قالت وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند إنه من المحتمل أن تقوم "جهات أجنبية مؤذية" بالتدخل في الانتخابات العامة المقبلة في كندا.
"نحن قلقون جداً، وفي تقديرنا أن حصول هذا التدخل (الأجنبي) مُرجّح جداً، ونعتقد أنه من المحتمل أن تكون جهات أجنبية مؤذية قد قامت بجهود لتقويض ديمقراطيتنا"، قالت فريلاند اليوم في مؤتمر صحفي في فرنسا رداً على سؤال عمّا إذا كانت قلقة من احتمال تدخل جهات أجنبية، "لاسيما روسيا"، في الانتخابات الكندية العامة المقرر إجراؤها في 21 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل.
وأضافت فريلاند من مدينة دينار السياحية في شمال غرب فرنسا حيث شاركت في مؤتمر لوزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية السبع، "أعتقد أن ما نراه حالياً هو أمر يحدث في العديد من الديمقراطيات الليبرالية، وهذه الجهود (التي تقوم بها جهات أجنبية) لا تهدف لتأمين نتائج معينة في الانتخابات بقدر ما تسعى لتعزيز الاستقطاب في مجتمعاتنا ولجعلنا، نحن مواطني هذه الديمقراطيات، أكثر تشكيكاً بفكرة الديمقراطية وبعملها".
وقالت فريلاند إن كندا "مدركة جيداً" لهذه المخاطر، وإن حكومتها اتخذت إجراءات لمواجهتها.
"نحن في كندا، وبقيادة زميلتي الممتازة كارينا غولد، وزيرة المؤسسات الديمقراطية، اتخذنا بعض الإجراءات لنكون مستعدين للدفاع عن أنفسنا، وأحدها شديد الأهمية وهو التحقق من أن الكنديين مدركون لهذا الخطر. فأحد الأمور التي تعلمناها، لاسيما من خلال التواصل مع أصدقائنا في دول البلطيق وأوكرانيا، هو أنّ، على الأرجح، أهمَّ الدفاعات وأقواها هو المواطنُ الواعي والمدرك"، قالت فريلاند.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (Sergei Karpukhin / Reuters)
وكانت وزيرة الخارجية الكندية تشير بكلامها إلى روسيا، كدولةٍ تتدخل في المسارات الديمقراطية لدولٍ أُخرى، لكن دون أن تذكرها بالاسم، خلافاً لما فعله نظيرها البريطاني جيريمي هانت في المؤتمر الصحفي نفسه، إذ اتهم روسيا علناً بأنها "نشطة جداً" في مجال "التدخل في المسارات الديمقراطية لدولٍ غربية" وأنها وضعت استراتيجيات لهذه الغاية.
وقام رئيس الحكومة الكندية جوستان ترودو هو أيضاً بذكر روسيا بالاسم رداً على سؤال استفساري حول هذا الموضوع طُرح عليه في تورونتو بعد الذي صرّحت به فريلاند من فرنسا.
"شهدنا في السنوات الأخيرة زيادةً في تدخل جهات أجنبية أو تورطها في المسارات الديمقراطية، ورأينا بشكل واضح جداً أن دولاً كروسيا تقف خلف العديد من الحملات (الانتخابية) المسببة للانشقاق والعديد من وسائل الإعلام الاجتماعية المثيرة للفُرقة"، قال ترودو.
وبموازاة اجتماع وزراء الخارجية، عقد أيضاً وزراء داخلية دول مجموعة السبع اجتماعاً في فرنسا، مثّل كندا فيه وزير السلامة العامة رالف غوديل الذي قال إن مجموعة السبع تريد من كبريات شركات الإنترنت في العالم، "غوغل" و"فيسبوك" و"تويتر" و"مايكروسوفت"، أن "تضاعف جهودها لمواجهة الأضرار الاجتماعية التي يمكن لمنصاتها أن تتسبب بها".
وهذان الاجتماعان الوزاريان أعادا التأكيد على ما كان وزراء دول مجموعة السبع قد شددوا عليه في تورونتو قبل نحو سنة. وكانت كندا رئيسة مجموعة الدول السبع العام الماضي.
(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا الدولي)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.