أثار مشروع القانون حول علمانيّة الدوليّة استقطابا في أوساط الرأي العام منذ أن قدّمته حكومة حزب التحالف من أجل مستقبل كيبيك أواخر شهر آذار مارس الفائت.
وينصّ مشروع القانون على منع ارتداء الرموز الدينيّة أثناء مزاولة العمل من قبل موظفي القطاع العام الذين هم في موقع سلطة، كالقضاة وحرّاس السجون وعناصر الشرطة، والمدرّسين في المدارس العامّة الابتدائيّة والثانويّة ومدراء المدارس.
ويلقى مشروع القانون معارضة في أوساط شريحة من الكيبيكيّين، واحتدم الجدل في اليومين الماضيين بعد تصريح أدلى به وليام ستاينبرغ عمدة مدينة هامستيد خلال مؤتمر صحفي عقده في الخامس من نيسان ابريل الجاري، واعتبر أنّ مشروع القانون هو بمثابة "تطهير عرقي".
ورأى فيه "محاولة لطرد الذين يمارسون ديانات الأقليّات، والإبقاء على غير المؤمنين والمسيحيّين في كيبيك" كما قال عمدة مدينة هامستيد.
ورغم الدعوات الكثيرة والمتكرّرة التي وُجّهت له ليعتذر ويتراجع عن موقفه، أصرّ ستايبرغ على ما قاله، وأضاف بأنّ ما يقصده هو "تطهير عرقي سلمي".
ووجّه رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو دعوة للجميع للمجادلة في أجواء هادئة، وطلب من العمدة أن يعتذر عمّا قاله.

عمدة هامستيد وليام ستايبرغ وصف مشروع القانون حول علمانيّة الدولة في كيبيك بأنّه تطهير عرقي/Graham Hughes
/CP
وأكّد لوغو أنّه يتفهّم أن تختلف آراء الكيبيكيّين من مشروع القانون، ولكنّه شدّد على امكانيّة المناقشة في أجواء من الاحترام.
"لقد تمّ تقديم شكوى إلى اللجنة البلديّة في كيبيك، وسندع اللجنة تقوم بعملها، وفي اعتقادي أنّه يعزل نفسه، ويغضب أغلبيّة الكيبيكيّين": رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو.
وأكّد لوغو أنّ الشعب الكيبيكي مضياف، ومن حقّ الكيبيكيّين أن يطلبوا ألاّ يرتدي أشخاص في موقع السلطة رموزا دينيّة، وهو طلب مشروع.
"أعتقد أنّه سيكون معزولا أكثر وأكثر، إن نظرنا إلى موقف المعارضة في مدينة مونتريال و الدعوات التي وجّهها له عدد من أبناء الجالية اليهوديّة كي يعتذر، وأنا على ثقة بأنّه سيعتذر": رئيس حكومة كيبيك فرانسوا لوغو.
رئيس الحكومة الكنديّة جوستان ترودو ردّ اليوم على أسئلة الصحفيّين بشأن ما قاله العمدة حول مشروع القانون المتعلّق بعلمانيّة الدولة.
"بالنسبة لي، ما قاله عمدة هامستيد غير مقبول وآمل بأنّه سيعتذر. ولسنا بحاجة للذهاب إلى هذا الحدّ وبإمكاننا أن نناقش مشروع القانون دون أن نذهب بعيدا": رئيس الحكومة جوستان ترودو.
وقد ندّد عدد من المسؤولين بتصريح عمدة هامستيد وليام ستاينبرغ، واعتبر ليونيل بيريز زعيم المعارضة في المجلس البلدي في مونتريال أنّ لا مكان لما قاله ستاينبرغ في النقاش العام الدائر بشأن مشروع القانون حول علمانيّة الدولة في كيبيك.
"انا ضدّ مشروع القانون. ولكنّي لن أستخدم خطابا ناريّا مثل السيّد ستاينبرغ. اعتقد أنّ هذا ضعف خطير في التقدير وعليه أن يعتذر": زعيم المعارضة في المجلس البلدي في مونتريال ليونيل بيريز.
وانتقد بيريز كلام العمدة عن التطهير العرقي، وأضاف أنّنا عندما نتحدّث حقّا عن جرائم وعن قتل، نتحدّث عن رواندا والبوسنة ونتحدّث عن إبادة، ولا مكان لذلك هنا.
واعتبر ليون الفاسي عضو مجلس بلديّة هامستيد أنّ العمدة ذهب بعيدا في كلامه وجرح مشاعر الكيبيكيّين.
واشار إلى أنّه وجّه عدّة رسائل الكترونيّة إلى العمدة يدعوه فيها للتراجع عن كلامه والاعتذار من أبناء مدينة هامستيد ومن الأقليّات في كيبيك، ولكنّه لم يتلقّ أيّ ردّ حتّى الآن.
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.