مزارع الكانولا ديفيد ريد حاملاً كيس بذور كانولا في مزرعته في بلدة كريمونا في جنوب مقاطعة ألبرتا في غرب كندا (Jeff McInstosh)

دعم لمزارعي الكانولا الكنديين بانتظار حل الأحجية الصينية

أعلنت اليوم الحكومة الكندية عن إجراءات تهدف لمساعدة المزارعين، وبصورة خاصة مزارعو الكانولا من بينهم، الذين تضرروا جراء الأزمة الدبلوماسية مع الصين.

فالصين حدّت كثيراً من استيراد بذور الكانولا من كندا، ما ألحق أذى كبيراً بمزارعي الكانولا في مقاطعات الغرب، لاسيما وأن الصين هي أول زبون أجنبي لبذور الكانولا الكندية، واستوردت العام الماضي 40% من صادرات كندا منها بقيمة بلغت 2,7 مليار دولار.

ومن أبرز الإجراءات إدخال تعديل على "برنامج المدفوعات المسبَقة" (PPA) الذي يسلّف المزارعين المال مقابل القيمة المتوقَّعة لمحاصيلهم. فقد رفعت الحكومة سقف القروض الممنوحة لهم من 400 ألف دولار إلى مليون دولار. ويستفيد من هذا التعديل جميع المزارعين.

وكان المزارعون معفيين بموجب البرنامج المذكور من الفوائد المترتبة على أول 100 ألف دولار من القروض التي يحصلون عليها. لكن بموجب الإجراءات الجديدة سيُعفى مزارعو الكانولا فقط من الفوائد المترتبة على أول 500 ألف دولار من هذه القروض.

ولا يقتصر دعم المزارعين الكنديين على هذه الإجراءات، كما أكدت وزيرة الزراعة في حكومة جوستان ترودو الليبرالية ماري كلود بيبو.

"نعمل على عدة جبهات، والرئيسية، الأولى، من بينها هي على صعيد الاثبات العلمي لإظهار ما إذا كان هناك من شوائب في محاصيلنا من الكانولا أم لا. ولغاية الآن ليس هناك أي إثبات علمي على وجود أية شائبة. لذلك نحث السلطات الصينية على إجراء حوار معمق معنا حول نوعية إنتاجنا"، قالت الوزيرة بيبو في مؤتمر صحفي عقدته اليوم في مبنى البرلمان الفدرالي في أوتاوا مع زميلها وزير التجارة الدولية جيم كار.

وفي وقت لاحق جدّد رئيس الحكومة جوستان ترودو التأكيد بأن حكومته تعمل من أجل حل النزاع الدبلوماسي الذي نشب مع الصين قبل خمسة أشهر.

وزيرة الزراعة الكندية ماري كلود بيبو متحدثة اليوم في مؤتمر صحفي في مبنى البرلمان الكندي في أوتاوا عن الإجراءات الجديدة لدعم مزارعي الكانولا المتضررين من استمرار الأزمة الدبلوماسية مع الصين (Sean Kilpatrick / CP)

الناطق باسم حزب المحافظين، حزب المعارضة الرسمية في مجلس العموم، لشؤون الزراعة، النائب لوك بيرتولد انتقد الإجراءات التي أعلنت عنها اليوم الحكومة الليبرالية.

"ما أعلن عنه فريق جوستان ترودو صباح اليوم هو بمثابة منح بطاقة ائتمان لعامل فقد عمله دون إعطائه فيما بعد الوسائل التي تتيح له تسديد مستحقات هذه البطاقة"، قال بيرتولد الذي لام حكومة ترودو على عدم تقديمها شكوى في هذه القضية أمام منظمة التجارة العالمية وعدم تعيينها سفيراً في الصين خلفاً لجون ماكالوم الذي استقال من منصبه قبل ثلاثة أشهر بطلب من ترودو.

وسبق لوزيرة الزراعة الكندية أن أكدت قبل نحو شهريْن أن "تحاليل إضافية" أجرتها الوكالة الكندية لمراقبة الأغذية على عينات من الكانولا الكندية أكدت "خلوّها من أي آفات أو بكتيريا تثير القلق".

لكن وزارة الخارجية الصينية أكدت من جهتها أنها أوقفت جزئياً استيرادها الكانولا الكندية بسبب الخشية من أن تكون ملوثة بـ"طفيليات خطيرة"، مذكّرة أنّ "من واجب" الحكومة الصينية "حماية صحة شعبها وسلامته".

ولم تربط الصين مطلقاً بين قرار تقليصها استيراد الكانولا من كندا والأزمة الدبلوماسية بين البلديْن. لكن هناك قناعة على نطاق واسع بأن قرار الصين هو من مضاعفات النزاع الدبلوماسي بين البلديْن الذي نشب مع توقيف السلطات الكندية المديرة المالية لعملاق الاتصالات الصيني "هواوي" مينغ وانتشو في فانكوفر في الأول من كانون الأول (ديسمبر) الفائت بناءً على طلب من السلطات الأميركية التي تتهمها بالالتفاف على العقوبات الأميركية المفروضة على إيران وبسرقة أسرار صناعية من مجموعة "تي موبايل" (T-Mobile) الأميركية للاتصالات.

وتفاقم النزاع مع توقيف الصين الكندييْن مايكل كوفريغ ومايكل سبافور المقيميْن على أراضيها للاشتباه بضلوعهما في "أنشطة تهدد الأمن القومي"، بعد تسعة أيام على توقيف مينغ وانتشو في كندا.

(وكالة الصحافة الكندية / راديو كندا / راديو كندا الدولي)

روابط ذات صلة:
كندا وتحدّي حلّ الأحجية الصينية: هل مزارعو الكانولا الكنديون ضحايا جديدة؟
غرفة التجارة الكندية تعلّق على قرار الصين حظر استيراد الكانولا
مزارعو الكانولا في ساسكاتشوان بحاجة مُلحّة للمساعدة

استمعوا
فئة:اقتصاد، سياسة
كلمات مفتاحية:، ،

هل لاحظتم وجود خطاّ ما؟ انقر هنا!

لأسباب خارجة عن إرادتنا ، ولفترة غير محددة ، أُغلقت خانة التعليقات. وتظل شبكاتنا الاجتماعية مفتوحة لتعليقاتكم.