وزيرة الخارجية الكندية كريستيا فريلاند وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان (رويترز)

لماذا تسجل واردات كندا من النفط السعودي ارتفاعاً مطّرداً رغم الأزمة الدبلوماسية؟

يفيد تقرير لـ"سي بي سي" (هيئة الإذاعة الكندية) أن واردات كندا من النفط السعودي تنمو بانتظام منذ خمس سنوات، بالرغم من الأزمة الدبلوماسية التي نشبت بين أوتاوا والرياض الصيف الفائت.

ويقول التقرير استناداً إلى بيانات صادرة عن وكالة الإحصاء الكندية إن واردات كندا من النفط السعودي ارتفعت بنسبة 66% منذ عام 2014، مع تسجيلها ارتفاعاً سنوياً خلال الفترة المذكورة، مضيفاً أن كندا استوردت 6,4 ملايين متر مكعب من النفط السعودي بقيمة 3,54 مليارات دولار في عام 2018، مقارنةً بـ5,9 ملايين متر مكعب بقيمة 2,5 مليار دولار في عام 2017.

وبلغت واردات كندا من النفط السعودي 606 آلاف متر مكعب في كانون الثاني (يناير) 2019، مرتفعةً من 559 ألف متر مكعب في كانون الثاني (يناير) 2018، أي بنسبة 8,41% خلال سنة.

وشكلت واردات النفط السعودي في كانون الثاني (يناير) 2019 نحواً من 10% من استهلاك كندا من النفط، بعد أن كانت هذه النسبة بحدود 8% في عام 2017، لتصبح المملكة السعودية ثاني مَصدر أجنبي للنفط المستهلَك في كندا بعد الولايات المتحدة.

ويساهم النفط السعودي بتلبية احتياجات الشرق الكندي، إذ تستورد كندا النفط وإن كانت رابع أكبر مصدّر له حول العالم. فمعظم النفط الكندي يُستخرج في غرب البلاد، في مقاطعتيْ ألبرتا وساسكاتشيوان على التوالي، ولا تكفي أنابيب النفط الموجودة حالياً لتلبية احتياجات شرق البلاد، فيما تُواجَه مشاريع مدّ أنابيب جديدة بمعارضةٍ قوية، لاسيما من مقاطعة كيبيك ومجموعات بيئية.

ويُسجَّل هذا الارتفاع المطّرد في واردات النفط السعودي فيما مستوى العلاقات الدبلوماسية بين الرياض وأوتاوا متدنٍ. فما من سفير لكندا في المملكة السعودية منذ أن استدعت الرياض سفيرها في أوتاوا في آب (أغسطس) الفائت وقامت بطرد السفير الكندي لديها دنيس هوراك إذ اعتبرته "شخصاً غير مرغوبٍ به" بعد أن حثت كندا "السلطات السعودية على الإفراج الفوري" عن ناشطين حقوقيين سعوديين. كما أعلنت الرياض في حينه عن حُزمة عقوبات ضد كندا.

الصحفي السعودي جمال الخاشقجي متحدثاً في ندوة في "مرصد الشرق الأوسط" للرصد الصحفي في العاصمة البريطانية لندن في 29 أيلول (سبتمبر) 2018 (Handout via Reuters)

كما أن موقفَ أوتاوا من قضية مقتل الصحفي السعودي جمال الخاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول في تشرين الأول (أكتوبر) الفائت ومنحَها حقَّ اللجوء للشابة السعودية الهاربة من أسرتها رهف محمد القنون في كانون الثاني (يناير) الفائت فور وصولها إلى كندا، حيث استقبلتها وزيرة الخارجية كريستيا فريلاند بنفسها في مطار تورونتو، لم يساعدا في تحسّن العلاقات السياسية بين الدولتيْن.

لكن من اللافت أن كندا لم تنتقد علناً الإعدامات الجماعية التي نُفّذت الأسبوع الماضي في المملكة السعودية، إذ اكتفى متحدث باسم وزارة الخارجية بالقول في رسالة جوابية إلى القسم الإنكليزي في راديو كندا الدولي إن "كندا تعارض عقوبة الإعدام بكل أشكالها"، مضيفاً أن كندا "قلقة جداً من حصول إعدامات جماعية بحق 37 مواطناً سعودياً" وأنها "تنضم إلى المفوَّضة العليا لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في التعبير عن القلق (من حصول الإعدامات)".

هل يؤشّر الارتفاع المتواصل في واردات النفط السعودي والموقفُ الكندي الخجول من إعدامات الأسبوع الماضي الجماعية في السعودية إلى تقدّمٍ ما على طريق حل النزاع الدبلوماسي بين أوتاوا والرياض؟ وإذا كان الأمر غير ذلك، فما الذي يحول دون دفاع حكومة جوستان ترودو الليبرالية عن حقوق الإنسان، كما سبق لها أن فعلت، وهو دفاع يلقى أصداء إيجابية في كندا، قبل أقل من ستة أشهر من موعد الانتخابات الفدرالية العامة؟ محاور تناولتُها في حديث أجريتُه اليوم مع البروفيسور نور القادري، أستاذ التخطيط الاستراتيجي في جامعة أوتاوا ورئيس "الاتحاد الكندي العربي" وهو منظمة غير حكومية.

(سي بي سي / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
الأزمة مع السعودية: كندا طلبت المشورة والدعم لدى حلفائها
كندا تريد أجوبة واضحة من السعودية في قضية الخاشقجي
هل من توظيف سياسي لقضية رهف القنون من قبل الحكومة الكندية؟ وكيف سترد السعودية؟

استمعوا
فئة:اقتصاد، دولي، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.