة البيئة الكنديّة أنّ الاجراءات التي اتّخذتها الحكومة الليبراليّة، بما فيها ضريبة الكربون، لن تساعدها في تحقيق هدفها بخفض انبعاثات غازات الدفيئة ، وأنّها ستخفّضها بنسبة 19 بالمئة فقط عن مستويات العام 2005 بحلول العام 2030، في حين أنّ الهدف المحدّد هو لخفضها بنسبة 30 بالمئة.
يقول شون فرايزر الزعيم البرلماني للحزب الليبرالي إنّ المضيّ في خطّة ضريبة الكربون تعني أنّه يستحيل أن يكون التلويث مجانيّا بعد اليوم في كندا.
"ضريبة الكربون ليست الاجراء الوحيد الذي اتّخذته الحكومة لخفض الانبعاثات الملوّثة. إنّه واحد من بين 50 اجراء، بما فيها الاستثمار الأضخم الذي شهدناه في وسائل النقل، والتخلّص التدريجي من الفحم والتأكّد من أن يتمّ توليد 90 بالمئة من الطاقة الكهربائيّة من الطاقة المتجدّدة، وهنالك مجموعة كبيرة من الاجراءات": شون فريزر الزعيم البرلماني لليبراليّين".
ويضيف فرايزر في حديثه لتلفزيون سي بي سي هيئة الاذاعة الكنديّة أنّ الحكومة سوف تعيد النظر في سياستها البيئيّة في العام 2022 للتحقّق من مدى فعاليّتها والتأكّد من القيام بالخطوات اللازمة لحماية البيئة.
ويعرب عن ثقته بأن الحكومة ستتمكّن من تحقيق أهدافها بخفض غازات الاحتباس الحراري إلى مستويات تضمن الحفاظ على البيئة للأجيال المقبلة.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي / راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.