زعيم حزب المحافظين المتحد جايسن كيني مخاطباً مناصريه الليلة الماضية في كالغاري، كبرى مدن ألبرتا، عقب الإعلان عن الفوز الساحق للحزب في الانتخابات العامة (Jeff McIntosh / CP)

قراءة في الفوز الكاسح للمحافظين في ألبرتا قبل ستة أشهر من الانتخابات الفدرالية

حقق حزب المحافظين المتحد (United Conservative Party) بقيادة جايسن كيني فوزاً كاسحاً في انتخابات ألبرتا العامة أمس. وتفيد نتائج شبه نهائية أنه حصد 63 مقعداً من أصل 87 مقعداً تتكوّن منها الجمعية التشريعية في إدمونتون، ما يعني أنه ضَمن، وبارتياح كبير، تشكيل حكومة أكثرية، فيما نال الحزب الديمقراطي الجديد في ألبرتا (Alberta's NDP) بزعامة رئيسة الحكومة الخارجة راتشل نوتلي المقاعد الـ24 الأُخرى.

ونال حزب المحافظين المتحد 55,2% من أصوات المقترعين مقابل 32,2% للحزب الديمقراطي الجديد و9,2% لحزب ألبرتا (Alberta Party)، الذي لم تُترجم أصواته بنيل أي مقعد في الجمعية التشريعية، و1% لحزب ألبرتا الليبرالي (Alberta Liberal Party). وبلغت نسبة المشاركة في هذه الانتخابات 64%.

وكان للحزب الديمقراطي الجديد، اليساري التوجه، 52 مقعداً في الجمعية التشريعية الخارجة، علماً بأنه أوصل 54 نائباً إليها في انتخابات 5 أيار (مايو) 2015 العامة، مقابل 25 مقعداً لحزب المحافظين المتحد و3 مقاعد لحزب ألبرتا.

وعندما وصل الحزب الديمقراطي الجديد بزعامة نوتلي إلى السلطة في إدمونتون عام 2015، فائزاً بحكومة أكثرية، وضع حداً لأكثر من 43 سنة متواصلة من حكم الحزب التقدمي المحافظ (PC Alberta).

أما حزب المحافظين المتحد فأبصر النور في تموز (يوليو) 2017 من خلال اتحاد الحزب التقدمي المحافظ الذي كان يقوده كيني، الوزير السابق في حكومة حزب المحافظين الكندي في أوتاوا، وحزب "وايلدروز" (Wildrose Party) اليميني بقيادة برايان جين الذي شكل المعارضة الرسمية في الجمعية التشريعية المنبثقة عن انتخابات 2015.

وفي خطاب الفوز أعلن كيني الليلة الماضية أمام أنصاره أن ألبرتا "مفتوحة أمام الأعمال"، وأضاف "نحن بحاجة للأنابيب لتوفير الرخاء لجميع الكنديين، بمن فيهم الكيبيكيون"، في إشارة إلى سعي مقاطعته المتواصل لمد أنابيب جديدة لنقل النفط المستخرج منها إلى سواحل كندا الشرقية والغربية بهدف زيادة صادراتها منه إلى الخارج.

وردّ رئيس حكومة مقاطعة كيبيك فرانسوا لوغو على هذه الدعوة بنصف انفتاح، فقال اليوم "نحن منفتحون على (فكرة) مد أنبوب للغاز القادم من ألبرتا، لكن حالياً هناك إجماع بين الأحزاب في كيبيك على أنه لا توجد مقبولية اجتماعية لأنبوب نفط جديد".

وسبق للوغو أن قال في كانون الأول (ديسمبر) الفائت إن "ما من مقبولية اجتماعية للنفط في كيبيك" و"لدينا الطاقة الكهرومائية وسنحاول بيعها"، لتبرير رفضه مشروع أنبوب إضافي لنقل نفط ألبرتا وجارتها الشرقية ساسكاتشيوان إلى مرفأ سانت جون في شرق كندا بعد اجتيازه مقاطعات مانيتوبا وأونتاريو وكيبيك تباعاً. لكن لوغو تجنب اليوم وصف النفط المستخرج من رمال ألبرتا الزفتية بـ"الطاقة القذرة"، كما فعل آنذاك. ويُذكر أن هذا التوصيف قوبل باستهجان شديد من قبل حكومة راتشل نوتلي وأحزاب المعارضة في ألبرتا.

زعيمة الحزب الديمقراطي الجديد في ألبرتا، رئيسة الحكومة الخارجة راتشل نوتلي، مخاطبةً مناصريها الليلة الماضية في إدمونتون عقب الإعلان عن خسارة حزبها الانتخابات العامة (Jason Franson)

وألبرتا هي أغنى مقاطعات كندا بالنفط، وتملك ثالث أكبر احتياطي نفطي حول العالم. وهي الرابعة من حيث عدد السكان والثالثة من حيث حجم الاقتصاد بين مقاطعات كندا العشر.

ما أسباب فوز المحافظين المتحدين وخسارة الديمقراطيين الجدد أمس؟ وهل سينجح المحافظون المتحدون بقيادة جايسن كيني بمد أنابيب نفط جديدة وإنعاش اقتصاد ألبرتا؟ وكيف يؤثّر فوزهم على الحزب الليبرالي الكندي بقيادة رئيس الحكومة الفدرالية جوستان ترودو الذي هاجمه كيني بشدة خلال الحملة الانتخابية في ألبرتا وعلى نتائج الانتخابات الفدرالية العامة المقرر إجراؤها في 21 تشرين الأول (أكتوبر) المقبل؟ محاور تناولتُها في حديث مع البروفيسور نور القادري، أستاذ التخطيط الاستراتيجي في جامعة أوتاوا ورئيس "الاتحاد الكندي العربي" الذي هو منظمة غير حكومية.

(راديو كندا / وكالة الصحافة الكندية / سي بي سي / لجنة الانتخابات في ألبرتا / راديو كندا الدولي)

استمعوا
فئة:سياسة
كلمات مفتاحية:، ، ، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.