نجح علماء الفلك في التقاط صورة للثقب الأسود، هذه الظاهرة الكونيّة الغامضة التي طالما شغلت بال العلماء حول العالم.
وتمّ العثور على الثقب في مجرّة مسمّاة أم 87، تبعد 50 مليون سنة ضوئيّة عن الأرض، وهو واحد من أثقل الثقوب وتبلغ كتلته 6 مليارات ضعف كثافة الشمس.
"لقد رأينا الآن ما لم يكن من الممكن رؤيته" قال آفري برودريك عالم الفيزياء في جامعة واترلو الكنديّة وفي معهد الفيزياء النظريّة الذي كان عضوا في فريق مشروع ايفنت هورايزون تيليسكوب الدولي EHT
وأضاف برودريك بأنّ الثقوب السوداء أصبحت واقعا اليوم ولم تعد مجرّد كتابات وخربشات .
تقول جولي لافاتشيك لاروندو عالمة الفيزياء الفلكيّة في جامعة مونتريال، في حديث لتلفزيون راديو كندا إنّ الصورة الأولى لثقب أسود ، وهو ثقيل للغاية ولا يتسرّب منه حتّى الضوء..
"من غير البديهي القول إنّ لدينا صورة لشيء لا يمكن رؤيته، ولكنّ هذا ما حصل، وشكّل الحصول عليه تحدّيا كبيرا": عالمة الفيزياء الفلكيّة جولي لافاتشيك لاروندو
جولي لافاتشيك لاروندو عالمة الفيزياء الفلكيّة تقول إنّ صورة الثقب الأسود جعلتنا نرى شيئا لا يمكن رؤيته/Radio-Canada
وقد تمّ العثور عليه في مجرّة 87 البعيدة عنّا نعم، ولكنّها لا تبعد كثيرا كما قالت عالمة الفيزياء الفلكيّة.
"ما يميّز هذا الثقب الأسود، هو أنّه ثقيل وتبلغ كتلته ستة مليارات ضعف كتلة الشمس، وهو من أكبر الثقوب السوداء في الكون": جولي لافاتشيك لاروندو عالمة الفيزياء الفلكيّة.
وسعيا منها لشرح الظاهرة بصورة مبسّطة، تقول عالمة الفيزياء الفلكيّة إنّ أفق هذا الثقب يوازي عدّة مرّات حجم نظامنا الشمسي، ويصعب تصوّر ثقب أسود بهذا الحجم.
"تصوّروا ثقبا أسود بهذا الحجم، وقد أثبتت الصورة اليوم أنّه موجود. وهو مظلم بداخله، ولا يمكن أن يهرب الضوء كما نرى في الصورة": عالمة الفيزياء الفلكيّة جولي لافاتشيك لاروندو.
وتضيف ردأ على سؤال بأنّ قطر الثقب الأسود يبلغ 44 مليار كيلومتر، وهو أمر يصعب تصوّره، ولكنّ الثقوب السوداء مضغوطة وعالية الكثافة.
شيكة تيليسكوبات ايفنت هورايزون حول العالم/ESO
"لو أخذنا مثالا على ذلك الأرض، ولو افترضنا أنّها تتحوّل إلى ثقب أسود، ينبغي ضغطها داخل منطقة تبلغ سنتيمترا، وهي مضغوطة للغاية، وهذا ما نراه في الثقوب السوداء العالية الكثافة والضخمة للغاية": جولي لافاتشيك لاروندو عالمة الفيزياء الفلكيّة.
وتتحدّث عالمة الفيزياء الفلكيّة عن التحدي الذي مثّله التقاط الصورة لفريق العلماء من عدد من الدول، والتقاط صورة ضخمة بالغة الوضوح لمعرفة ما يجري حول الثقب الأسود.
ويتطلّب التقاط الصورة وجود تيليسكوب ضخم بحجم الأرض، ولحسن الحظّ أنّ التقنيّة متوفّرة لذلك كما تقول، من خلال نشر شبكة تيليسكوبات في عدّة نقاط حول العالم.
ويكمن التحدّي عندما نلتقط الضوء في كلّ منها، وكيف تؤثّر على الصورة إن لم يتمّ التقاطها في الوقت نفسه بالتحديد.
وكلّما زاد عدد التليسكوبات وكبرت المسافة في ما بينها، كلّما ازدادت الصورة وضوحا كما تقول جولي لافاتشيك لاروندو .
وتتابع فتردّ على سؤال حول أوجه الشبه التي يحاول البعض ايجادها بين نظريّة الانفجار الكبير Big Bang والثقوب السوداء.
"لقد عكف العديد من العلماء على البحث في التشابه بين نظريّة البيغ بانغ أو الانفجار العظيم، والثقب الأسود الذي يجتذب كلّ شيء ويضغط كلّ شيء، وقد حاول عالم الفيزياء الراحل ستيف هوكينغ القيام بهذا التشبيه بين النظريّتين، ولكنّ ما نعرفه حاليّا هو أنّ الثقوب السوداء تجتذب المادّة وتضغطها إلى كتلة لا حجم لها": عالمة الفيزياء الفلكيّة جولي لافاتشيك لاروندو.
وقد أثبت آينشتاين من خلال نظريّة النسبيّة وجود الثقوب السوداء . واليوم، رأينا بالفعل أنّها موجودة قالت عالمة الفيزياء الفلكيّة في جامعة مونتريال جولي لافاتشيك لاروندو.
(راديو كندا الدولي/ سي بي سي/ راديو كندا)
استمعوا
لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.